مدار الساعة - واشنطن – هالي جيسون
لم يتبق على الانتخابات الامريكية المفصلية لواشنطن وعواصم العالم، سوى 40 يوماً، فيما تشير استطلاعات الرأي، هناك، إلى تقدم المرشح الديمقراطي جو بايدن، نحو البيت الأبيض، فما يعنيه هذا بالنسبة إلى دول العالم؟
"مدار الساعة" رصدت التقارير الإعلامية والصحافية في التلفزيون الأمريكي ان بي سي نيوز، وام اس ان بي نيوز ونيويورك تايمز واي بي سي نيوز وغيرها، التي خلصت في نتائجها، عما أقلق الرئيس والمرشح الجمهوري دونالد ترامب.
هذا تماما ما أفصح عنه ترامب نفسه في مؤتمراته الصحافية المتتالية ليومين سابقين، عندما أعلن عن رفضه تسليم السلطة بسلام.
رفض يعني أن لدى المرشح اليميني شكوكا في نتائج الانتخابات الرئاسية، التي باتت تقدم منافسه الديمقراطي بايدين بتسع نقاط على مستوى الولايات المتحدة، فيما الأخطر على ترامب أن بايدن بات يتقدم على منافسه الجمهوري في 7 ولايات متأرجحة، كان ترامب قد كسبها في الانتخابات السابقة 2016م.
في حال أصابت التقديرات العلمية لاستطلاعات الرأي، فإن عهد ترامب الذي بدا ثقيلا جدا على منظمات حقوق الانسان الدولية، يوشك أن ينتهي.
هكذا اذن. ما تبدو عليه الأمور ان حقبة قيادة الجمهوريين للعالم، تتضاءل.
وتنظر هذه المنظمات الحقوقية بتفاؤل لفرص الفوز الضئيلة لترامب، بحسب استطلاعات الرأي التي كان معظمها سابقا صائبا. ترامب الذي حاصر تلك المنظمات، ودأب على تعنيفها، وقطع عن بعضها التمويل.
على أن ترامب ليس وحيدا من يشعر بالقلق من هذه النتائج، هي نتائج تخيف أيضا زعماء العالم الدكتاتوريين، بالدرجة نفسها التي تخيف ترامب.
أما لِمَ هي مخيفة لزعماء العالم الدكتاتوريين، فلأن كثيرا منهم، غرقوا حتى أعناقهم، في ملفات تنتهك حقوق الانسان، كما لم يفعله زعيم معاصر من قبل. وهم يدركون ان أحد أبرز الملفات التي سيتعامل معها بادين في الشأن الخارجي هي تحسين صورة الولايات المتحدة الامريكية، وفي طليعة ذلك، "ملف الحريات وحقوق الانسان".
لا يبدو ان هؤلاء الزعماء مسرورون وقد سمعوا من بايدن بالأمس، تلويحه، في خطاب له، بفتح ملفات السجناء السياسيين في العالم.
لقد سحق عهد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، خلال السنوات الأربع الماضية، ملف الحريات في العالم وحقوق الانسان. ومبكرا، أدرك زعماء العالم أن واشنطن في عهد ترامب لم تعد يكترث لملف الحريات، حتى إعلاميا، كما يفعل الديمقراطيون، ولا لشعاراتهم أو لحقوق الانسان، بل إن هذا الملف نفسه بات ضاغطا في شوارع واشنطن نفسها، فكيف الحال في دول العالم الأخرى.
إذن هي 40 ليلة فقط، ومن تجرأ سابقا من زعماء العالم على جرح صندوق الحريات وحقوق الانسان لديه، فعليه ان يتخلص منه، سريعا، قبل قدوم بايدن.