مدار الساعة - عقدت مِن خِلالَ تقنية zoom أمس ورشة بعنوان " كيفية التعامل مَع التضليل فِي وسائل التواصل الاجتماعي" درب فِيهَا أستاذ الإعلام الرقمي فِي جامعة الشرق الأوسط د. مَحْمُود أبُو فَروةَ الرَّجَبي.
أشار الرَّجَبِي فِي الوَرْشَة إلَى خطورة منصات التواصل الاجتماعي التي انتشرت بِشَكْل هائل، وَأصْبَحَت أمرًا واقعًا لا يُمْكِنُ تجاهله، وساعدت فِي انتشار الإشاعة، والتضليل، إضافة إلَى تأثيراتها السَّلْبِيَّة فِي زيادة أنماط الاستهلاك غير الـمُبرر.
وَبِخُصوصِ تدفق الـمَعْلُومَات، فإنها أدَّت إلَى مزيد مِن التشويش لَدَى المتلقي، وتعدد الأشخاص المؤثرين عَلى منصات التواصل جَعَلَت مِن إمكانية انتشار الـمَعْلُومَات بِشَكْل خاطئ أكْبَر مِن أي وَقْت مضى، بِحَيْثُ أصْبَحَ الإنْسَان المتخصص يحتار أحَيَانًا فِي التفريق مَا بين الخبر الحقيقي والمفبرك.
وشدد الرَّجَبِي عَلى أهمية بناء ثقافة التفكير الناقد لَدَى النَّاس، لما لَهَا مِن أهمية فِي تقليل فرصة الوقوع فِي التضليل، ولفت إلَى بَعْض أساليب التضليل الاحتيالي الَّتِي يَقَع فِيهَا عدد مِن النَّاس رَغْمَ أن التدقيق فِيهَا، ووضع قواعد لِلْتَعاملِ مَعْها يقلل مِن خطرها.
وَنَوَّه الرَّجَبِي إلَى أهمية التركيز فِي الأخبار الَّتِي نقرأها، وتحليلها، وطرح أسئلة ناقدة عَلى أنفسِنا تجعلنا نَتَعَرَف عَلى الأجندة الَّتِي تنطلق مِنْها، وَمِن ثُمَّ نتحول مِن متلقين سلبيين لَهَا إلَى فاعلين قادرين عَلى التمييز مَا بين الخبر كخبر، وَمَا بين الرسالة الخفية الَّتِي تتغلغل فِي الوجدان، وتغير الإنْسَان وتجعله تابعًا، وكأنه يتم التحكم بِهِ بالريموت كنترول.
وَفِي نهاية الوَرْشَة أشادَ الرَّجَبِي بِالأشْخاصِ الواعيين الَّذِينَ يميزون بين مَا هُوَ غث وَسَمين فِي وسائل التواصل الاجتماعي، ويستعلمونها بِشَكْل إيجابي، وَأكدَّ عَلى أهمية توسيع أفق التفكير، والاعتدال فِي الطرح والبعد عَنْ التطرف، وأشار إلَى أن الانفتاح مِن شأنه تحسين قدراتنا عَلى مواجهة المد الهائل مِن أكاذيب الإنترنت.
يذكر أن هَذِهِ الوَرْشَة تأتي مِن ضمن الورش الَّتِي يَقُوم بِها الرَّجَبِي لخدمة الـمُجْتَمَع المحلي انطلاقًا مِن ضرورة تفاعل أعضاء الهيئة التدريسية مَع الـمُجْتَمَع المحلي وَالعَرَبي.