أخبار الأردن اقتصاديات مغاربيات خليجيات دوليات جامعات وفيات برلمانيات رياضة وظائف للأردنيين أحزاب مقالات أسرار ومجالس مقالات مختارة تبليغات قضائية مناسبات مستثمرون جاهات واعراس الموقف شهادة مجتمع دين ثقافة اخبار خفيفة سياحة الأسرة طقس اليوم

عيسى الشبول يكتب: البيئة ليست مكسر عصا يا حكومة النهضة

مدار الساعة,مقالات,وزارة البيئة
مدار الساعة ـ
حجم الخط

بقلم: عيسى الشبول

يبدو ان الحكومة قررت الغاء وزارة البيئة، وهذا واضح من خلال توجهها الرامي الى توزيع مديرياتها الرئيسية على الوزارات وهيئة المنافسة وضبط الجودة المزمع انشاؤها.

وقد عز عليَّ ان ارى وزارة تتهاوى عبر توزيع مهامها بذريعة ترشيق العمل الحكومي وتقليص النفقات. مع ان الاصل ان يستند قرار بهذا الحجم الى دراسات وارقام مقنعة.

فوزارة البيئة التي انشئت عام 2003 لاسباب وجيهة استطاعت ان تقوم بالمهام الموكولة لها بكل كفاءة واقتدار. وحققت عبر مسيرتها انجازات كبيرة في مختلف القطاعات التنموية. واستقطبت للاردن قرابة ال100 مليون دولار _ من الجهات الدولية المانحة . واجزم هنا انها لم تكن يوما عبئا على الخزينة ، بل ساهمت في مأسسة العمل البيئي بشكل يتوافق مع المعايير الدولية ، سواء في قطاع رصد نوعية الهواء والماء او التفتيش على المنشأت الصناعية والزراعية وصولا الى النفايات الصناعية والطبية. ويعد مكب النفايات الخطرة في منطقة سواقة شاهدا على ذلك.

صحيح ان وزارة البيئة تراجعت في ادائها في بعض المراحل ، وهذا مرده الى نظرة بعض الحكومات ممثلة برؤسائها الى الدور المناط بالملف البيئي وتعاملو معها على انها "وزارة العصافير والورود " مع ان الحقيقة غير ذلك. الامر الذي جعلها وزارة ترضية.. فتسلمها وزراء يجهلون الدور المناط بها.

ومن متابعتي للعمل البيئي طيلة عقد ونيف اجد لزاما علي القول ان وزيرين تعاقبا على هذه الوزارة استطاعا ان يحققا انجازات هائلة في مختلف ميادين العمل البيئي، هي معروفة للقاصي والداني محليا ودوليا.

فعلى الصعيد المحلي استطاعت الوزارة ان تضبط ايقاع القطاع الصناعي على ساعة البيئة العالمية ، وابرمت عشرات الاتفاقيات الدولية للنهوض بالواقع البيئي في الاردن ،عبر استقطاب المنح والمساعدات من الهيئات والمنظمات الدوليةالمانحة مثل مرفق البيئة العالمي وصندوق مونتريال والبنك الدولي. والمؤسسات التابعة للامم المتحدة هذا اضافة الى المساعدات المقدمةمن والوكالات الدولية مثل الامريكية والالمانية والفرنسية واليابانية والاسبانية.

اننا معنيون بتعظيم ومراكمة الانجازات في قطاع البيئة، وليس بعثرتها الغائها بناء على اجتهادات وقرارات لم تعتمد المعايير العلمية والاسانيد الدامغة.

وعليه فإن المطلوب من الحكومة الحالية او المقبلة ان تتعامل مع الملف البيئي كمنجز وطني . وتعتمد مبدأ الاختصاص في الادارة كوسيلة وحيدة لاختيار الربان لضان الابحار بكفاءة وامان الى بر الانجازات الخلاقة .

مدار الساعة ـ