انتخابات نواب الأردن 2024 اقتصاديات أخبار الأردن جامعات دوليات برلمانيات وفيات رياضة وظائف للأردنيين أحزاب مقالات مقالات مختارة مناسبات شهادة جاهات واعراس الموقف مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة

محمد المعايطه يكتب: أين نحن من علماء الدين

مدار الساعة,مقالات
مدار الساعة ـ نشر في 2020/09/20 الساعة 11:51
حجم الخط

مدار الساعة - كتب: محمد أمين محمد المعايطه

قال العلامة ابن القيم رحمه تعالى في كتابه إعلام الموقعين عن رب العالمين: " العلماء هم في الأرض بمنزلة النجوم في السماء بهم يهتدي الحيران في الظلماء وحاجة الناس إليهم أعظم من حاجتهم إلى الطعام والشراب ". ولما كان أهل العلم بهذه المنزلة فقد جاء الشرع بتكريمهم و توقيرهم ، فعن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال رسول الله صل الله عليه وسلم « ليس منا من لم يجل كبيرنا ويرحم صغيرنا ويعرف لعالمنا حقه » (رواه أحمد والترمذي). توقير العلم والعلماء من إجلال الله تعالى وتعظيم شريعته ، وإمتثال لأوامره .

ومن عقيدة أهل السنة والجماعة أنهم يدينون الله سبحانه ويتقربون سبحانه بإحترام العلماء الهداة بلا غلو ولا جفاء ، قال أبو جعفر الطحاوي في عقيدته المشهورة "وعلماء السلف من السابقين ، ومن بعدهم من التابعين، أهل الخير والأثر ، وأهل الفقه والنظر ، لا يُذكَرون إلا بالجميل ، ومن ذكرهم بسوء فهو على غير السبيل" .

ومن هنا وجب علينا أن نوفيهم حقهم من التعظيم والتقدير والإجلال وحفظ الحرمات ، وما يوجد من بعض الناس في بعض المجالس أو المنتديات أو بعض وسائل الإعلام أو مواقع التواصل الإجتماعي من انتقاصٍ أو ازدراءٍ لأهل العلم بسبب خلافهم أو قولهم الحق والصدع به يجب إنكاره والرد على قائله ونصحه ، لأن الوقوع في العلماء إسقاط لهم وحرمان للناس من الإفادة من علمهم، وحينئذ يتخذ الناس رؤوسًا جهالاً فيفتوا بغير علم فيضلوا .

والطاعنون في العلماء لا يضرون إلا أنفسهم، وهم مفسدون في الأرض ، وقد قال الله تعالى : ( إِنَّ اللَّهَ لا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ ) .

إن الدفاع عن العلماء دفاعٌ عن الدين والبلاد والأمن والاستقرار ، لأن العلماء لو سقطوا في أعين الناس ، أخذ الناسُ دينهم من الرؤوس الجهال ، ومن الرويبضة وهو التافه الذي يتكلم في أمر العامة ، وإن التهاون في هذا من الخيانة والرضا بالفساد والضلال المبين والشرور ، مما يهدد الأمة كلها.

فيجب على الأمة كلها أن تعرف فضل العلماء ، وأن تتأدب بأخلاق القرآن والسنَّة، وأن تهب للدفاع والذب عن ورثة الأنبياء ، لأن اللهَ أكرمهم ، ورفعهم، وحفظ مكانتهم ، فلتَّتقِ الأمة ربها في علمائها.

وأنه من العجب للذين يتتبعون وزير الاوقاف وينتظرونه على زلة لسان أو ما شابهه لقد قال بالأمس لو أنه في غير منصبه لعارض فكرة إغلاق المساجد وقصد معاليه أنه لو لم يكن مطلعا كغيره من العوام بالإضافة لإولئك الذين يتقصدونه بكل العثرات التي لا دخل له بها . فكلما حدث أي معضلة بأي مكان تسابق بها أصحاب النفوس المريضه والاقلام الرخيصه ليرموا هذا الوزير بالتهم والاباطيل وكأنه المتسبب بمشاكل كبرى فيجب أن نتبع العقل ونبتعد عن العاطفة فقرار إغلاق المساجد ماهو إلا لمصلحة الوطن والمواطن فدرء المفاسد اولى من جلب المصالح ، ولم يأتي القرار إنفرادي فمعاليه كان مفتياً ومن أهل الرأي .

إخواني إعلموا أن معالي الوزير هو إمام المساجد وخطيبها ، لقد بدأ حياته العملية كإمام مسجد لأعوام فهو أكثر وأشد المتألمين لإغلاق المساجد .

دعونا ندعو المولى عز وجل أن يجنبنا والعالم أجمع هذا الوباء اللعين وأن يحفظ الأردن والقائد المفدى والشعب الأردني العظيم من كل مكروه .

مدار الساعة ـ نشر في 2020/09/20 الساعة 11:51