انتخابات نواب الأردن 2024 اقتصاديات أخبار الأردن جامعات دوليات برلمانيات وفيات رياضة وظائف للأردنيين أحزاب مقالات مقالات مختارة مناسبات شهادة جاهات واعراس الموقف مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة

الزعبي يكتب: محمد الختوم.. من عيال البلد

مدار الساعة,مقالات
مدار الساعة ـ نشر في 2020/09/12 الساعة 00:01
حجم الخط

كتب: ابراهيم الزعبي

أيّ سرّ فيك يا ابن عباد... حتى يهيج الوطن اليوم، لندائك ووجعك؟... أي سرّ فيك أيها الانسان والفنان المبدع؟ يا ابن العارضة والوطن.. وأي إرادة صلبة تحتضنك أيها الصديق المتعب اليوم؟ حيث يتكسر عند ضفافك، جبروت المرض الذي لا يقهر.

وحين ينتصر الملك لصرخة فنان موجوع، ندرك أن تراب هذا الوطن ما زال يطرح زيتونا وسنابل، وأن الوطن بخير، فلا نملك حينها إلا أن نقول: كفو يا أبو حسين، لان الفنان في نظرك، ما هو الا سفير وحامل هوية.

لقد تعب المشوار يا أبا سفيان... و"رياح المواسم" التي جسدتها بفنك يوما... لم يعد منها على موائدنا ما يكفي لمواسم... وها هي "الايام العصيبة"، منذ أن بشرت بها في "شمس الاغوار" التي جبلت سمرتك، جعلت منا " جروح" تستشعر الألم بصوت مسكون.. ولكنك كنت وما زلت تدعونا لصون كرامة شامخة, لا تخشى ضياعها فحسب، بل لتزرع فينا روح العناد الجميل الذي جبلتك عليه عارضة عباد، فكنت بحق ابن تلك الارض في النقاء والصفاء.

يا أبا سفيان... لقد رسمت بفنك المرهف وطناً يرفل ببردة الزهو والفرح... وحيث يصلب الجوع والاسى على مذبح الوطن.. كانت تقاسيم وجهك ظلالاً... ولم تنسَ ذاك الرحم الذي ضمنا... وهو الوطن! وطن جميل يحتضن أبناءه بمودة عارمة... وطن ناجيناه معك عبر "وجه الزمان"، فكان اتفاقنا مطلقا فيه، ولا وجود للنسبية في هذا الأمر أبداً، وكنت دائم الايمان، بأن الفن باق والمناصب زائلة.

يا ابن عباد... لقد حملت أوجاعنا وهمومنا بصدق... وكان كومار، و"جروح" سخريتك مطلوبة في زمن اليأس ربما!... فأضحكتنا نحن "المطاريد"، على وقع "الطواحين"، ضحكا مجبولاً بالمرارة والحزن... وابكيتنا الى حد الوجع، لكنك علمتنا أن الشفاه خلقت لتبتسم... فرسمت عليها "لوحة حب" جميلة، فطوبى لك ايها النبيل الثائر، بكل تلك القسوة اللذيذة التي فيك.

يا محمد... لقد كنت في فنك، الماء والنار والأرض والحب و"الطوفان "، فمن التراجيديا والكوميديا، بدأت مشوارك المجبول بالوجع والدمع وتراب الوطن... ومن اخلاقك كان انبثاق العطاء الأزلي، ولان فيك روعة الصفات على مر السنين،عكست تاريخ وطن وتراث، ونقلته الى فضاء أرحب.

اتذكر يا محمد... عندما صلينا الفجر سويا في موسم الحج الماضي... أتذكر وقوفنا بعرفة، وكيف الهطل غسل الذنوب قبل المغيب... اتذكر فَيْضُ الدموعِ على الخدود، وكم لهجنا بالدعاء والرجاء لرب كريم، بأن يجعل هذا البلد آمنا، ويرزق أهله من الثمرات من آمن منهم بالله واليوم الآخر .

يا محمد.... نعم، هي " ايام عصيبة" .. لكن شفاهنا ما زالت تلهج لك بالدعاء، ولقد أودعناك قرآنا على سريرك... ونور ايمان متوهج ومتجدد... ليهزم الظلام والمرض... فانهض لنا، فما زلنا الأحوج اليك، وما زال على هذه الأرض ما يستحق الحياة.

*ملاحظة : ماب ين مزدوجين جميعها اسماء أعمال قدمها الفنان عبر مسيرته الفنية.

Ibrahim.z1965@gmail.com

مدار الساعة ـ نشر في 2020/09/12 الساعة 00:01