مدار الساعة - نظمت جماعة عمان لحوارات المستقبل ندوة حوارية استضافت خلالها رئيس الوزارء الاسبق الدكتور عدنان بدران للحديث عن "كيفية تمويل التعليم الجامعي في ظل الكورونا" حضرها عدد من اعضاء الجماعة الخبراء المهتمون بالتعليم الجامعي
وقال بدران في كلمته ان الاردن اتخذ إجراءات استباقية لمنع انتشار الوباء على أراضيه و كان لهذه الإجراءات تدعيات كبيرة، القت بظلالها على الاقتصاد الوطني، وخاصةً قطاعات الصناعة والزراعة والخدمات حيث تعرض تبعاً لذلك قطاع التعليم بجميع مراحله وخاصة مرحلة التعليم العالي الى فراغ، مما فرض على المدارس والكليات والجامعات التوجه إلى التعلم الالكتروني عن بعد.
واضاف ان الجامعات استثمرت مما نفذته على مدى سنوات سابقة في تطوير التعلم الالكتروني منهاجاً وطرائق لتنمية المهارات المعرفية عبر الشبكات والتطوير الأكاديمي من خلال مراكز التعليم الالكتروني فيها وقامت الجامعات الأردنية العامة والخاصة بتعبئة الفراغ باستبدال التعلم الصفي بتعلم الكتروني وعن بعد وبعد تقييم مبدئي لهذه العملية التعليمية.
واكد ان تجربة التعلم عن بعد بحاجة إلى تقييم حقيقي من جميع الجوانب سواء أكان في متطلبات الجامعة أم الكلية أم التخصص، بما يضمن استمرار سير منظومة التعليم العالي في الاتجاه الصحيح، لتأمين مخرجات ذات كفاءة عالية تنمي الإبداع والابتكار وتلبي احتياجات التنمية بموارد بشرية مؤهلة و ان محتوى متطلبات الجامعة بحاجة إلى مراجعة من قبل لجنة متخصصة من الأساتذة الأكفياء، الذين لهم باعُ طويل في شؤون التعليم العالي. ويجب أن تكون هذه المتطلبات موحدة من حيث ساعاتها المعتمدة ولكنها تسمح بالتعددية والتنافسية من حيث المحتوى والمنهجية ضمن كتاب مقرر أو أكثر لتدريسها.
وشدد بدران على ان متطلبات الجامعة تحديدًا يجب أن تُدرس من قبل أساتذة يتمتعون بخبرات أكاديمية وعلمية في التعليم المدمج صفياً والكترونياً و إنّ التعليم عن بعد يواجه مشكلات كثيرة لا سيما في آلية الامتحانات، ومحاربة الغش، ونتيجة ناجح/راسب و ان اعتماد مبدأ التعليم عن بعد لمتطلبات الجامعة بحاجة إلى تطوير من الناحيتين: البنية التحتية، ومدرسين لهم خبرة في مجال التدريس الإلكتروني وان التفاعل الصفي له دورٌ مهمٌ في صقل شخصية الطالب وبناء الحوار التفاعلي، بين الطلبة، وبينهم والأساتذة، لئلا نفقد أنسنة التعلم والاحتكاك الاجتماعي واللجوء إلى( روبَتِكْ) فكري، وما يحاكيه من ارتباك نفسي.
وعن كيفية تمويل التعليم الجامعي في ظل وما بعد الكورونا قال اننا بحاجة الى ارتيادُ صناعتِها وبسرعة من برامجَ تعليمية ذكيةٍ لجميع المواد الدراسية النظرية والعملية وفي جميع التخصصات، ويمكنُ انتاجهُا على 3D باستخدامِ التقنيات الحديثة في الإرسال والاستقبال مع التاكيد على ضرورة التفكير خارج الصندوق ونعترف بأن جائحة الكورونا فتحت مجالات واسعة في التعلم الالكتروني والتعلم عن بعد، كان مجلس التعليم العالي وهيئة الاعتماد الأردنية في السابق، يقاومان بشدة الاعتراف بهما، ولكنهما الآن أصبحت واقعاً وستتغير طرائق التعلم عالمياً تبعاً لذلك، ولا عودة إلى ما كان، بل سيكون هناك نمواً وتقدماً في مجالات تعلمية واسعة.
ولفت الى ان هناك اعتقاد سائد للأسف بين البعض، بأن التعلم عن بعد هو أقل كلفة من التعلم عن قرب ويتطلب جهداً أقل. هذا خطأ كبير، فالتعلم عن بعد الكترونياً يتطلب مهارات إضافية في تحضير البرامج الالكترونية، وتدريب أعضاء هيئة التدريس والفنيين وخاصةً عند إعداد برامج المحاكاة والتحريك (animation) للجانب العملي والمشروعات البحثية، كما يتطلب تجهيزات أضخم، وشبكة انترنت سريعة، ذات ترددات قوية على الفضاء الالكتروني وطنياً واقليمياً وعالمياً لضمانة تأمين التعلم المدمج.
واكد ان الحل يكون كما جاء في الاستراتيجية الوطنية لتنمية الموارد البشرية وهو تخفيض رسوم البرنامج الموازي مع رفع موازٍ لرسوم البرنامج العادي (التنافسي) لتتوحد رسوم البرنامجين في برنامج واحد، بحيث يصل الرسم الدراسي إلى تسديد كلفة الطالب الدراسية في الكلية الملتحق بها. ويمكن للجامعات الرسمية تحقيق ذلك تدريجياً على مدى خمس سنوات وتكون على الطلبة المستجدين فقط دون المس في الطلبة القدامى. وهذا هو الإصلاح الأول.
واضاف انه يجب دفع الرسوم الجامعية من جميع الطلبة دون استثناء لأحد، وأي استثناء لأي شريحة يجب أن تتولى الجهة المعنية بتسديدها عنهم للجامعة و ترشيق الجامعات، والحد من الحمولة الزائدة من أعضاء هيئة تدريسية وفنيين وموظفين وعمال، وترشيق النفقات الجارية والرأسمالية وإعادةُ هيكلة صناديق الجامعة الاستثمارية لتكون مجدية، وإلغاءُ مكافاءات نهاية الخدمة والادخار على المستجدين من المعينين في الجامعة، والاكتفاء بالضمان الاجتماعي والتأمين الصحي للحد من النفقات الزائدة التي تثقل كاهل الجامعات.