مدار الساعة - احتفت جمعية معهد تضامن النساء الأردنية بمئوية القامة النضالية القيادية النسوية الأردنية الأستاذة سلوى زيادين كشاهدة وذاكرة لتاريخ الأردن السياسي والاجتماعي وذلك في أمسيتها الأربعاء الثقافي التي نظمتها يوم 27 من اب الجاري وذلك عبر تطبيق "زووم “وبثتها مباشرة على صفحتها على الفيسبوك".
والأمسية أدارتها الرئيسة التنفيذية للجمعية أسمى خضر وعقدتها الجمعية في إطار مشروعها "بيت الخبرة لكبيرات وكبار السن" الممول من منظمة Help Age International وبحضور زميلات كن جزءاً من تاريخ ومسيرة الأستاذة زيادين "ام خليل" وهن: رئيسة اتحاد المرأة الأردنية الأستاذة امنه الزعبي والأمينة العامة لحزب الشعب الديمقراطي الأردني الأستاذة عبلة أبو علبة.
وقالت خضر "نحتفي بالقامة النضالية زيادين كرمز لنساء الأردن وأول امرأة عضو قيادي بحزب سياسي ومن الرائدات اللواتي عرفن ان قضية المرأة لا تنفصل عن قضايا المجتمع فقادت النضال مع زميلاتها املي بشارات وقيادات من مؤسسات اتحاد المرأة الأردنية وعملن معا لاكتساب النساء حقهن الانتخابي وهن زمرة النساء اللواتي زرن رئيس الوزراء الأب سمير الرفاعي وطالبنه بإقرار حق المرأة بالمساواة والانتخاب والترشح.
والأستاذة زيادين "ام خليل "كانت السند لزوجها المناضل السياسي المرحوم الدكتور يعقوب زيادين وواكبت تطور الحياة السياسية والاجتماعية بالأردن وتمتلك ذاكرة مهمة في تطور الحركة النسائية الأردنية.
وبحسب الأستاذة خضر "القيادية زيادين هي من الرياديات اللواتي يجب الوقوف أجلالا لعطائهن والتزامهن بالمبادئ والمثل والعمل من اجل القضايا العامة والمرأة كوجهين لعمله واحدة ".
وأضافت الأستاذة خضر " القامة زيادين من الرائدات اللواتي اللواتي مهدن الطريق الوعر أمام المرأة الأردنية، وصمدن كثيرا، وقالت "نتذكر السمكاية والكرك والمناضلات اللواتي كن من أوائل السجينات السياسات في الوطن العربي "مشخص وبندر المجالي" اللواتي حجزن في سجن معان بسبب مناهضة ومقاومة الحكم العثماني". وتزيد الأستاذ خضر "النساء كن حاضرات بكل المفاصل الرئيسية للدولة الأردنية وان كان التاريخ المسجل يغفل هذا الجزء المتعلق بعطاء النساء الأردنيات الرائدات، لافتة الى ان السيدة زيادين رمزا من الرموز النسائية ونموذجا يقتدى للنساء والشابات ليواصلن العمل لإكمال المسيرة.
وعبرت الأستاذة خضر وضيفات الأمسية كل من الأستاذة الزعبي والأستاذة أبو علبه والحضور عن امتنانهم/ن لانجازاتها وتهنئتهم/ن بعيد ميلادها المئوي وقالت الأستاذة أبو عبلة " متأثرة باللقاء وكل عام وأنت قدوتنا واشكر عائلتها وأبناءها وأحفادها وحفيداتها الذين حافظوا على كرامة حياتها وكبرها وحماية التراث الوطني الديمقراطي بهذا البيت الوطني الديمقراطي الذي عرفة الشعب الأردني والشعب الفلسطيني".
وتقول "رافقت سلوى بعملها عندما تأسس اتحاد المرأة الأردنية بالعام 1974 , وسبقتني الى تأسيس الحركة النسائية الأردنية المنظمة، وهذه مسالة ثمينة في حياة الشعب الأردني والحركة الوطنية في ظل ظروف عربية ووطنية شديدة الصعوبة. وتزيد الأستاذة أبو علبة " أم خليل" تعرضت للنفي والإقامة الجبرية داخل بلدها وخارج الأردن لسنوات طويلة في المانيا الشرقية وعانت من تلك الغربة مع أطفالها آنذاك خليل وخالد وحتى وهي بغربتها ساهمت بإصدار مجلة نساء العالم الصادرة عن الاتحاد النسائية الديمقراطي العالمي، وأسهمت مع نساء العالم ممثلة عن نساء الأردن في إصدار المجلة وفي تأسيس الحركة النسائية الديمقراطية العالمية. وكان آنذاك المرحوم زوجها أبو خليل يقبع بالسجن لسنوات طويلة وهي منفية برفقة أولادها وعاشت في ظل تلك الظروف الصعبة من اجل المبادئ الديمقراطية والدفاع عن حرية الوطن والدفاع عن مبادئ إنسانية تتعلق بالحريات العامة والاستقلال الوطني والحريات الاجتماعية.
وتستذكر الأستاذة أبو علبة تاريخها مع السيدة زيادين ولقائتهما بقولها "بيت السيدة زيادين جمعنا ,وكنا نتبادل الخبرات والآراء والخطوات والبرامج، وقد استضاف بيتها العديد من القيادات النضالية والرموز السياسية الأردنية ومنهم على سبيل الذكر لا الحصر : المرحوم سليمان باشا النابلسي وقيادات الحزب الشيوعي الأردني ,وجلها قيادات ساهمت في تأسيس النقابات العمالية ومؤسسات جماهرية دافعت عن ديمقراطية الشعب الأردني، وبحسب الأستاذة أبو علبة " تاريخ العائلة ليس ملكا للعائلة وإنما ملك الأردن". وأضافت "القيادية زيادين تركت تراثا كبيرا، نعتز به ويجب ان يكون جزء من المنهاج المدرسي الأردني، يدرس للأجيال برموزه ومحطاته".
وتستذكر الأستاذة أبو علبة مشوارها مع القيادية زيادين "كنا نذهب الى أخر حدود الأردن لمتابعة عمل فرع ما لاتحاد المرأة الأردنية ولم اسمعها يوما تتذمر من إرهاق او تعب وهي من اللواتي رايتهن يتعاملن مع المبادئ السياسية والإنسانية بصورة أقرب الى التصوف ,أصدرنا معا عن الاتحاد النسائي الأردني العام مجلة "الرائدات" وكنا نكتب ونتداول في المجلة الكثير من القضايا المطروحة ,وأسهمت جهود زيادين بإيصال صوت المرأة والاتحاد الى الاتحاد النسائي الديمقراطي العالمي وهذا بحد ذاته منجزا شديد الأهمية ,وما زال الاتحاد عضوا في هذا الاتحاد الدولي".
ووجهت الأستاذة أبو علبه شكرها لعائلتها التي احتضنتها وحرصت على البيت والتراث الوطني والأخلاقي لعائلة زيادين الذي بناه ام خليل والمرحوم أبو خليل , والأبناء والأحفاد والحفيدات تابعوا المسيرة والان حفيدها قيس يشق طريقه بالمجال السياسي وفي ظروف سياسية مختلفة تماما متمنية لهم التوفيق.
وتصف الأستاذة الزعبي الأستاذة زيادين بقولها "القامة الإنسانية الملهمة الباسقة , الشجرة الوارفة الظلال والفروع التي نرى منها الأستاذ قيس والدكتور خليل وهما نتاج ذلك النضال والبيت الطيب. وقالت "اتحاد المرأة كان بصدد تنظيم احتفالية بمئوية زيادين تليق بإنجازاتها ونضالها وان شاء الله تمكنا الأيام القادمة من ذلك “. وتستذكر الأستاذة الزعبي حياة زيادين وتصفها بانها سنديانة شاهدة على تاريخ انخرطت وأثرت وصنعت الكثير من النضال السياسي والنسوي. وتقول "تجربتها النضالية تؤكد على أن النساء صانعات التغيير لتحقيق العدالة الاجتماعية وتكافؤ الفرص"، وتزيد "ما نزال نستلهم الدروس والعبر من مسيرتها ومسيرة اللواتي أسسن الاتحاد ومن هذه الدروس ان الوعي بقضية الوطن وتحرر المرأة ونيلها حقوقها مرتبطا بتحرر الأوطان التي ما زالت تعاني من الاستيلاء والإقصاء للنساء بتهميشهن من المجال العام، وربط الوعي بالقضية الفلسطينية وتداعياتها وتأثيره العام على قضية المرأة.
وتستذكر الأستاذة الزعبي رحلة القيادية زيادين وصوتها العالي في الدفاع عن قضية المرأة والنساء الفلسطينيات ومعايشتها والمرحوم زوجها الواقع الفلسطيني أثناء وجودهما فترة من الزمن بالقدس. وتشير الى أن زيادين وعملها مع المجتمع والنساء ساعدها في تلمس الواقع وجعلها تمضي قدما حيث ساهمت بالعام 1974 في التأسيس الثالث للاتحاد -الذي أسس اكثر من مرة تحت مسميات عديدة - وتركت وزميلاتها بصمات بتاريخ الأردن وتاريخ الحركة النسائية ونيلهن الكثير من الحقوق .وتقول "ونحن نبحث في سجلات الاتحاد وجدنا ان الهيئة الإدارية -التي كانت من عضواتها- خطابا حقوقيا قويا في موضوع حقوق المرأة يتضمن مطالبات اكثر جرأة وصراحة مما نطالب به الآن , والمفارقة ان تلك المطالبات كانت تحظى باهتمام وتقدير المجتمع وقبول رسمي الى حد ما , وكان هناك استجابات في إشراك النساء في الحياة السياسية ,وتعلق الأستاذة الزعبي "معظم تلك المطالب الحقوقية كانت منسجمة مع النضال السياسي فالنضال منظومة واحدة لا يتجزأ وأوطاننا بحاجة الى نضال بكل المستويات , فكان نضال السيدة زيادين وزميلاتها وجه من النضال الحقوقي النسوي حيث كانت الشعارات التي رفعنها والمسيرات التي قمن بها تحظى باحترام المجتمع والشعارات كانت تمزج وبشكل خلاق مع الموضوعات السياسة ومنها رفض العدوان الثلاثي والمطالبة بإلغاء المعاهدة البريطانية ,والمطالبة بالحقوق المتساوية بالانتخاب والترشح وإدارة الشأن العام وذلك النضال القوي والحقيقي تجذر وحظي باحترام المجتمع وادى الى الكثير من النتائج الإيجابية .
وأشارت الأستاذة الزعبي الى أهمية التوثيق -المرئي والمكتوب - الذي قام بها الاتحاد لمسيرة وحياة مجموعة من الرائدات المناضلات لافتة الى ان الاتحاد وخلال احتفالية تشاركية عامة يتمنى مشاركة جمعية تضامن بتنظيمها سيعرض هذه الأفلام التسجيلية وقالت الزعبي "نتمنى ان نخلص من جائحة كورونا وننفذ هذه النشاطات المهمة وبحضور الأجيال الصاعدة والشابة".
وتخلل الأمسية عرض احدى تلك الأفلام التوثيقية التسجيلية للاتحاد حول مسيرة وحياة القيادية سلوى زيادين والحركة النسائية ونضالاتها والتي تظهر مراحل تاريخية من تأسيس وجهود اتحاد المرأة الأردنية.
وقدمت عائلة السيدة زيادين ممثلة بابنها الدكتور خليل وحفيدها قيس الشكر الموصول لجمعية تضامن على هذه اللفتة الجميلة ويعلق الأستاذ خليل "أعدتم لنا ذكريات جميلة لأيام عمري برفقة الوالدين " ويقول "الفضل لوالدتي ,علمتنا الوطنية وحب الأردن " ويقول حفيدها قيس "أقدم شكري لجمعية تضامن التي استذكرت وأحيت معنا تاريخا جميلا ومشرفا وكنتم -الأستاذة أسمى خضر وضيفتا الأمسية - جزء من هذا التاريخ المشرف". ولفتت حفيدة السيدة زيادين الى ان جدتها كتبت مذكراتها وكانت شغوفة بالقراءة -الصحف والمجلات والكتب بمختلف المجالات – وكانت تحرص يوميا على متابعة نشرات الأخبار وتقول الحفيدة " كانت جدتي تشاركني ما تقرا من التاريخ والقصص، آرائها متقدمة عن وقتها وعندها حس للتفاؤل وحب للحياة ".
وشهدت الأمسية مداخلات مباشرة من الحضور عبر تطبيق زووم ومكتوبة عبر صفحة "الفيس بوك " تهنيء القيادية الملهمة زيادين بمئويتها ومنها مداخلة من الإعلامية بيان التل روت فيها تجربتها العائلية الخاصة مع عائلة زيادين التي كانت تجاورهما في السكن "وتقول الأستاذة التل "سكنت ببداية حياتي مع زوجي محمد البطاينة بالقرب من عائلة الأستاذة زيادين، كانوا أهلي رحبوا بجيرتنا, وتتابع "استمرت علاقاتنا الأسرية سنوات طويلة دعمتها علاقات أولادي مع الجدة سلوى ومع أحفادها وتصفها التل بقولها " القيادية زيادين متابعة وشغوفة تنشر الفرح والمحبة وتقول "الكرم والمحبة التي غمرتنا بها عائلة زيادين آنذاك ما زال دافئه في صدورنا " وكل مرة كنا نزورها نخرج بحصيلة معرفية وكتاب او دراسة ,كل شيء بحياة هذه العائلة مسخرا لحياة الوطن".
وقدمت كل من الناشطة المحامية الأستاذة سلام الزعبي وعضوة الهيئة الإدارية لجمعية تضامن الأستاذة كلثم مريش وأخرين مداخلات تهنئة للقيادية زيادين وبطاقات حب واهتمام بمسيرتها العطرة ,وذكرت الأستاذة خضر الى ان الكاتبة هدى الفاخوري قد دونت في احدى مؤلفاتها ذكريات سلوى ويعقوب زيادين.