انتخابات نواب الأردن 2024 أخبار الأردن اقتصاديات جامعات دوليات وفيات برلمانيات رياضة وظائف للأردنيين أحزاب مقالات مقالات مختارة مناسبات شهادة جاهات واعراس الموقف مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة

هل ينجح الصحفيون في إعادة الحياة لنقابتهم.. وكيف؟

مدار الساعة,مقالات
مدار الساعة ـ نشر في 2017/04/27 الساعة 12:04
حجم الخط

محمد مناور العبادي *

يتوافق الصحفيون الأردنيون على حقيقة واحدة قبيل توجههم الى صناديق الاقتراع غداً الجمعة، وهي ضرورة اعادة الحياة الى نقابتهم وتفعيلها، لتستحق ان تحمل اسمهم، ورسالتهم المفترضة وان تمثلهم، خاصة وان الصحافة والاعلام، اصبحا اليوم، ركناً أساسياً في الدول الحرة، تفوق مهمتها توجيه الرأي العام، بل صناعته، وبالتالي دعم الانظمة السياسية، او تشويه صورتها ودفعها للانهيار، من خلال الكلمة والصورة والتعليق. وهو امر يؤثر في أمن واستقرار دول وشعوب العالم.

ولن تكون نقابتنا كما نتمنى لها، إلا اذا ارتقت بكواردها مهنيا وسلوكيا ومعيشيا، واصبحت انموذجا يقتدى في اساليب عملها، واخلاقيات اعضائها، ومهنيتهم، ووطنيتهم، وانسانيتهم، وشفافيتهم، وواقعيتهم، ومصداقيتهم، وحبهم للآخر، وحرصهم على أمن واستقرار الوطن ومواطنيه، وتوفير العدالة وتكافؤ الفرص لكل ابنائه، بدون تمييز، او تعصب، او استقواء، او جهوية، او اقليمية، او مذهبية، اوطائفية،او عرقية، او كرها للآخر لاعتبارات ليست موضوعية.

اكثر من الف صحفي، سيقولون كلمتهم غدا، بمن يتوسمون بهم الكفاءة، ليحملوا عنهم مسؤولية قيادة النقابة، لتحقيق طموحاتهم المعيشية والمهنية، في اطار نقابة تساوي بين الجميع، وتدافع عن مصالحهم، وتقوم بتحالفات مع نقابات ومؤسسات مجتمع مدني محليه ودولية، لخدمة اعضائها وعوائلهم، في اطار الدعم الدولي للمملكة ومواطنيها،- ونحن منهم ولهم - لأن امن الاردن وشعبه واستقراره، ورفاهية مواطنيه، ركيزة اساسية لأمن واستقرار ورفاهية جميع دول وشعوب المنطقة والاقليم.

لقد أسس الأردن على ركائز ثابتة، ارتقت وسمت به الى العلا – وهي التعددية - الديمغرافية والسياسية والعقائدية – وانتهاج الوسطية، وتقديس الوحدة الوطنية، واحترام الرأي والرأي الآخر، وفتح قنوات اتصال مع الجميع، حتى مع من يخالفون الاردن في الرأي - ونجح في ذلك تماما واصبح الاردن بذلك قبلة – بكسر القاف – المنطقة، وقبلتها – بضم القاف- فهل يكون مجلسنا القادم قادراً على ان ينتهج نفس المسار؟ وان يكون ممثلا لكل الصحفيين في الاردن على اختلاف توجهاتهم، واصولهم، ومنابتهم، وافكارهم، ليكون انموذجا يحتذى في العمل النقابي؟ وهل نطبق ذلك لدى اختيار من يمثلنا، لأن النقابة القوية المتوازنة التي تمثل الجميع، تفرض احترامها وهيبتها على الجميع، وتكون اكثر قدرة على خدمتنا.

يبدو ان الصحفيين يستشعرون خطورة المرحلة القادمة عليهم وعلى الوطن. فعلى المستوى الصحفي هناك 270 صحفيا عاطلا عن العمال - اي اكثر من ربع الهيئة العامة- وهناك زملاء يمرون بازمات مالية، وآخرون لا يستطيعون تعليم ابنائهم في الجامعات، ومن تعلم منهم لا يجد عملاً.

وفي مجال الحريات العامه، تعرض عدد من الزملاء لانتهاكات بعضها جسيم، تتعلق بحرية الرأي من قبل اشخاص آخرين، لم تتم معاقبتهم، وآخرين يخشون ان يتعرضوا لمثل هذه الانتهاكات، اذا تناولوا قضايا مفصلية تهم الوطن والمواطن.

وفي مجال التنسيق مع النقابات والهيئات المماثلة :فان المجلس القادم مطالب بالتنسيق مع جميع النقابات المهنية في المملكه، ومركز حماية وحرية الصحفيين، والمؤسسات والمراكز المماثله خارج الوطن.

كما ان المجلس القادم مطالب بالتواصل مع جميع القوى المؤثرة والفاعله في المملكة، التي يمكنها تقدم خدمات نوعية للصحفيين، سواء من حيث تشغيل العاطلين عن العمل، او تعليم ابناء الصحفيين، او تقديم تسهيلات حياتيه لهم ولاسرهم.

والمجلس القادم مطالب بالتواصل مع الصحفيين والاعلاميين الاردنيين في الخارج، ومع التنظيمات والجميعيات الاعلاميه في الدول التي يعمل بها زملاؤنا في الخارج.

والمجلس القادم مطالب وبشدة بالتواصل مع الزملاء في المواقع الاليكترونية واعلاميي المؤسسات والشركات الكبرى والعمل على استحداث آلية رسميه للتعاون معهم كجزء من الجسم الصحفي الاردني خاصة وان المواقع الاليكترونية اصبحت اليوم اكثر اهمية من الاعلام الرسمي والورقي وبالتالي فالزملاء قد يكونون اكثر تأثيراً في الرأي العام الاردني والعربي وحتى في القرارات الحكومية مما يستلزم ضمهم للنقابة.

لست متفائلاً، كثيرا ولكن يبدو ان هناك كما يقولون – ضوء في نهاية النفق – ولكن اقصى ما اتمناه، ألا يكون طول هذا النفق أو عمقه، لا يصل الى ما لا نهاية؟

* صحفي وباحث مستقل

مدار الساعة ـ نشر في 2017/04/27 الساعة 12:04