كتب : الدكتور غازي السرحان
وقد أثبتم على الدوام انكم ما انقلبتم يومآ للوطن خصما واثبتم للجميع على طول الزمن انكم ترفعتم عن كل كراهيه فلا لأن تمضي نذوركم الطاهره وأمالكم الجميله لوطن أردني يبقى تنبت على ارضه الشقائق الحمراء والعوسج .
الاردنيون يقدرون قيم الاشياء اذا ما تمادت الموجه في ارغائها وازبادها ان الغمامه الربداء وقد تحمل باهدابها وباءا كاسحا فلنحذرها وأن ما بين الافراط والتفريط قيد انمله .ان المواطن ما اصابه الصمم والعمى والخرس ولكنه بعد ان اصغى طويلا وتساءل عن عله الامور فحلت عقده لسانه بعد ان رأى الحقيقه عاريه من اخمص قدميها حتى عنقها لأن الصمت صعب على المرء وخاصه اذا كانت الطريق تغص بها الدهاليز المظلمه بدأ الناس متأكدين ان في اقصى الوهم تبدى الصدق حسيرا وأن هناك من يريد المتاجره بالقوه والتحدي والاستفزاز ومحاوله لي ذراع الدوله وقضايا وطنيه وشعبيه وسياسيه لمساومه الناس عليها فتدفقت اشواقهم وهي تريد ان تهتف بما تضمر لقد بدأ الناس يدركون ان هنالك اياد شريره مخادعه تندس بين الناس وتطمح في اقامه انفسهم قضاه على العالمين بما يصدر عنها من كلام منمق ينطوي على أذيه وقد لاحت فيها بوادر البغضاء والتناحر والعداء,افليس علينا ان نعود لنندفع على المسلك الاخر الذاهب امامنا الى النجاه, ان جميع رغباتهم تتجه الى ان يؤمن الناس بهم وان يصبح كل شك فيهم خطيئه .اجل ان فينا شيئا لا تنال السهام منه مقتلا.
للأردن كل الكلام الصريح البقاء لا الفناء والشقاء ,الأردن هوالفأس الضارب في الارض ما تخاذل ولا انسل.وقد خطر لي مرارا ان في البذل من اللذه ما ليس في الاخذ, اذ لا يسعني ان اؤمن بالشعارات التي ينادي بها البعض فخالص الرجاء أن تقلعوا عن اغلاق الطرقات وسموم الهتافات فمن له القدره على التمسك بكلامي فليفعل ومن لا طاقه له على ذلك فلا يظنن ان جميع الاردنيين سيكونون طوع يده يقبض عليهم كما يقبض الكسيح على عصاه .
يا منشد الخطابات اللعينه والصياح أيها الهتاف اذ غدوت اله في يد الغدر دع عنك هذر الكلمات واستمطار المعاني واصطناع التأذي. واعلم ان هذا الحجر الذي قذفته سيرجع ساقطا عليك لو لا قدر الله فقدنا الأمن والأمان والاستقرار.
ان صوت بعض هؤلاء المتهورين يبلغ اذانكم ايها الفضلاء وهم يصيحون ويهتفون ودليل رغبتهم في الصدام هو انهم يندفعون دائما الى ابعد من مراميهم لدفع الصالح والطالح والغني والفقير والرفيع والوضيع الى التصادم بما يسكبون في الاذان كلمات ثقيله كالرصاص لتكن هتافاتكم تعبيرا عن مطلبكم اما تعبتم من تكرار الاقوال القديمه التي يقطر سمها على انقى التعاليم فيحولها الى احقاد.
وكأن التوصل الى مخارج للحل ممتنع من غير هذه الفجوه العتيقه ولها سمها المضلل في النفوس ممن امتنع عليهم ادراك ما في الوطن من انجازات عليا .
ام انكم ما تمكنتم من ارسال عقلكم الى حيث يرابط الجنود على الحدود فما بكم بحراره الصحراء اللاهبه التي يقتحمونها ولايعصمهم من بردها غير الايدي الملتهبه على الزناد بحراره جهادها وفي ذلك كتمان حرارتها وبرودتها .
ايها المعلمون الافاضل نزلت بينكم فالقيت عليكم اولى نظراتي بصفاء نيه فأصغوا الى نصيحتي ايها الاصدقاء ان ما حسبه الشعب انكم تدافعون عن الحياه سرعان ما اكتشف انكم تعرضون عنها لتتمكنوا من اجتراح الشرور والايقاع بمن يقبضون على زمام السلطه والامر.
ايها الاردنيون احبوا السلام والتصافي والتسامح انما هو ادعى للاطمئنان والارتياح. ونملك نحن الاردنيون الا نكون بمشهد من موت المروءات وانهيار القيم وفههاهة الاشياء لنا ما يظل قائما في النفوس على الرغم من الصعاب والتحديات فلابد من البقاء ولو باقسى الشروط ولا بد من الحياة ولو تقنعت بالموت نفسة وان علينا ان نصبر ونصابر ما احتسبنا القدر عن اجالنا .