مدار الساعة - عرض علماء روس دفع مبالغ ضخمة لمتطوعين مقابل الخضوع للمرحلة الأخيرة من تجارب لقاح فيروس كورونا المستجد، بعد أن ازدادت مخاوف السكان من أن اللقاح ربما يكون غير آمن، وفقا لصحيفة "ديلي بيست" الأميركية.
وقالت الصحيفة في تقرير لها، السبت، إن العلماء الروس يخططون لبدء المرحلة الأخيرة من التجارب يوم الاثنين، على أن تنطلق حملة التلقيح الشامل في أكتوبر المقبل.
وأضافت أن علماء روساً في سيبيريا عرضوا على السكان في مدينة نوفوسيبيرسك نحو ألفي دولار مقابل تجربة اللقاح، وفقا لموقع "Znak" الإخباري الروسي.
وأشارت إلى أن هذا المبلغ كبير بالنسبة لمدينة نوفوسيبيرسك، حيث يساوي تقريبا 4 أضعاف متوسط الأجر الشهري الذي يبلغ 519 دولارا.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قال إن إحدى بناته كانت من بين أول من تطوع لتجربة اللقاح، وذلك ضمن حملته للترويج للقاح "الأول في العالم" الذي أعلنت موسكو عنه منتصف هذا الشهر.
وتحاول السلطات جمع أعداد كبيرة من الروس من الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و60 عاما من أجل الخضوع للتجارب النهائية.
وتقول "ديلي بيست" إنها سألت أطباء وعلماء وقادة أعمال وفنانين وربات بيوت ومتقاعدين روس عما إذا كانوا سيجرؤون على أخذ اللقاح الذي لم يتم اختباره بشكل مستقل بعد، فشكك معظمهم باللقاح وقالوا إنهم لا يثقون به.
وتنقل عن رئيس الجمعية الروسية للطب المسند فاسيلي فلاسوف قوله إنه لا يخطط لأخذ اللقاح، ولن يوصي به لأصدقائه أو عائلته، موضحًا أنه لا توجد طريقة لفحص أي من النتائج من المرحلتين الأوليين من التجارب".
ويضيف "لقد أعلنوا أن اللقاح جاهز، لكن المطورين لم ينشروا النتائج الفعلية لأبحاثهم.. كل شيء اعتمد على بعض البروتوكولات غير الواضحة وكلما طالت مدة تأخير النشر، زادت شكوك الناس."
ولا يزال عدد المتطوعين الذين استعانت بهم روسيا لإنتاج اللقاح غير واضح، حيث تشير بعض المصادر إلى أن 38 شخصا فقط شاركوا في التجارب.
وقالت الصحافية الروسية أولغا بيتشكوفا لصحيفة "ديلي بيست" إنها رفضت دعوة حكومية لأخذ اللقاح، وأضافت: "لا أريد أن أصبح خنزير اختبار لهذه التجارب الطبية".
وكان خبراء وعلماء، داخل روسيا وخارجها، قد حذروا من خطورة اللقاح، بالأخص وأنه لم يجتز كافة المراحل السريرية اللازمة لاعتماده وفقا للمعايير الدولية لقاحا رسميا لمرض كوفيد-19، وفقا لتحذيرات منظمة الصحة العالمية.
وأظهر مسح عبر الإنترنت لأكثر من 3000 متخصص في الرعاية الصحية في روسيا عبر تطبيق دليل الطبيب، إن 52 في المئة من المسعفين يعارضون أخد اللقاح، حسبما ما جاء في تقرير لمجلة "نيوزويك" الأميركية السبت الماضي.
ووفق التقرير، فإنه من بين هؤلاء المشككين، قال ما يقرب من 66 في المئة، إنه لا توجد بيانات كافية تثبت فعالية اللقاح، ويعتقد 48 في المئة منهم أن اللقاح تم تطويره بسرعة كبيرة جدا.
وقالت تقارير إعلامية إن أكبر طبيب للجهاز التنفسي في روسيا استقال بسبب ما وصفها بـ "الانتهاكات الجسيمة" ضد الأخلاق المرتبطة باللقاح الجديد لفيروس كورونا الذي أعلنه بوتين.
الحرة