مدار الساعة - تستمر الخطة الممنهجة التي تبناها مسؤولون في وزارة الثقافة لإضعاف برامج المركز الثقافي الملكي وتكبيل انسيابية الفعل الثقافي فيه، من خلال سلسلة من الإجراءات بدأت منذ أشهر لتصل إلى مراحلها النهائية تحت ذريعة هيكلة وزارة الثقافة بتغيير نظام التنظيم الإداري لوزارة الثقافة، حيث نشر عبر موقع ديوان التشريع مسودة النظام المعدل لسنة 2020 والذي يتضمن تعديل المادة 4 من النظام الأصلي بحيث يصبح المركز الثقافي الملكي احدى مديريات وزارة الثقافة، وفي المادة 6 من النظام تم إلغاء عضوية مدير عام المركز الثقافي الملكي في لجنة تخطيط وزارة الثقافة.
وقد كان المركز ومنذ تأسيسه في عهد المغفور له الملك الحسين بن طلال –رحمه الله- مستقلا ويتمتع برمزية وحرية سمحت له بأن يكون فاعلا في تفعيل الحركة الثقافية والقيام بدوره كمنارة للإبداع والمسرح والموسيقى والأدب والفكر والفنون، وخلال أكثر من ثلاثة عقود مضت حيث تسلم إدارة المركز العديد من المدراء ومرّ على وزارة الثقافة كثير من الوزراء وبقي المركز الثقافي الملكي محتفظاً برمزيته واستقلاليته، يرتبط في أذهان المثقفين والمبدعين الأردنيين بقيمة وطنية عليا كما هو مع مؤسسات وطنية أخرى في ذات مرحلة التأسيس والبناء وبقيت محافظة على رمزيتها والهدف الذي أسست عليه.
كما أن هناك تعليمات وأنظمة كانت تسير عمل المركز الثقافي الملكي دون أن يكون هناك إعاقة له من وزارة الثقافة، ولا تقييد في أنشطته، بينما ما يتم التوجه اليه الآن سيكون فيه قتل وتجميد لأنشطة المركز وفعالياته وسحب جميع الصلاحيات من إدارته ليكون الدخول في دائرة الروتين والبيروقراطية، دون أية إضافة إيجابية أو نوعية من هذا الدمج، ولا مسوغ منطقي مقنع، بل في ذلك عملية تقزيم لمستوى المركز الثقافي الملكي المعروف والذي له حضور في وجدان المثقفين والمبدعين الأردنيين، والفنانين العرب.
وقد كانت مدار الساعة نشرت في 1/8/2019تخوفاتها هذه حول المركز الثقافي الملكي، ومحاولة تجريده من فعاليته ودوره في الفعل الثقافي الأردني والعربي، عندما وجه وزير الثقافة باسم الطويسي إلى مدير عام المركز الثقافي الملكي مفلح العدوان، اعتبر خلاله المركز الثقافي برتبة مديرية تتبع للأمين العام، وقلّص صلاحيات مدير المركز.
وكان قد تم طرح التساؤل حول مخالفة الطويسي لرأي ديوان التشريع والراي، في رده على كتاب وزير الثقافة السابق محمد ابو رمان بخصوص سؤاله عن المستوى الوظيفي لشاغر مدير المركز الثقافي الملكي وهل يعتبر المركز دائرة مستقلة.
حيث أجابت رئيس ديوان التشريع والراي فداء الحمود على كتاب ابو رمان بقولها "وحيث ان المركز الثقافي الملكي يعتبر دائرة مستقلة من الدوائر الخاضعة لأحكام نظام الخدمة المدنية ويرتبط بوزير الثقافة ولا يعتبر ضمن الهيكل التنظيمي لوزارة الثقافة وطالما ان مدير عام المركز مشمول بتعريف الامين العام وفقاً لأحكام نظام الخدمة المدنية، فإننا نرى أن وظيفة مدير عام المركز الثقافي الملكي تعتبر من وظائف المجموعة الثانية من الفئة العليا وفقا لأحكام نظام الخدمة المدنية وتعتبر وظيفة قيادية يتم التعيين عليها وفقا لأحكام نظام التعيين على الوظائف القيادية ولا تدخل ضمن مستوى مدير مديرية في وزارة الثقافة".