بقلم نور الدويري
أن التراجع عن ضم أراضي شمال البحر الميت والمنطقة (ج) يعني أن توقيت التنفيذ لا يناسب إسرائيل الآن فلا دعم دولي كافي لها والظهر الأمريكي انكشف.
مما يؤكد أن مشروع ترامب كان كما قال (صفقة سلام وإزدهار) والتركيز على الشق الثاني من وصفهم للمشروع الجديد او ما اطلق عليه (صفقة القرن) هو البعد الذي كان يعمل لأجله ترامب فالصفقة كانت إقتصادية بإمتياز، ومن الواضح ترامب غير خطته وسط تعدد انشغالته فالتنافس الروسي والغضب الموجه نحو الصين وسباق الرئاسة والاضطرابات الداخلية غيرت المشهد الترامبي بالكامل .
ثم اتى تلميح ترامب صراحة بوجود هجوم مقصود في تفجيرات بيروت ليشير بالباطن نحو عدة متهمين بالمنطقة إسرائيل إحدى هذه الأطراف مما يؤكد أن ظهر إسرائيل كُشف الآن تماما ولابد أن هذه التصريحات اربكت اسرائيل وعليها الآن إعادة ترتيب حساباتها وأولوياتها السياسية .
الإنفعال الإعلامي الأخير من تصريحات الحكومة الإسرائيلية وإعلامها الموجه على السوشال ميديا زاد إرباك المشهد مما حتم على نتنياهو التراجع عن الضم.
لا شك أن الضغوط الأردنية كان له تأثير لكن اسرائيل اليوم تعيش مناخا سياسيا خارجيا صعبا فالغيوم الكثيفة الرمادية تحيط بالمشهد .
الأهم أن هذا الخيار سيوفر للأردن متسعا من الوقت للتركيز على الظروف الداخلية.
وعلى الداخل في الأردن أن يعيد قراءة المشهد فالتكاتف اليوم أولى للوطن ، فالحوار حل مطلوب وضبط النفس مطلوب وإعادة لملمة شتات الخلاف مطلوبة، هذه فرصة لإحتواء جرح الوطن لا سيما أن العالم والأردن يعيش مخططا إقتصاديا جديدا للقوى الدولية قد تغير المشهد خلال سنوات قليلة .
حفظ الله الأردن العظيم .