مدار الساعة -أعلن النائب مصلح الطراونة أنه لن يترشح للانتخابات النيابية القادمة.
وقال الطراونة في رسالة إلى عشيرته:
الحمد لله والصلاة والسلام على من لا نبي بعده
الأهل الكرام، والعشيرة التي أجل وأفتخر بحمل اسمها تاريخا ومنجزا، والأصدقاء والأحبة على امتداد الوطن.
تحية ملؤها المحبة والإجلال والإكبار، تحية مضمخة بالامتنان والشكر لكم، تحية تتجاوز كل حدود المجاملات الجافة، والعبارات المعلبة.
ونحن على مشارف نهاية مضمارٍ استمر أربعة أعوام، نتأمل مشوارا طويلا قطعناه محملين بكل ما نملك، عانينا فيه ما عانينا، ودفعناه فيه الكثير تجاه هذا الوطن وهذا الشعب المعطاء، لا تكرما وإنما واجبا وتكليفا، نتأمل لا لأجل محاسبة، ولكن لأجل التعلم لنا والاستدراك لمن يلينا. نتأمل بعمق حقيقة هذا المشوار، وفلسفته، نحاور أنفسنا فيما إذا كانت الصورة الأمثل لهذا المسير!!!
وإن كانت المواقف هي جل ما يملأ الخزينة بعد هذا الطريق، فإننا اقتصرنا على مواقف العز والشموخ، لنملأ بها مسامات الذاكرة، مواقف لن أنساها ما حييت، حناجركم التي بحت.... مواصلتكم لليل مع النهار، مشاعر الخوف والعز والفرح التي غمرتموني بها، كانت مشاعل نور في درب لاشك فيه من الظلمة والأشواك ما فيه، نصائحكم التي أمطرتني في أحلك المنعطفات.... كلها والكثير الكثير سيبقى إرثا أفاخر به.
إقرأ أيضاً: كيف ردّ أمجد العضايلة على أحد المشككين: القيسوم نبتة بنحطها على الشاي جربها معاليك
الأهل وأبناء العمومة شرقا وغربا، إن كان في اللغة مفردات فخر، فلا شك أنتم أهلها، فأنتم السنابل الملأى التي أتت أكلها ذات يوم، وستبقون السند والعزوة التي يستند إليها كل محتاج، قريب أو بعيد، لم أكن بأفضلكم، ولا بأميزكم، ففيكم من العلم والطموح والصلابة ما يفوق الجبال، وفيكم من الطيبة والحب ما يفيض، حملت على كاهلي أحلامكم وطموحاتكم بوطن أفضل، سرت على هدى وجعكم أبحث عن علاج، وعورة الطريق لم تثنيني، وتهديدات الخفافيش لم تنل من عزيمتي، وكذلك رخص بعض المرتزقة الذين ما زالوا يعيشون بين ظهرانينا، حملت من صبركم زادا طيل فترة نيابتي، إن اخطأت فمن نفسي، وإن سرت على الصواب فبفضل الله ودعوات أمي ذات لحظة ودعواتكم، ونصائحكم، لم أكن بعيدا عنكم ليلتبس على وجعكم، حملته معي لأنني عانيت ما عانيتم، وتكبدت من المشقة ما تكبدتم.
عاهدتكم قبلا وها أنا أفي بوعدي، النيابة لم تكن ولن تكون حكرا لأحد ولا وراثة لأحد، وما شُرعت قوانين الانتخاب لتكرار الأفكار والشخصيات، وإنما شُرعت ليكون التنوع بديلا للنمطية، وليصبح تداول الرقابة أكثر حيوية وفعالية، وعدتكم أنني لن أترشح فترة ثانية، ولن أرشح غيري، ففيكم من هو أهل لحمل أصواتكم غيري، كنت بينكم وسأبقى بينكم، سأقف معكم حين تختارون من يمثلكم بعد شهور، ولن أكون إلا ابنا وفيا لطموحاتكم، له ما لكم وعليه ما عليكم.
بين مد وجزر ولد هذا الوطن، وفي وسط الحريق يقع،، وبما أنكم أنتم وعامة الأردنيين المعنى الحقيقي لمفردة الوطن، فاعلموا أن الطموحات الكبيرة هي التي أخرجته ولا زالت تخرجه من أحلك الشدائد، واعلموا أيضا أن ما نعيشه من وجع يثقب الخاصرة، مرده إلي الشخصنة والولدنة وتصغير الآمال والطموحات على حساب القضايا الأشد ضرورة، فأتمنوا أصواتكم عند من يحمل هموما كبيرة لأجلكم. اسمحوا لي أن أعود ذاك الأكاديمي بين كتبه وطلابه وذاك المحامي الذي ينافح عن الحق في أروقة المحاكم.
وفي الختام، ما كتبت هذه الأسطر الضئيلة قيمة أمام عظمة مواقفكم وجزيل ثقتكم إلا شكرا وامتنانا لكم، لكل ما أوليتموني من دعم ونصح وثقة، أسأل الله لكم وللأردن قيادة وشعبا الرشاد والتميز
دام الأردن بكم عاليا، ودمتم له نبضا سليما.
اخوكم النائب الدكتور مصلح الطراونة