كتب: د. راضي العتــوم / خبير اقتصادي
أولا: تقديــم
بدأت نواة مجموعة العشرين في تجمّع دول الاقتصادات المتقدمة السبعة الأكبر في العالم، حيث كانت تسمى دول G7 وهي: أمريكا، وبريطانيا، وفرنسا، وكندا، واليابان، وإيطاليا، وألمانيا، ثم أضيفت دولة فأصبح دول الثماني G8 بعد إضافة الاتحاد الأوروبي للمجموعة عام 1980م.
وفي عام 2005م اقترحت بريطانيا استضافة خمس دول في طريق التحول الاقتصادي وهي: البرازيل، والصين، والهند، والمكسيك، وكوريا الجنوبية للمشاركة بدول الثماني لتصبح G8+5، وتطور هذا الاقتراح ليتسع الى أكبر عشرين اقتصادا في العالم حيث أعلن بمؤتمر قمة بتسبرغ عام 2009م، فقط عقد اجتماع واحد في روسيا في سبتمبر عام 2013م، حيث بقيت دول الثماني كلجنة توجيهية لمجموعة الغرب مع الاهتمام باليابان، أمّا روسيا فقد تمّ إيقاف عضويتها عام 2014م والذي كان سيعقد في مدينة سوشيا الروسية، الا أنه بعد ذلك تمّ اعادتها للمجموعة.
فمجموعة العشرين G20 هي الدول العشرين الأكبر اقتصادا في العالم بما فيها الاتحاد الأوروبي، حيث تأسست المجموعة عام 1999 كبداية أولية على مستوى وزراء المالية ومحافظي البنوك المركزية لتلك الدول، وتعتبر منتدى اقتصاديا دوليا، وبعد الأزمة المالية العالمية أواخر عام 2008 وبداية عام 2009 زاد اهتمام الدول العظمى بالمنتدى، فتمّ رفع مستوى المجموعة لتضم قادة الدول الأعضاء. وقد انعقدت أول قمة لقادة المجموعة في واشنطن مع نهاية عام 2008م. وعليه، وُسِّعت الدول جداول أعمال المجموعة لتشمل القضايا الاقتصادية والمالية والاجتماعية التنموية.
تتولّى المملكة العربية السعودية رئاسة المجموعة منذ عام 2019 والتي ستستمر حتى انعقاد القمة للقادة في الرياض بتاريخ 12-22/11/2020. وقبل عقد القمة، ستعقد في الرياض قرابة 120 ورشة عمل وفعالية للتحضير للقمة ولموضوعات ذات علاقة مباشرة بها تشمل اجتماعات وزارية، وندوات متخصصة، وورش عمل على مدار العام.
ومما يجدر ذكره، أن اقتصادات الدول الأعضاء في مجموعة العشرين مجتمعة تمثّل حوالي 65% من سكان دول العالم، و79% من حجم التجارة العالمية، و84% من الناتج الاقتصادي العالمي للعام 2019م.
ثانيــا: جدول أعمال عام 2020
تستضيف السعودية هذا العام دول مجموعة العشرين، وقد حددت المجموعة توجهها بحيث تركز مجموعة العشرين على اغتنام فرص القرن الحادي والعشرين، باستهداف ثلاث قضايا رئيسية هي:-
1. تمكين الإنسان
تسعى دول مجموعــة العشــرين إلــى بنــاء إطــار للسياســات الاقتصادية والمالية والاجتماعية، وتعزيــزه بما يــؤدي إلــى تمكيــن الإنسان وتوليد الفــرص الاقتصادية؛ الاستثمارية التنموية، وبالتالي توليد فرص العمل والتشغيل وخاصة للمرأة، هذا فضلا عن تناول القضايا المالية الحيوية على مستوى العالم، وعلى مستوى الدول الأعضاء، وكذلك تطوير سُبل التعليم، والشراكات بين الدول، والسياحة، والرعاية الصحيّة.
أ. في مجال إتاحة الوصول إلى الفرص؛ تسعى دول المجموعة الى تهيئــة الظــروف التــي تمكــن الأفراد والمجتمعات، وخاصــة النســاء والشــباب، مــن العيــش والعمـل والتقدم. وهذا يعني تمكين النـاس من الانفتاح التجـاري، وتعزيز الابداع والابتكار التكنولوجـي.
ب. دعم التوظيف في عالم عمل متغيـّر؛ في ظلّ تحديات التقــدم التكنولوجــي المتســارع، والزيادة السكانية، وتطورات هيكل سوق العمل، وتفاوت مستويات المعيشـة بين الدول، تظهر الحاجة الى رسم الاستراتيجيات والسياسات الاقتصادية والاجتماعية لتجاوز تلك التحديات، وإعادة الانتفاع الأمثل من الموارد المادية والبشرية في جميع انحاء العالم. فكان لا بدّ لمجموعــة العشــرين من بــذل الجهــود التشاركية للنهوض بالتنمية العالمية شبه المتوازنة على الأقل، وبما يخفف على الدول الأقل تنمية من مشكلات البطالة، والفقـر، وبالتالي إيجاد إطار دولي للحد الأدنى من الحماية الاجتماعية.
ج. تمكين المرأة وتعزيز الشمول المالي للنساء والشباب؛ المرأة كحاضنة أساس للأسرة بكافة أفرادها هي جوهر التنمية الاجتماعية التي تنطلق منها التنمية الاقتصادية، فتوجه مجموعة العشرين لإتاحـة الفـرص أمـام المـرأة يعتبر جـزء من التخطيط الهادف نحو تحقيق النمـو المسـتدام والشـامل للأفراد، وللأسر، وبالتالي للمجتمعات.
د. مضاعفة الجهود من أجل التنمية المستدامة؛ ركـزت مجموعــة العشــرين فــي قمــة اليابان في أوســاكا التزامهــم بتنفيــذ خطــة التنميــة المســتدامة لعــام 2030، بدعـم وتعزيز فرص التنميـة للمجتمعات، وعليه سـتركز المجموعـة خلال العام الحالي علــى تســريع تنفيــذ أجنــدة 2030 وعلــى تعزيــز الربــط الإقليمي وزيــادة فــرص العمــل، والاستمرار بتعزيز فرص التجارة الخارجية، والخدمات اللوجستية المرافقة، الى جانب تطوير الاتصال فيما بيــن الأفراد بالمجتمعات العالمية، وتعزيــز آليــات المســاءلة، والحوكمة الرشيدة، والحفاظ على الاستقرار المالي العالمي بهدف تعزيز التنمية العالمية المستدامة.
هـ. تطوير التعليم ؛ التعليــم هو المحــور الأساس للتمكيــن وبناء القــدرات البشــرية الحاضنة للتقدم والتطور، فتسعى مجموعـة العشـرين إلـى مواصلـة الجهـود لتمكيـن الأجيال القادمـة مـن استثمار قدراتها وإمكاناتهـا، ولا بدّ من النظر الى التعليم على المستوى الدولي لمواجهة التغييرات الكبيرة في هيكل الطلب على سوق العمل.
و. تمكين الرعاية الصحية؛ لا شكّ أن من أهـم الممكنـات للنشاط الاقتصـادي لكي يسـتقر ويزدهـر هو الحفاظ على نظـام صحي فاعل يفي بأغراض الحاجات المجتمعية، فالتحديـات كبيرة ومتعـددة، لذا فالتركيز على الرعايـة الصحيـة الأوليـة، وكافة الجوانب الحيوية للصحة هو القيمـة الأساس لعيش الانسان وتمكينه من قيامه بالنشاط الاقتصادي على الوجه السليم.
ز. السياحة كقوة للنمو الاقتصادي المعتمد على الإنسان؛ قطاع السياحة يتميز بحيويته في دعـم النمـو الاقتصادي من خلال توليد فـرص العمـل، وتعزيز الخدمات اللوجستية المتعددة، وانشاء وتطوير المنشآت المتكاملة النشاطات، فتركز مجموعــة العشــرين علــى تعزيز استمرارية الأنشطة السياحية، وعلى اســتدامة منشآتها.
ح. التعاون التجاري والاستثماري؛ يُعــد الاستثمار المحرك الأساسي للتنمية، وتعتبر التجارة العالمية محركا للنمو الاقتصادي وللابتــكار، ولتوليد القيمة المضافة، وإيجاد فــرص العمــل. وتعتمد التجارة على درجة الانفتاح الاقتصادي والثقافي على المجتمعات الأخرى، فمجموعــة دول العشــرين ترتكز على سياسات الانفتاح الثقافي والتجاري بين دول العالم، وتحث على تكثيــف الجهــود لدعــم التجــارة العالميــة، وتعزيز تدفقــات الاستثمار الأجنبي المباشر عبــر الحــدود، وخاصة للــدول الناميــة والأقل نمــوا،كما تركز اهتماما خاصا على المنشآت الصغيرة ومتناهيــة الصغــر والمتوسطة.
2. الحفاظ على كوكب الأرض
أ. ضبط الانبعاثات من أجل تنمية مستدامة ؛ مع اسـتمرار النمـو السـكاني، ومع وزيـادة الانبعاثات جرّاء الإنتاج أو الاستهلاك العشوائي أحيانا كثيرة تزداد الحاجة الى الاهتمام بضبط الانبعاثات، والتلوث البيئي للحفاظ على استدامة كوكب الأرض.
ب. مكافحة تدهور الأراضي والمواطن الطبيعية؛ التعدّي على الأراضي الزراعية والحرجية بشكل مستمر يؤدي الى تدهور الغابات والنباتات المنتجة للأكسجين، وبالتالي يزيد من مشكلات التلوث للبيئة الصحية، وهذا يعني خسارة من عدة جوانب: أهمها التأثر السلبي لصحة الانسان والحيوان والنبات، وزيادة كلفة النشاطات التي تكافح التلوث على البيئة عموما، وخسارة الكثير من الموارد الطبيعية وخاصة التصحّر للأراضي، وتراجع التكامل البيولوجي في الطبيعة، وعليه يتراجع حجم وجودة المنتجات الزراعية الصحية مقارنة بالنمو السكاني، وبالتالي تراجع القيمة المضافة المتولدة بالاقتصاد جرّاء تفاعل العوامل السابقة معا.
ج. حماية المحيطات؛ تسعى دول المجموعة الى تخفيف التهـديد من النشـاط البشـري بالمحيطات والبحار للشّـعب المرجانيـة التـي تعتمـد عليهـا نسبة هامة من الحيـاة البحريـة فــي العالــم. فالحفــاظ علــى النظــم البيئيــة للمحيطــات يعتبر أحد اهتمامات قمة العشرين ورئاستها لهذا العام.
د. تعزيز استدامة ومتانة نظم المياه العالمية؛ لا شكّ بأن تزايد الطلـب العالـمي على المياه، وسوء استخداماتها، هو من أهم التحديـات البيئية العالمية، ويعتبر نقص المياه من أهم العقبات أمـام خطط التنمية المستدامة والمستهدفة للعام 2030 فالنمـو السـكاني، والتوسـع العمراني على حساب الأراضي، وتـآكل البنيـة التحتية للميــاه، وقلة الرغبة بالاستثمار فيهــا تعتبــر مــن أسباب تزايــد الضغــط علــى المــوارد المائيــة فــي أنحــاء العالـم. لذلك فالحاجة تدعو الى تعزيـز التعـاون الدولـي فـي مجـال إدارة الميـاه، ومعالجة التحديـات للسياسـات، وتوفير التمويـل، ودعم الابتكار لضمـان الأمن المائـي العالمي، وتوفيره بحدوده الضرورية للجميـع.
هـ. تعزيز الأمن الغذائي؛ الفقر والجوع يتعمّق في الكثير من المجتمعات وخاصة الدول الفقيرة، ولعل أحد الهموم العالمية هو ضمـان توفـر الغـذاء الصحـي المناسب بأسـعار في متناول الجميـع، فقد أصبح تحقيـق الأمن الغذائـي أكثـر صعوبـة جرّاء فقـدان التنـوع البيولوجـي، وتزايد التحديـات الزراعيـة، وتغيـر العـادات الغذائيـة.ولهـذا، تقتـرح رئاسـة المملكـة بـأن تقـوم مجموعـة العشـرين بتكثيـف جهودهـا لمعالجـة فقـر الغـذاء وهـدره وذلك بتشـجيع الاستثمارات الزراعيـة النشطة، وخاصة المتصلة مباشرا بصحة الانسان والحيوان والنبات.
و. نظم طاقة أنظف لعصر جديد؛ لعل تأمين الطاقة النظيفة ووصـولها للاستخدام البشري السليم وبكلفة مقبولة يعتبر أمـرًا أساسـيًا للحفاظ على الصحة العامة للإنسان وللطبيعة ككل، كما يرتبط ذلك بالاستهلاك والإنتاج الأقل كلفة والذي بدور يؤثر على مستوى معيشة الأفراد، وبالتالي على اخراجهم من حلقة الفقر. لهذا، ستهتم مجموعـة العشـرين بمناقشة قضايا الكربون وتوفير الطاقة النظيفة للاستهلاك المنزلي الفردي والجماعي، وكذلك للإنتاج الصناعي وغيره.
3. تشـكيل آفـــاق جديدة
دعم الابتكار في كافة مجالات التنمية وتعزيز مشاركته هو أساس تشكيل الآفاق الجديدة لدول مجموعة العشرين.
أ. تعزيز التعاون في مجال الفضاء؛ التعاون فـي مجـال الفضـاء هام وحيوي لدول المجموعة، ومشـاركة أطـراف جديـدة يفعّل ويطور من المجالات المفيدة لعلم الفضاء، ويمكن تعاون القطاعين العام الخاص والعام فــي هــذا المجــال، حيــث يوفــر اقتصــاد الفضــاء المتنامــي فرصـا كبيرة للعالــم.
ب. تمكين الاقتصاد الرقمي؛ في ظلّ التطورات التقنية العالمية، والتزاحم التكنولوجي على النهوض بالإنتاج للسلع والخدمات في العالم، وتنامي التنافس القائم على المعرفة، تعيش الدول عالما من الرقمية يجعلها تبني كل ما وصلت اليه من تقدم في عالم رقمي مفتوح التنافس لكن مغلق النشر والتعليم الا لمن له حق الامتياز والمسجّل له كبراءة اختراع أو ابتكار.
وفي ظلّ هذا، كان لا بدّ من تحويــل الاقتصادات المتنافسة الى اقتصاد مبنّي على المعرفة، يقوم أساسه على الرقمية الحديثة ليواكب تسارع التقدم التكنولوجي وتطبيقاته على كافة مناحي الاقتصاد. لذا تسعى دول مجموعة العشرين الى التحول في الطلب على العمالة ذات المهارات الخاصة، وإن تمكيـن القطـاعين العام والخاص مـن الاستفادة مــن الاقتصاد الرقمـي وعولمة التنافس الشريف، وتحديـد إطـار عمـل واضح لاقتصاديرتكــز على الإنسان هو التحدّي الأكبر لقمة العشرين في القرن الحادي والعشرين.
ج. إيجاد حلّ عالمي مشترك لمعالجة التحديات الضريبية الناشئة عن رقمية الاقتصاد
نتيجة لارتباط اقتصاداتنا بالمجريات على الساحة العالمية، واعتمادها المتزايــد على بعضها، فقــد أدى التحول الرقمـي بتلك الاقتصادات إلــى تغيّــرات كبيـرة فــي أساليب وطرق تشـغيل مؤسسات الأعمال وبالتالي ظهـور نمـاذج أعمـال حديثة ومستمرة التطور. من هنا، بـرزت الحاجـة إلـى إصلاح وتطوير النظـام الضريبـي للدول بما يواكب هذه المستجدات ويتوافق كذلك فيما بين سياساتها بالتجارة الخارجية. وعطفا علـى التـزام القـادة فـي بوينـس آيـرس عام 2018م، سـتكون أولويـة مجموعـة دول العشـرين العمـل بشـكل تعاونـي لضمـان الوصـول إلـى حـلّ عالمي توافقي لمعالجـة التحديـات الضريبيـة الناشـئة عـن رقمنـة الاقتصاد فـي عـام 2020م.
د. الاستفادة من التقنيات في البنية التحتية؛ على الرغم من تأثر معظم القطاعات الاقتصادية بالرقمية والتقنية الحديثة، الاّ أن قطاع البنية التحتية ما زال بحاجة الى العديـد مـن التحولات فيه، خاصة وأن كلفته عالية جدا. ومع ذلك، لـم يتبنّ قطـاع البنيـة التحتيــة حتــى الآن الإمكانيات الكاملـة والفرص الهائلـة التـي توفرهـا تلك التقنيـات لتحسـين جودته، وتخفيض تكاليفه، بغية تعزيــز نمــوه وزيادة مساهمته في القيمة المضافة للاقتصاد، كما أن هذا القطاع يعاني من الفجـوة التمويلية، إضافة الى حاجته الى تطبيق النماذج الجديدة المبتكرة بالإنشاء والبناء بهدف تحقيق الكفاءة بالإنتاج، وبالتالي تخفيف كلفته على المنشآت الصناعية والخدمية والاسكانية.
ه. تطوير المدن الذكية؛ الى جانب التقنية الحديثة الواجب استغلالها للبنى التحتية والإسكان المنظم، وفي ظـل التمـدد الحضـري المتسارع وتآكل الأراضي الزراعية والحرجية، تواجـه المـدن فـي دول العالم عموما، ودول مجموعـة العشـرين تداعيـا فـي البنية التحتية والتي يحتاج معظمها الى الصيانة الدورية، والبعض الآخر الى الاحلال بإنشاء حديث يواكب التقنية الرقمية. لذلـك فان تسخير التقنيـة الحديثـة للإنشاءات بالمـدن وغيرها يعدّ أحـد الضرورات لمواكبة الركب التنموي الحديث، وتلبية الطلب المتزايد للسكان، وضمان المساواة فـي توفيـر التنقـل الآمن والمريح للمواطنيـن.
لذلك فإن من الضرورة بمكان تقديم حلـول تنقـّل مبتكـرة تعتمـد علـى التقنيـة الرقميـة، الى جانب توفير المباني الذكيّة، لهذا سـتعمل مجموعـة العشـرين برئاستها هذا العام على إيجاد حلـول عمليــة، للتنقــل الذكي فــي المناطــق الحضريــة، بنــاء علــى الممارســات الفضلى، وتبــادل الخبـرات فــي مجـال إنشـاء المـدن الذكيـة وتطويرهـا.
و. معالجة دخول الشركات التقنية الكبيرة في المجال المالي؛ إنّ من أكبر التحديات التنافسية والحوكمة هي دخـول شـركات التقنيـة على مجـال الخدمـات الماليـة، ممـا يتطلـب تضافـر جهـود مجموعـة العشرين من أجل تطوير مستوى عمل منشآت أعضائها مع الحفاظ على الاستقرار المالي لدولها من أي انعكاسات سلبية على إدارة السياسة النقديـة لديها، وعلى سـير عمـل الأسـواق المالية والنقدية، وخاصة سوق أوراق الديـن العام.
فإن التأكد من معايير السلامة المالية والاستقرار للمؤسسـات الماليـة بدءا من حمايـة البيانـات، وانتهاء بضمان الاستقرار النقدي والمالي للدول ليعدّ الهاجس لأمن المعلومات، والأمن الاقتصادي وذلك للحفاظ على استدامة واستقرار التنمية في دول المجموعة. لذا ستعمل دول مجموعة العشرين على تنسيق وضبط إطار تنظيمـي ينسّق الإجراءات المشـتركة لجنـي منافـع هـذه التقنيـات ومعالجـة التحديـات ذات العلاقة.
ز. مكافحــة الفســاد؛ الفساد تهديـد خطيـر للاستقرار الاقتصادي والاجتماعي والسياسي الوطني والدولـي، ويعتبر أهم عوائق النمــو الاقتصادي والتنمية، كما يزعزع الثقــة فيما بين الحكومـات والمواطنين. ونظرا لهذه الأهمية، سيعمل أعضـاء المجموعـة على مواصلة تنفيـذ خطـة عمـل مجموعـة العشـرين لمكافحـة الفسـاد والتي أقرها للفترة 2019-2021، مـع التركيـز علـى تعزيـز النزاهـة باسـتخدام تقنيـات المعلومـات والاتصالات وتعزيزهـا فـي مجالات الخصخصـة، والشـراكات بيـن القطاعيـن العـام والخـاص، وكذلـك علـى تطويـر وتنفيـذ السياسـات والاستراتيجيات الوطنيـة لمكافحـة الفسـاد.
ثالثــا: المشـاركـون في مجموعــة العشــريـن
تشمل مجموعة العشرين على عشرين دولة عضو هي: الولايات المتحدة الأمريكية، والاتحاد الأوروبي، والمملكة المتحدة، وكندا، والصين، وفرنسا، وألمانيا، والأرجنتين، وأستراليا، والبرازيل، والهند، وإندونيسيا، وإيطاليا، واليابان، والمكسيك، وروسيا، والمملكة العربية السعودية، وجنوب أفريقيا، وجمهورية كوريا، وتركيا.
وبالإضافةً إلى أعضاء مجموعة العشرين، تُوجه الدعوة إلى دول أخرى للمشاركة؛ فإسبانيا ضيف دائم في اجتماعات مجموعة العشرين. وفي عام 2020م، دٌعيت كلا من: الأردن، وسنغافورة، وسويسرا للمشاركة بصفتها كضيف على المجموعة.
كما ستُدعى المنظمات الدولية التي ساهمت على مدى الأعوام الماضية في عمل المجموعة، وتشمل هذا المنظمات: منظمة الأغذية والزراعة، ومجلس الاستقرار المالي، ومنظمة العمل الدولية، وصندوق النقد الدولي، ومنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، والأمم المتحدة، ومجموعة البنك الدولي، ومنظمة الصحة العالمية، ومنظمة التجارة العالمية.
وكذلك في عام 2020م، دٌعيت المنظمات الإقليمية والدولية، ومنها: صندوق النقد العربي، والبنك الإسلامي للتنمية، وفيتنام بصفتها رئيسًا لرابطة دول جنوب شرق آسيا، وجنوب أفريقيا بصفتها رئيساً للاتحاد الأفريقي، والإمارات العربية المتحدة بصفتها رئيسًا لمجلس التعاون الخليجي، والسنغال بصفتها رئيسًا للشراكة الجديدة لتنمية أفريقيا.
رابعـــا: كيــف تعمل مجموعة العشـرين؟
تتناوب الدول الأعضاء على رئاسة مجموعة العشرين كل عام، وتؤدي دولة الرئاسة دورًا قياديًّا في إعداد برنامج الرئاسة، وفي تنظيم قمَّة القادة التي يحضرها قادة الدول أو الحكومات. وبانتهاء القمّة، يصدر القادة بيانًا ختاميًا بناءً على ما جاء من مناقشات خلال الاجتماعات التي تُعقد طوال العام، وللتحضير للقمة تعقد الدولة التي ترأسها؛ أي المستضيفة العديد من الاجتماعات التي تضم الوزراء وكبار المسؤولين وممثلي المجتمع المدني على مستوى الحكومات، حيث يتمحور عمل دول المجموعة حول المسار المالي ومسار الشربـا Sherpa وتمثل مجموعات التواصل المجتمع المدني، وكما يلي:
أ. المـسارالمالـــي: يكون بعقد اجتماعات وزراء المالية، ومحافظي البنوك المركزية ونوّابهم على مستوى دول مجموعة العشرين، وهي اجتماعات تركز على قضايا السياسة المالية والنقدية، إضافة الى التركيز على الاقتصاد العالمي، والبنية التحتية، والرقابة على النظم المالية، والشمول المالي، والهيكل المالي الدولي، والضرائب الدولية.
ب. مســار الشربــا :The Sherpa Track ويسمى أيضا بمسار الخبراء، حيث يجتمع الوزراء وكبار المسؤولين المعنيين، وتركز الاجتماعات على القضايا الاجتماعية والاقتصادية، كقضايا المشكلات الزراعية، ومكافحة الفساد، وتحديات المناخ، والاقتصاد الرقمي، وتطور التعليم، وتحديات سوق العمل، وبدائل الطاقة وتحدياتها، والآثار البيئية ومستقبلها، والخدمات الصحية والوقائية، ونمو السياحة، وسبل تعزيز التجارة الدولية والاستثمار الأجنبي.
ج. مجموعات التواصــل: تشكّل عادة مجموعات تمثل المجتمع المدني بكل دولة، ويتم وضع توصيات خاصة بالمشكلات والتحديات الاقتصادية والاجتماعية العالمية وتُقَدم إلى قادة مجموعة العشرين للنظر فيها، حيث تشمل مجموعات التواصل مجموعة الأعمال(B20)، ومجموعة الشباب (Y20)، ومجموعة العمال(L20) ، ومجموعة الفكر (T20)، ومجموعة المجتمع المدني (C20)، ومجموعة المرأة (W20)، ومجموعة العلوم (S20) ، ومجموعة المجتمع الحضري (U20).
وأخيرا، آمل أن يكون للأردن دورا حيويا كضيف مشارك بمجموعة العشرين، وأن يقدم الآراء والطروحات العلمية والفنيّة التي تعكس مستوى التقدم العلمي المهني لوطننا، خاصة باجتماعات المسار المالي ومسار الخبراء (الشربـا).
المراجع
