مدار الساعة - أسفر انفجار ضخم وقع، الثلاثاء، في مستودعات ميناء قرب وسط العاصمة اللبنانية بيروت، عن مقتل أكثر من 100 شخص، وإصابة أكثر من 4 آلاف، وفق الصليب الأحمر اللبناني.
وذكر الصليب الأحمر في بيان "حتى الآن أصيب أكثر من أربعة آلاف شخص وقتل أكثر من مئة شخص" مشيرا إلى أن فرقة لا تزال تقوم بعمليات البحث والإنقاذ في المناطق المحيطة بموقع الانفجار.
وتسبّب الانفجار أيضا بموجة ذعر بين السكان، وبدمار في كل أنحاء العاصمة. ويتوقع المسؤولون، ارتفاع حصيلة القتلى مع بحث فرق الإنقاذ بين الأنقاض في مساحة كبيرة من المدينة لإخراج العالقين، وانتشال الجثث.
في مرفأ بيروت، تحولت المستودعات إلى ركام. في كل شوارع العاصمة وأحيائها، شوهدت سيارات مدمرة متروكة في الطرق، وجرحى تغطيهم الدماء، وزجاج متناثر في كل مكان. ووصل تحطم الزجاج والخراب إلى الضواحي، وإلى مناطق بعيدة نسبيا عن بيروت.
مصدر أمني رجح أن يكون الانفجار نتج عن "انفجار مستوعب يضم كميات من نيترات الأمومنيوم".
وقال المصدر، إن هذه المواد مصادرة منذ سنوات من باخرة أصيبت بعطل في مرفأ بيروت، "ما دفع بالقيمين عليها إلى نقلها إلى العنبر رقم 12 في المرفأ".
ويدخل الأمونيوم في تركيبة مواد شديدة الانفجار.
وأضاف المصدر "منذ عام بدأت ترشح من الشحنات مادة شديدة الانفجار"، مشيرا إلى عدم "متابعة المسألة بالشكل المطلوب".
وتعهد رئيس الحكومة اللبناني حسان دياب بمحاسبة "المسؤولين عن الكارثة".
وقال في كلمة تلفزيونية "ما حصل اليوم لن يمر من دون حساب. سيدفع المسؤولون عن هذه الكارثة الثمن"، مضيفاً "ستكون هناك حقائق تعلن عن هذا المستودع الخطير الموجود منذ 2014، أي منذ 6 سنوات".
ولبنان الذي يعيش أسوأ أزمة اقتصادية في تاريخه، دعت دياب إلى توجيه "نداء عاجل إلى كل الدول الصديقة والشقيقة التي تحب لبنان أن تقف إلى جاب لبنان، وأن تساعدنا على بلسمة جراحنا العميقة".
ووقع الانفجار بُعيد الساعة السادسة مساء (15:00 ت غ). وبعد 3 ساعات لم يتوقف صوت سيارات الإسعاف، وهي تجوب كل أنحاء العاصمة ناقلة المصابين إلى المستشفيات، بينما انتشرت صور مرعبة لدمار في كل مكان، وساد هلع بين المارة.
وأشار مصدر أمني إلى وقوع انفجارين متتاليين.
وأظهرت أشرطة فيديو تم تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي، وقوع انفجار أول تلاه انفجار ضخم، وتصاعد دخان كثيف غطّى سماء المنطقة.
وهزّ الانفجار كل أنحاء العاصمة، وطالت أضراره كل الأحياء وصولا إلى الضواحي، وتساقط زجاج عدد كبير من المباني والمحال والسيارات. وأفاد أشخاص في جزيرة قبرص المواجهة للبنان عن سماع صوت الانفجار أيضا.
في البحر، كانت باخرة لم يعرف ما إذا كانت تقل ركابا أو عليها عمّال، تحترق. وطلب ضابط في المكان من صحفيين مغادرة كل منطقة المرفأ؛ خوفا من انفجار الباخرة التي تحوي وقودا.
وتسبب الانفجار بتضرر باخرة لقوات الأمم المتحدة العاملة في لبنان، وجرح عددا من عناصر هذه القوات، وفق ما جاء في بيان لليونيفيل.
وجاء في البيان "نتيجة للانفجار الضخم الذي هزّ بيروت هذا المساء، تضررت باخرة من القوة البحرية لقوات الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان كانت راسية في المرفأ، مما أدى إلى إصابة عدد من عناصر حفظ السلام، وإصابات بعضهم خطرة".
وأعلن دياب الأربعاء، يوم حداد وطني على "ضحايا الانفجار".
ولحقت أضرار بقصر بعبدا، مقرّ رئاسة الجمهورية الواقع في الضاحية الشرقية لبيروت، وبمقر رئاسة الحكومة ومطار بيروت الدولي.
وأعلنت وزارة الخارجية الألمانية، إصابة أفراد من طاقم سفارة ألمانيا في بيروت من جراء الانفجار.
ويشهد لبنان حاليا أسوأ أزمة اقتصادية في تاريخه، مع تدهور في سعر العملة، وقيود على الودائع المصرفية، وتضخم وغلاء في الأسعار. إضافة إلى خسارة الآلاف وظائفهم.
وزيرة الإعلام اللبنانية منال عبد الصمد قالت، لـ "المملكة"، إنّ الأضرار البشرية كبيرة جراء الانفجار الذي لم يتعرض لبنان له سابقا، مؤكدة أن التحقيقات ما زالت أولية في الحادثة.
وأكد مدير الأمن العام اللبناني عباس إبراهيم، أن الانفجار الضخم الذي وقع في مرفأ بيروت عصرا ناجم عن مواد "مصادرة وشديدة الانفجار".
وقال إبراهيم خلال تفقده المكان: "يبدو أن هناك مخزنا لمواد مصادرة منذ سنوات، وهي شديدة الانفجار"، مشدداً على ضرورة انتظار نتيجة التحقيقات.
وقالت وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية، إنّ حريقا كبيرا اندلع في العنبر رقم 12 بالقرب من إهراءات القمح في مرفأ بيروت، في مستودع للمفرقعات، وسمع دوي انفجارات قوية في المكان، ترددت أصداؤها في العاصمة والضواحي.
وأضافت الوكالة، أن إصابات وأضرارا كبيرة وقعت في المنازل والسيارات في محيط منطقة الكرنتينا والجوار، جراء الانفجار الذي وقع مستودع المفرقعات في مرفأ بيروت.