حدّد النبيّ عليه الصلاة والسلام للمُسلمين عيدَين، هُما: عيدُ الفِطر ويسمى بالعيد الصغير والذي يأتي بعد إنقضاء ركن فريضة الصيام في الإسلام وهو صيام شهر رمضان، وعيد الأضحى ويسمى بالعيد الكبير والذي يأتي بعد إنقضاء ركن فريضة الحج الأكبر في الإسلام حيث يقدم كل حاج هدي (وهي الأضحية التى ينحرها الحاج بعد نهاية مناسك الحج) يتقرب بها إلى الله (لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَٰكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَىٰ مِنْكُمْ كَذَٰلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ(الحج: 37)).
وقد حُدِّدت أيّام عيد الأضحى بأربعة أيّام، يُسمّى الأوّل منها بيوم النَّحر حيث يقدم كل مسلم مقتدر بأضحية يتقرب بها إلى الله والأضحية هو ما يُذبَح من بهيمة الأنعام مثل الغنم أو الماعز أو البقر أو الإبل تقرُّباً لله تعالى في أيّام الأضحى بشروطٍ مخصوصة (من هذه الشروط أن يكون عمر الأضحية ستة شهور أو أكبر وخالية من العيوب، ولا يحق الإشتراك في أضحية الغنم أو الماعز ولكن البقر أو الإبل يحق الإشتراك بها بأعلى حد سبعة أشخاص)، وقد جاءت مشروعيّتها في القُرآن الكريم، والسُنّة النبويّة فقال الله تعالى (وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنسَكًا لِّيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَىٰ مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَإِلَٰهُكُمْ إِلَٰهٌ وَاحِدٌ فَلَهُ أَسْلِمُوا وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ(الْأَنْعَامِ: 34)).
أمّا الأيام الثلاثة التي تأتي بعد يوم النحر فتُسمّى بأيّام التشريق، وقد جاء ذِكر هذه الأيّام في الحديث الشريف، إذ قال النبيّ عليه الصلاة والسلام: يومُ الفِطْرِ، ويومُ النحرِ، وأيامُ التشريقِ عيدُنا أهلَ الإسلامِ. وقال الإمام الشوكانيّ إنّ هذا الحديث فيه دلالةٌ على أنّ أيّام التشريق الثلاثة هي من أيّام العيد، وسميت أيام التشريق بهذا الإسم لأن الناس كانوا يشرقون لحوم الأضاحي أي يقددونها ويبرزونها للشمس، وقول آخر أنها سميت بذلك لأن صلاة العيد تُصَلَّى بعد أن تشرق الشمس. ومهما كان السبب فأيام التشريق هي الأيام الثلاثة التي تأتي بعد يوم النحر(أول يوم من أيام عيد الأضحى) أي أيام الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر من شهر ذي الحجة وكما تعرف هذه الأيام الثلاثة بالأيام المعدودات.
شرع الله تعالى لِعباده في يوم العيد (العيدين عيد الفطر وعيد الأضحى) صلاةً خاصّةً به تُسمّى صلاة العيد (وهي ركعتان في أول ركعة يُكَبَرُ سبعة تكبيرات بعد تكبيرة الإحرام وبعد كل تكبيرة يقول المصلي سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر وبعد ذلك تقرأ سورة الفاتحة وبعدها من قصار السور وفي الركعة الثانية يُكَبَرُ خمسة تكبيرات بعد تكبيرة الإحرام وبعد كل تكبيرة يقول المصلي سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر وبعد ذلك تقرأ سورة الفاتحة وبعدها من قصار السور)، وقد وردت مشروعيّتها في القرآن الكريم بقوله تعالى (فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ(الكوثر: 2)). يحتفلُ جميع المُسلمين في عيد الأضحى في اليوم العاشر من شهر ذي الحجة، وقد شرعه الله تعالى لعباده، ليفرحوا بما وفّقَهم إليه من عبادة فيما سَبقه من الأيام العَشرة الأولى من شهر ذي الحجة من حج البيت الحرام من إستطاع إليه سبيلا (وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ (آل عمران: 97)) ومن وصيام يوم عرفة وهو اليوم التاسع من ذي الحجة وقد خصصنا مقالة خاصة بعنوان "يوم عرفة ".
والأضحية عادة ما تقسم إلى ثلاثة أقسام قسم يوزع على الفقراء والمساكين والمحتاجين وثلث للأصدقاء والجيران ... إلخ والثلث الآخير لأهل صاحب الأضحية (وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُم مِّن شَعَائِرِ اللَّهِ لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا صَوَافَّ فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ كَذَٰلِكَ سَخَّرْنَاهَا لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (الحج: 35)).
وهذه من إحدى نعم الله علينا التي لا تعد ولا تحصى وهي لحم الأضحية يأكل منها الجميع وجاء منع الإشتراك في أضحية الغنم والماعز حتى يكثر عدد المضحين وتكثر نعمة الله من اللحم على الناس أجمعين، علاوة على صلة الرحم وتقديم العيادي في هذه المناسبة وتبادل المعايدات بين الناس أجمعين والتي حث عليها الإسلام. اللهم أعز قيادتنا الأردنية الهاشمية بعزتك وأمتنا الإسلامية جمعاء وأنصرنا جميعاً على أعدائك أعداء الإسلام والمسلمين وبَلِّغ نعم الإسلام على خلقك أجمع. ونتقدم بأسمى آيات التهاني والتبريكات بعيد الأضحى المبارك لجلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم وولي عهده الأمين سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني المفدى والعائلة الهاشمية وجميع المسؤولين المنتمين للقيادة والوطن والشعب وعساهم جميعاً من عواده.