هاشم عقل: هذا هو مستقبل الطاقة والصراع الصيني الأمريكي وإلغاء أوبيك +
مدار الساعة - قال خبير الطاقة الاردني هاشم عقل إن امريكا تخطط الى تحالف دولي من كبار منتجي النفط والغاز في العالم باستثناء ايران وروسيا وفنزويلا والهند، للضغط على الصين لضرب اقتصادها دون اللجوء الى الخيار العسكري.
وحول مستقبل الطاقة والصراع الصيني الامريكي وإلغاء أوبيك أشار عقل إلى أن علاقة امريكا بالصين اصبحت لها مفرداتها مثل الارتباط والاحتواء والمواجهة وغيرها لكن الواقع ان الصين قوة حقيقية تفرض اجندتها داخليا وخارجيا وتستطيع الصمود ضد كل انواع العقوبات.
لذا السلاح الأقوى تاثيراً وهو النفط الذي لحأت اليه امريكا عام ١٩٤١ وحظرت تصدير النفط الى اليابان لكن اليوم استحالة تنفيذ ذلك لوجود مصدر كبير للنفط هو روسيا وإيران
وشدد على أن امريكا تخطط الى تحالف دولي من كبار منتجي النفط والغاز في العالم باستثناء ايران وروسيا وفنزويلا والهند ، للضغط على الصين لضرب الاقتصاد الصيني دون اللجوء الى الخيار العسكري.
وقال: لقد استخدمت الطاقة اكثر من مرة كسلاح وهو هنا حتما سلاح في المواجهة الامريكية الصينية وذلك نظرا لاعتماد الصين على النفط وهو السلاح الرئيسي وهذا ما فعلته امريكا مع اليابان عام ١٩٤١ حين دخلت في حرب معها ويميل التاريخ لتكرير نفسه.
وبناء على الانقسام في قطاع الطاقة تدخل ترامب لدى السعودية وروسيا لتوقيع اتفاق أوبيك + لتخفيض الانتاج لرفع السعر لمصلحة امريكا اولا والضغط على الصين ثانيا، لذا ينتظر أوبيك محادثات صعبة مع امريكا مستقبلا.
لذا سيتعين خلال العامين القادمين على السعودية ودول الخليج وبعض الدول المنتجة الاختيار بين امريكا كضامن لأمنها او الصين كشريك اقتصادي، لغاية الان لا يوجد لهذه الدول خيار سوى الدخول في تحالف دولي مع بعض دول العالم بقيادة امريكا ضد الصين ولن يستطيع الإفلات من العضوية والاحتفاظ بحرية المناورة الا الدول الأكبر والاقوى على غرار الهند وروسيا وبعض الدول الأخرى.
ونتيجة لذلك سيكون لبعض منتجي النفط منافذ خاصة بهم ومحمية من المنافسين على العكس من ذلك تخاطر بعض الدول المنتجة مثل فنزويلا وإيران بالتهميش التام وفقدان حصتها السوقية وسيتعين عليها خفض الانتاج.
وقال عقل: في سياق العقوبات الامريكية بسبب انخفاض الطلب على النفط الروسي وآخرين وتجنبا للخسائر فسيتم توجيه الصادرات الروسية الى الصين مع وجود خطوط انابيب النفط بين روسيا والصين منها قديم وما هو تحت الإنشاء حيث تصبح روسيا المصدر الوحيد والأمن للصين في حالة العقوبات وحتى في حالة الحصار البحري. وهنا تتمكن روسا من زيادة الانتاج دون قيود وفي المقابل ستواجه أوبيك زيادة كبيرة في المعروض تستثني منه الصين كأكبر مستهلك أضف الى ذلك انخفاض الطلب على النفط بسبب الأزمة الاقتصادية العالمية وفي الوقت نفسه فان الضغوط الامريكية على روسيا لخفض الانتاج لن تحظى بالنجاح الا على حلفاء امريكا من دول أوبيك وتتحمل وطأة انخفاض الانتاج وبطبيعة الحال فان اتفاقية أوبيك + بلا معنى.
قد يستغرق هذا السيناريو بعض الوقت ولكن المثل الصيني القديم يقول رحلة الألف ميل تبدأ بخطوة.
