مدار الساعة - محمد العرسان - في سعيها لإعادة إنعاش قطاع السياحة قررت السلطات الأردنية فتح قطاع السياحة العلاجية ضمن إجراءات السلامة والصحة العامة، المملكة التي كانت تحصد ما يقارب 1.2 مليار دولار سنويا من السياحة العلاجية لوحدها شهدت تراجعا كبيرا بسبب جائحة كورونا.
يحاول الأردن اقتناص الفرصة وتحويل الأردن الى محج للزائرين والمرضى العرب لما يتمتع به من استقرار للوضع الوبائي في محيط عربي يخوض معارك مع فيروس كورونا وحروب داخلية طاحنة.
جهدت الحكومة ممثلة بوزارة السياحة بالترويج للسياحة العلاجية، والحديث عن أهمية أماكن السياحة العلاجية الطبيعية، إلا أن هذا الحديث لم يخرج من حدود الإعلام المحلي الأردني الذي لا يصل الى الفئة المستهدفة خصوصا في دول الخليج العربي.
تفتقد المملكة لاستراتيجية ترويجية للسياحة العلاجية التي قد تشكل "نفط الأردن"، مقارنة مع دول في الإقليم برعت في استخدام الإعلام الخارجي لخدمة منتجاتها السياحية، بينما يملك الأردن خبرة في مفهوم "الرحلات العلاجية" كاستقبال المرضى من دول الخليج أو جرحى من دول فيها صراع مثل ليبيا واليمن.
واذا ما بقينا في تركيا، تحصد اسطنبول وحدها دخل يقارب المليار دولار سنويا من رحلات زراعة الشعر، وهو ما يقارب الدخل المتأتي من السياحة العلاجية في الأردن برمتها، السر يكمن في الترويج للسياحة العلاجية.
تقدم المراكز الصحية في تركيا رحلات استجمام وزيارة الأماكن السياحية لكل مريض أو من يريد زراعة الشعر، بينما تنفق ملايين الدولارات على الترويج عبر شبكات التواصل الاجتماعي واستضافة المؤثرين والصحفيين للكتابة عن أماكنها السياحية.
الأردن مهيأة ليكون محجا للسياحة العلاجية لما تتمتع به المملكة من أماكن السياحة العلاجية الطبيعية مثل: شلالات ماعين، والحمة، وأملاح البحر الميت التي يسرقها العدو الإسرائيلي ويتاجر بها ا في دول أوروبية، لكن التفكير ينحصر في الرحلات العلاجية داخل المستشفيات دون الاهتمام بـ مفهوم "بالسياحة العلاجية".