كتب: أ.د.أحمــد ملاعبــة
(خبير التعليم العالي في الاردن والمانيا وامريكيا)
سعت جامعات عالمية مرموقة، إلى إيجاد برامج وتخصصات أكاديمية في حوالي أكثر من 90 تخصص منها الطبية والهندسية والأدبية والعلوم السياسية والإدارة،وحققت نجاحا يصل إلى الحد المطلق في النجاح وعدد المنتسبين، وبلغ عدد المقبولين في الجامعات مثل بنسلفانيا وسنترال فلوريدا وكولومبيا في نيويورك وجامعة هارفارد الأمريكية أرقاما قياسية تتراوح ما بين 5 آلاف -60 ألفا، وإحتلت جامعة بنسلفانيا الأمريكية على سبيل المثال، المركز 19 عالميا، حسب قائمة تصنيف"QS"العالمية، كما إستحدثت برامج في التعليم عن بعد يلتحق بها آلاف الطلبة، وخصصت بعض الجامعات العالمية ما نسبته من 5%-25% من مجموع طلبة الجامعة للإلتحاق في برامج التعليم عن بعد، ومعظم هذه الجامعات يفضلها الطالب لإكمال دراسته عن بعد، لأنها تعطيه فرصة ليبقى في بلده، ولا تتطلب منه السفر والتنقل والسكن في بلاد جديدة.
مر العالم خلال الأشهر الماضية وتحت مطرقة جائحة كوفيد 19، بتجربة فرضت التعليم الإلكتروني والتعليم عن بعد كأحد الحلول لإنقاذ التعليم من التوقف او الموت، وبالفعل نجحت دول كثيرة في تجاوز هذه المرحلة، من خلال البرامج الذكية والعملية، ووفرت خبراء وأكاديميين يحاضرون من أماكن متعددة، لتبث محاضراتهم على المنصات الإلكترونية الإفتراضية إلى كافة الأماكن الجغرافية في الوطن العربي والعالم، وإستطاع الطلبة التسجيل في كشوفهم وتحصيلهم مواد بدأت بالدراسة التقليدية بالحضور أمام أعين المحاضر في القاعة الجامعية، وتم إكمالها عبر البرامج المخصصة، مثل زوم أو مايكروسوفت تيمز أو "فري كونفرانس كول"، وغيرها الكثير حتى إنهم قدموا إمتحاناتهم عبرها، واصبح المطلب الجزئي لكل جامعة بأنشاء كلية التعليم عن بعد لحين إنشاء جامعة التعليم عن بعد.
وفرت الظروف الاستثنائية بسبب الأزمات والكوارث الطبيعية والبشرية وتقطع السبل في إستمرار الدراسة، إضافة إلى أن الكثير من الطلبة المتشوقين وأصحاب الطموح الذين يتطلعون لإكمال دراستهم لدرجة البكالوريوس والماجستير والدكتوراه حققوا آمالهم من خلال التعليم عن بعد، وهناك فرصة متاحة لتأسيس جامعة وطنية للتعليم عن بعد في الأردن، ويجب ان تؤخذ هذه الجامعة على محمل الجد، ويتم إنشاؤها حسب الجامعات العالمية التي سبقتنا ونجحت في التجربة الإليكترونية فلقد سبقتنا دول أوروبية وأمريكية وخليجية في هذا النوع من التعليم وغيره مثل التعليم التعاوني والتفاعل.
ومن الجدير بالذكر أن هنالك جامعات عالمية تضم أعدادا هائلة من الطلبة مثل جامعة الشعب (أو الناس) الأمريكية Uo people بدون رسوم، والتي تعتمد في دخلها على القاعات الصفية الإفتراضية ،وعلى الساعات التشغيلية للإنترنت والبرامج الذكية،وهذا ما يدعونا للمبادرة، وأن نكون السباقين لإنشاء مثل هذه الجامعة في الأردن.