مدار الساعة - بعد يوم واحد على إطلاق بروتوكول استقدام مرضى السياحة العلاجية، تعالت الأصوات المتحفظة على بعض بنوده، وعلى ما وصفه عدد من مديري المستشفيات "تغييبهم عن طاولة الحوار مع الجهات المختصة"، قبل إعلانه.
سعيد: "الجمعية تمثلنا لكن لا تشاورنا"
الدكتور باسم سعيد، مدير مستشفى عمان الجراحي، قال "إن جمعية المستشفيات الخاصة تمثلنا لكن لا تشاورنا".
واعتبر الدكتور سعيد أن البروتوكول اتخذ بطريقة وصفها "بالديكتاتورية"، فالجمعية صاغت بنوده دون الرجوع لمدراء المستشفيات الخاصة للخروج بنتيجة أفضل، وفقا لقوله.
وأظهر الدكتور سعيد قلقه من أن يضاعف اشتراط حجر المريض القادم من الخارج لمدة 14 يوما، فاتورة العلاج على المرضى، وعلى المستشفيات، وقال "ثم نلام على ارتفاع تكلفة العلاج لاحقا"؟
وذهب إلى اعتبار أن البروتوكول "دعاية اعلانية" في مضمونه وتوقيته، إذ أن الوضع المالي للمرضى القادمين من الخارج لا يحتمل الاقامة بالمستشفى أو بالفندق طوال مدة الحجر، عدا عن حرمان المواطنين من الاستطباب في المستشفيات نظرا لشغور مرافقها لذات السبب.
حياصات: قرار الحجر ليس منطقيا ولا عمليا
وزير الصحة الأسبق، مدير مستشفى الكندي الدكتور علي حياصات، قال إن الحجر سيرتب كلفا خيالية على المرضى، الذين قد لا يقبلون الحجر بين جدران المستشفى 14 يوما، خاصة أن بعض الإجراءات العلاجية تستغرق فترة قصيرة.
ويرى الدكتور حياصات، أن قرار الحجر ليس منطقيا ولا عمليا، فالمرضى يمرون بعدة مراحل من الفحص قبل وصولهم المطار، ما يقلل احتمالية اصابتهم بالعدوى، وبالتالي لا داعي للحجر 14 يوما.
ويضيف " المصلحة الوطنية تقتضي هندسة قرارات مرنة وقابلة للتطبيق ومنصفة لكل من المرضى والمستشفيات".
وحول استقدام المرضى من الدول وفقا للوضع الوبائي، قال حياصات :ان هذه الفكرة ليست دقيقة، فالوضع الوبائي يقدر وفقا لعدد المصابين بكورونا بالنسبة لعدد سكانها، وليس لعدد المصابين في الأردن، مشددا على ضرورة تقييم كل حالة قادمة وفقا لخصوصية وضعها وليس بالتعميم.
وحذر الدكتور حياصات من أن يصبح شرط الحجر أو أي تعقيدات أخرى، مدعاة لهروب المرضى إلى بلدان أخرى، وخسارة الدخل المتأتي من هذا القطاع الحيوي، الذي ينعش سلسلة من قطاعات اقتصادية أخرى.
وتابع "الأولى فتح الحدود أولا أمام السياحة العلاجية، فالمريض يتعامل مع مستشفيات وكوادر طبية مؤهلة ومدربة".
وأشاد الحياصات بالجهود الحكومية إلى جانب إدارة الأزمات ولجنة الأوبئة وجميع الأطراف المعنية التي احسنت التعامل مع جائحة كورونا حتى اللحظة.
كما عرج الحياصات على أهمية دعم الملك لقطاع السياحة العلاجية، وقال "رؤية جلالته سابقة للجميع" واعتبر أن هذه دعوة ملكية لجميع الأطراف لتسريع عجلة الانجاز والانتاج، لإعادة الألق للقطاع الطبي حتى لا نتأخر عن العالم.
الأحمد: لا نعلم كيف صاغت الجمعية البروتوكول
من جانبه، أكد مدير مستشفى الاستقلال، أحمد الأحمد، إنه لا يعلم كيف صاغت الجمعية البروتوكول وعلى أي أساس، من حيث المستشفيات المعتمدة لاستقبال السياحة العلاجية وعددها 13، أو من حيث الدول المسموح الاستقدام منها، لافتا إلى أن بعضها ليست أسواقا رافدة للسياحة العلاجية .
وأعرب عن امله في أن تأخذ الجمعية لاحقا بعين الاعتبار أهمية مشاورة أعضائها، للخروج بنتائج أفضل فيما يخص القطاع، وقال " نأمل أن ننتقل من الاستهلاك الاعلامي الى الترجمة العملية بعد دعم الملك ".
البشير: اقتراح بالسماح للمرضى بقضاء الحجر في الفنادق
فيما تباينت ردود الأفعال بين مستشفيات أخرى، كالأردن والخالدي، والاستشاري والاسلامي.
كلا من الدكتور عبدالله البشير مدير مستشفى الأردن، والدكتور موسى صالح مدير مستشفى الاستشاري، اعتبرا أن فترة الحجر ضمانة لاستقرار الوضع الوبائي في البلد.
البشير قال إن الأولوية في البروتوكول الحفاظ على المريض والكوادر الصحية، ونوه إلى وجود اقتراح بالسماح للمريض بقضاء فترة الحجر في الفنادق، إذا أنهى إجرائه العلاجي.
وأضاف، شاركت مستشفيات مجلس الإدارة " الأردن، التخصصي، الإسراء، فرح " بنقاشات الجمعية حول البروتوكول، مشيرا إلى أن المستشفيات القادرة على العزل تقدمت بطلب لاستقبال المرضى من الخارج.
صالح: تطبيق "السوار الالكتروني قد يحل المشكلة"
من جانبه، قال الدكتور صالح، إنه يوازن كطبيب بين خطورة الوباء وكرجل أعمال وإداري أهمية الاقتصاد والاستثمار وانعاش القطاع الذي تعتاش على دخله مئات الأسر الأردنية.
وأضاف، أن تطبيق "السوار الالكتروني" قد يحد من مشكلة القادمين من الخارج سواء مغتربين أو مرضى عرب، مبينا أن الأردنيين القادمين من الخارج في الصيف يشكلون نسبة دخل توازي تقريبا الدخل العائد من المرضى غير الأردنيين.
الخالدي: "التجربة ستحدد نجاح البروتوكول"
الدكتور وليد الخالدي مدير مستشفى الخالدي، اعتبر أن البروتوكول بادرة جيدة، على أن التجربة على أرض الواقع ستحدد مدى نجاحه، وفق رأيه.
الذنيبات: "البروتوكول لم يعمم رسميا"
فيما قال الدكتور محمد ذنيبات مدير المستشفى الاسلامي، إنه حضر اجتماعات الجمعية باعتباره عضو هيئة إدارية، وأن وزارة الصحة خاطبت المستشفيات الخاصة من خلال الجمعية، لتقديم طلبات استقبال المرضى من الخارج، وفقا لجاهزيتها.
ولفت إلى أن البروتوكول يراعي جوانب الأمان لدى مرتادي المستشفى، وقال " لا يجب أن نتشدد أو نتساهل أكثر"، لافتا إلى أن البروتوكول لم يعمم على المستشفيات رسميا.