مدار الساعة - توالت الضربات الموجعة التي عصفت بأصحاب القوارب الزجاجية في العقبة، مما هدد من أمن واستقرار العاملين في القطاع الذي يعتبر شكل أساسي من أشكال السياحة في محافظة العقبة، فبعد أيام قليلة من مرور عاصفة "التنين"، التي ضربت بلاد البحر الأبيض المتوسط في آذار/ مارس، وأدت إلى نشوب حالة من عدم الاستقرار الجوي، وإلحاق الضرر بـ16 قارب زجاجي؛ لتتبعها عاصفة "كورنا المستجد" وتبعاتها الاقتصادية.
يعد قطاع القوارب الزجاجية في العقبة أحد القطاعات المجتمعية الهامة المرتبطة مباشرة بالبيئة البحرية، ويوجد حالياً ما يقرب من 97 قارب زجاجي، ويعمل في هذا القطاع 200 شخصاً مسجلاً في جمعية أصحاب القوارب الزجاجية، بحسب رئيس الجمعية أحمد ياسين.
يقول ياسين خلال حديثه لـ"المرصد العمّالي الأردني": "أن مفوضية العقبة قامت بجمع مبلغ ما يقارب 160 الف ديناراً عبر "صندوق تكافل"، والذي خصصته المفوضية للمتعطلين عن العمل خلال فترة الحظر الشامل والجزئي. من ضمنهم: سائقو القوارب الزجاجية، سائقو التاكسي، الحرفيين.
وأضاف:"صحيح نحن أكثر قطاع متضرر، لكن لم نحصل إلا على 50 ديناراً للشخص الواحد، وما أخذ غير 90 شخصاً من أصل 200 أرسلنا أسمائهم".
أكد "أبو يامن" مالك وسائق أحد القوارب الزجاجية خلال حديثه مع "المرصد العمّالي الأردني"، على صعوبة أوضاع العاملين في قطاع القوارب الزجاجية، فمن خلال تطوعه مع جمعية أصحاب القوارب الزجاجية اطلع على كشوفات السائقين والعاملين على القوارب.
وبيّن: "كنت اعبي كشوفات للناس المحتاجة وأغلبهم كان ما عندهم دخل. بعرف واحد عرض مكيف بيته للبيع".
يلفت "أحمد" صاحب أحد القوارب الزجاجية، والذي التقاه "المرصد العمالي الأردني" على متن مركبه، أن أغلب العاملين كسائقين على القوارب الزجاجية من الشباب.
ويستكمل حديثه: "أغلب اللي بشتغلوا على البحر بتلاقيهم عزابية، لأنه الوضع هذا ما بطعمي خبز".
يعتبر أصحاب القوارب الزجاجية أشخاص عاملين في (قطاع المشاريع الصغيرة)، والذي يتضمن بالإضافة للقوارب: جمعية الصيادين، ومشغلي قوارب النزهة، وجمعية العقبة للغوص ومراكز الغوص والفنادق الصغيرة، وتعمل القوارب الزجاجية الصغيرة في منطقة الشاطئ الأوسط؛ حيث تقوم بجولات بحرية داخل خليج العقبة، يشاهِد من خلالها السائح العديد من الأسماك والأحياء البحرية من خلال لوح زجاجي موجود داخل القارب.
إلا أن العاصفة التي ضربت مدينة العقبة في منتصف آذار/ مارس، حالت دون أن يستطيع السواح رؤية "الأحياء البحرية" وذلك بسبب تكسير العاصفة للشعب المرجانية، وإحداث "خدوش" على زجاج القوارب بسبب تراكم الأحجار الصخرية بعد العاصفة، خاصة؛ ميناء الصيادين، وعدم الاهتمام الكافي من قبل "خدمات المدينة" بتنظيف مخلفات العاصفة، كما وصلت شكاوى عديدة موثقة بالصور لـ"المرصد العمَالي الأردني"، حيث تبلغ تكلفة صيانة القارب الواحد إلى 500 ديناراً.
حددت سلطة العقبة تسعيرة ركوب القوارب الزجاجية بـ: 15 ديناراً (لجولة الثلث ساعة)، و25 ديناراً (لجولة النصف ساعة)، و45 ديناراً (لجولة الساعة الكاملة)، لكن الكثير من أصحاب المراكب الخاصة الذين قابلناهم في العقبة يقولون أن هذه الأسعار مستحيلة في ظل أزمة "كورونا المستجد"، لذا قام الكثير منهم بتخفيض الأسعار إلى 10 دنانير، 15 ديناراً، 25 ديناراً (لكل ثلث ساعة، نصف ساعة، وساعة كاملة، على التوالي).
ويذكر أن مطار الملك الحسين الدولي في مدينة العقبة استكمل البرنامج التشغيلي والتجهيزات المطلوبة للبدء باستقبال الطائرات وعودة الحركة الجوية الداخلية بين عمان والعقبة، يوم الأربعاء 17حزيران/ يونيو، وقال رئيس سلطة العقبة الاقتصادية الخاصة المهندس نايف بخيت في تصريح صحفي، إن فنادق العقبة بمختلف تصنيفاتها تشهد إقبالًا متزايدًا من الزوار وفق إجراءات احترازية صحية تتناسب والمعايير الدولية في مكافحة وباء كورونا.