من العادات السيئة التي استحكمت بالمجتمع الأردني، خلال السنوات الماضية، وتحولت إلى ممارسة سلبية ضارة، عادة التأجيل والتسويف، من خلال البحث عن أسباب وابتداع أعذار لتأجيل الإنجازات والإلتزامات، وكلها إفرازات لحالة الكسل المسيطرة على المجتمع الأردني، من أمثلة ذلك إن الأردنيين يبدأون قبل رمضان بوقت طويل بتأجيل المواعيد والإلتزامات إلى مابعد رمضان، حتى إذا ما انتصف رمضان صار التأجيل إلى مابعد عطلة العيد، والغريب إن نسبة كبيرة من هؤلاء الذين يربطون تأجيل الأعمال والإلتزامات إلى مابعد رمضان، وإلى ما بعد عطلة العيد، هم من الذين لا يصومون رمضان، ولكنهم يصرون على التذرع برمضان لممارسة الكسل ثم يحتفلون بالعيد رغم إن العيد شعيرة دينية متممة لشعيرة صوم رمضان التي لا يمارسونها.
وكما يتذرع الأردنيون برمضان وعيد الفطر لتأجيل الإنجازات والإلتزامات، فانهم يتذرعون كذلك بعيد الأضحى والحج، وبعيد الميلاد المجيد ورأس السنة، كما يتذرعون بسقوط الثلج لتعطيل الأعمال وتأجيل الالتزامات، رغم إن بلاد العالم التي تشهد تساقطا للثلوح أضعاف تساقطه في بلادنا، لا تتعطل بها الأعمال ولا تؤجل بها الإنجازات والإلتزامات.
ومثلما يتفنن الأردنيون في استغلال المناسبات والأحداث العامة لتأجيل الأعمال والإلتزامات، فانهم يتفوقون في إيجاد الأعذار الشخصية لتأجيل أعمالهم والتزاماتهم، وابسط صور ذلك إنه إذا توفي فرد من القبيلة سارع أفراد القبيلة للتذرع بهذة الوفاة للغياب عن العمل، ولتأجيل الاعمال والإلتزامات، ناهيك عن الإجازات المريضة والعرضية، التي يتذرع بها أبناء مجتمعنا للتوقف عن العمل, وبحسبة بسيطة نجد أن الأردني يقضي أكثر من نصف العام متغيباً عن العمل, علماً بأن نسبة إنتاجية الأردني في بلده متدنية جداً.