مدار الساعة - يعتبر مهند المحارمة من أبرز المواهب الكروية التي أنجبتها الملاعب الأردنية، حيث كان مؤهلًا لخوض تجارب احترافية ناجحة، لولا خطأ طبي قضى على مستقبله الكروي.
المحارمة الذي يشغل حاليًا منصب المدير الإداري للجزيرة، حيث أبدى حزنه لما حدث معه طوال مسيرته في الملاعب.. وإلى نص الحوار:
حدثنا عن بداياتك مع كرة القدم
تدرجت ضمن الفئات العمرية لسحاب، وعندما تأهبت للظهور مع الفريق الأول، خضنا ودية مع شباب الأردن وشاهدني مدربه آنذاك عيسى الترك، حيث أعجب بقدراتي، ويومها سجلت هدفين، وانتقلت لصفوف فريقه.
كم بلغت قيمة انتقالك لشباب الأردن؟
كان ذلك عام 2003، قبل دخول الكرة الأردنية عصر الاحتراف، وتم انتقالي لشباب الأردن نظير 20 ألف دينار أردني، ولعبت له حتى 2008. بعد دخول الكرة الأردنية عصر الاحتراف كنت صاحب أغلى صفقة في تاريخ الصفقات المحلية، حيث وقعت لشباب الأردن على عقد احترافي لمدة موسمين نظير 150 ألف دولار.
وساهمت طوال هذه السنوات، في إحراز العديد من البطولات مع شباب الأردن، منها بطولة كأس الاتحاد الآسيوي، حيث قدمت معه أفضل مواسمي.
ما حكاية احترافك في القادسية السعودي؟
بعد مرور موسم على عقد الاحترافي مع شباب الأردن، انتقلت للقادسية السعودي مقابل 200 ألف دولار، 60 ألف دولار للنادي الأردني، و140 ألف دولار لصالحي.
حدثنا عن تفاصيل إصابتك مع القادسية
بعد توقيعي للقادسية، أقمنا معسكرًا في ألمانيا استعدادًا للموسم الجديد، ومن الفرق السعودية التي كانت تعسكر هناك، النصر والاتفاق. ظهرت بصورة مميزة في المعسكر، حتى أن ممثلين من النصر والاتفاق حضروا تدريبات القادسية وأعجبوا بقدراتي.
وعند العودة للسعودية، كنا نخوض التدريبات الأخيرة لمواجهة الفتح في مستهل مشوارنا بالدوري. وفي هذه الأثناء، كان القادسية يسعى لتمديد عقدي لمدة 3 مواسم، لكن وكيل أعمالي طالبني بالتريث.
لكنك لم تظهر مع القادسية في الدوري السعودي؟
نعم صحيح، آخر تدريب للفريق، تعرضت للإصابة في الرباط الصليبي. الجهاز الفني للقادسية كان مقتنعًا بقدراتي، الإدارة أعلنت جاهزيتها لعلاجي، واقترحت عليّ السفر لفرنسا أو ألمانيا.
شاءت الأقدار أن يتعرض في نفس الفترة، لاعب اتحاد جدة، نايف الهزازي لإصابة في الرباط الصليبي، فتعالج عند طبيب سعودي، فخضعت للعملية عند نفس الطبيب.
هل نجحت العملية؟
الطبيب في ذلك الوقت وبعد الكشف السريري، قام باستئصال جزء من العضلة الخلفية ووضعها على منطقة الرباط، وطلب مني الخضوع لبرنامج تأهيلي.
عدت إلى الأردن وواصلت برنامجي التأهيلي رغم شعوري بوجود ارتخاء بالعضلات. وبعد مدة تواصل معي القادسية وطلب حضوري، وأخبرته أنني بحاجة لمزيد من الوقت لكني في النهاية رضخت لطلب النادي.
ماذا حدث بعد ذلك؟
بعدما عدت للسعودية، تم إشراكي في تدريب الفريق، لكني لم استطع استكماله، ليقترحوا فكرة فسخ العقد، وبالفعل أجريت مخالصة مالية وعدت إلى الأردن.
ماذا فعلت في الأردن؟
عرضت نفسي على أحد الأطباء الأردنيين، وأبلغني أنني بحاجة لعملية جديدة في الرباط الصليبي على أن أعود بعدها إلى الملاعب، وافقت وللأسف فشلت العملية، وحدث يومها خلاف حاد بيني وبين الطبيب.
ماذا كان موقف الاتحاد الأردني حينها بصفتك لاعب منتخب وطني؟
تدخل الأمير علي بن الحسين رئيس الاتحاد، حيث أصبحت إصابتي مثار حديث وسائل الإعلام التي كانت قد اختارتني لموسمين متتاليين كأفضل لاعب في الأردن قبل انتقالي للقادسية.
بجهود الأمير علي، تم تأمين علاجي في مستشفى اسبيتار، وأقمت في أفضل الفنادق مع وجود سيارة خاصة تحت تصرفي.
هل وجدت الحل في مستشفى اسبيتار؟
كشف على إصابتي، رئيس القسم بمستشفى اسبيتار، وهو طبيب فرنسي، وأكد لي أن وضع ركبتي سيئ للغاية، والحل يتمثل في زراعة رباط طبيعي، وسيتم إحضاره من أمريكا، وأجريت العملية بنجاح.
لو تلقيت علاجي منذ البداية في مستشفى اسبيتار، لما كنت بحاجة لزراعة الرباط، هذه الأخطاء الطبية قضت على مستقبلي الكروي.
هل أكملت مسيرتك الكروية؟
بعد زراعة الرباط، كنت متسلحًا بالإصرار والتصميم على العودة، وقعت للفيصلي عام 2012 وكان الفريق بحاجة لاستعادة ألقابه بعد سيطرة الوحدات.
ومع الفيصلي حصدنا كافة البطولات، قبل أن تناط المهمة لراتب العوضات والذي ساهم في رفع جاهزيتي البدنية.
من الفيصلي إلى المنتخب.. ماذا حدث؟
بعد موسمي الناجح مع الفيصلي، قام فينجادا باختياري لتشكيلة منتخب الأردن، وشاركت في مباراة ودية أمام الكويت، وبعد ذلك بدأت أشعر بوجود ألم في ركبتي.
في موسم 2016-2017، انتقلت للجزيرة ولم أشارك كثيرًا في المباريات، ليتم تعييني مساعدًا للمدير الإداري عامر عدس رحمه الله.
وفي موسم 2017-2018، عينت رسميًا مديرًا إداريًا للجزيرة، واكتسبت الخبرة الكافية من عامر عدس.
هل تشعر بالحزن لعدم إكمال مسيرتك الكروية؟
حزين لما رافق مسيرتي الكروية من تحديات صعبة، طموحاتي كانت كبيرة، أمنيتي الوحيدة نيل رضا الوالدين.
ماذا عن قصة مستحقاتك المتراكمة على الجزيرة؟
تبلغ قيمة مستحقاتي 13 ألف دينار، تنازلت عن جزء منها قبل أيام تقديرًا للفريق العريق ولإدارته التي تعمل بإخلاص، وهي من أبرز الداعمين ماليًا للنادي.
أود هنا توضيح أمر ما، حيث سلمتني إدارة الجزيرة ما يقرب من 11 ألف دينار لتوزيعها على اللاعبين، وتردد حينها للأسف، أنني قمت بغلق هاتفي للاستيلاء على المبلغ المخصص للاعبين.
ما حدث معي أن هاتفي فرغ شحنه وكنت مرتبطًا بظرف عائلي، مما أدى لتأخري في تسليم مستحقات اللاعبين لعدة ساعات، لتكثر التكهنات، علمًا بأنني سلمت المبالغ لأصحابها يدًا بيد في المساء.
كووورة