احتفلت الاسرة الصحفية الاردنية ،اول امس ، الثلاثاء، الثاني من حزيران بالعيد التاسع والاربعين لانطلاقة صحيفة الرأي الغراء التي جاءت بأمر من رئيس الوزراء الراحل الشهيد وصفي التل في وقت كان الاردن احوج ما يكون لصحيفة ترد على الدعوات التي كانت تحاول النيل من الاردن. وقد جاءت بعد وقت قصير من اطلاق التلفزيون الاردني ووكالة الانباء الاردنية لتكوّن مع الاذاعة التي انطلقت قبل ذلك بكثير اعلام الدولة الاردنية.
في العام 1996 كلفنا المرحوم عميد الرأي محمود الكايد ، كل من الاستاذ عبدالله حجازي والمرحوم حازم مبيضين والزمل باسل الرفايعة وكاتب السطور، باصدار كتاب عن الرأي في عيدها الخامس والعشرين .وعندما انتهينا من وضعه اختار له الراحل الكايد عنوان ( الرأي : مسيرة عطاء من جيل الى جيل). والحقيقة ان هذا العنوان اللافت ينطبق بالضبط على الرأي اذ لا يزال يتعاقب عليها الاجيال من الصحفيين والكتاب الذين اثروا الحياة الثقافية والادبية والصحفية.
لقد دخلت الى الرأي في عام 1993 مندوبا صحفيا يغطي الوزارات وانتهيت الى ان وصلت الى رئاسة مجلس الادارة في العام 2015 وتركنا الراي في عهدة امينة من الصحفيين من الاجيال التي تلتنا ليقود مسيرتها المتميزة.
لقد وقفت الرأي مع الدولة الاردنية في كل معاركها الداخلية والخارجية وكانت دوما بوصلة للكثير من الصحفيين والسياسيين ممن كانوا يتطلعون كل يوم الى افتتاحية الرأي والى زوايا كتابها المرموقين. واليوم والرأي، مثل شقيقاتها من الصحف الاردنية، تعاني من تراجع المبيعات والاعلانات وتراكم الديون ،هي بحاجة الى وقفة من كل مؤسسات الدولة الاردنية الرسمية والخاصة للخروج من ازمتها المالية الطاحنة. وستبقى الرأي منبرا لكل الدولة الاردنية ولا مناص منها ابدا ومن عناوين صفحتها الاولى المميزة الداعمة لجهود جلالة الملك وتوجهاته في كل المجالات. افلا تستحق الدعم لتستمر بكل هذا المجهود الوطني؟
نحن ما زلنا بحاجة الى الصحافة الورقية الوطنية وما زال كثير من القراء لا يبدؤون يومهم ، مع قهوة الصباح ، الا بصحبة الرأي او اي من شقيقاتها الصحف الاردنية.