مدار الساعة - أدّى تطبيق كوريّ جنوبي، يتعقّب حركة السكّان للمساعدة في كبح انتشار فيروس كورونا، إلى عوارض جانبيّة لم تكن في الحسبان، إذ فضح أولئك الذين يقومون بخيانة شركائهم.
ورأى فيلم وثائقي عرضته "القناة الرابعة" Channel 4 بعنوان "البلد الذي هزم الفيروس: ما الذي يمكن أن تتعلّمه بريطانيا؟، أنّ ذاك البلد الذي احتُفي بطريقة تعامله مع جائحة كوفيد 19، حقّق نجاحه بالدرجة الأولى بفضل عمليّة تعقّب ورصد واسعة النطاق.
وعلى الرغم أن كوريا الجنوبيّة هي من أولى الدول التي تعرّضت لتفشّي الفيروس، بعد الصين، فهي لم تُسجّل أكثر من 260 حالة وفاة، بالمقارنة ببريطانيا التي سجّلت أكثر من 33 ألف وفاة.
وكان من أبرز الوسائل التي اعتمدتها الحكومة الكوريّة الجنوبيّة في مواجهة الفيروس تطبيقَ تعقّب مُتطوّر، يكشف المواقع التي يتواجد فيها الأشخاص، ويُخطر الذين تواصلوا أو يتواصلون معهم في حالة إصابتهم بكوفيد 19.
ومقابل فعاليّته كوسيلة لكبح الفيروس، بدأ ذلك التطبيق، وفق ما قال كريشنان غورو مورثي على القناة الرابعة، "بتقصّي حياة المرضى الخاصّة إلى درجات غير اعتياديّة".
وشرح أحد الكوريين الذين ظهروا في الوثائقي كيفيّة إطلاق التطبيق تحذيراً على هذا النحو، مثلًا، "ذكر، 58 سنة، موظّف مصرفي، مرّ في هذه المنطقة، زار هذا الفندق في هذا الوقت، وبعد ذلك ذهب إلى السينما".
وأضاف المتحدّث "بعض الناس قد يصل النقاط بعضها ببعض، فيقول، مهلًا، أعرف شخصاً في عمر الـ58، ويعيش في هذه المنطقة، ويعمل في مصرف.
وثمّة حالات ترد يتواجد بعض الأشخاص فيها بأمكنة لا ينبغي لهم أن يكونوا فيها، كالفنادق والنُزل. وثمّة حالات كشفت شخصاً خلال خيانته شخصاً آخر".
لكن وعلى الرغم من انكشاف تلك النواحي في تطبيق التعقّب، يبقى الكوريّون عموماً غير معارضين لذاك التوغّل في حياتهم الخاصّة، حيث قال أحدهم "يؤثر الكوريّون سلامتهم على خصوصيّتهم".
وطرحت الحكومة البريطانيّة في الخامس من أيّار نسختها من تطبيق تعقّب المخالطة.
وتجري في الوقت الراهن تجارب على التطبيق في جزيرة ويت قبل تعميمه في أنحاء المملكة المتّحدة.
الفيلم الذي تقدم ذكره "البلد الذي هزم الفيروس: ما الذي يمكن أن تتعلّمه بريطانيا؟"عُرض على القناة الرابعة في 13 أيار. ويمكن اليوم مشاهدته على قناة "أول-4".