مدار الساعة - امين عام حزب التيار الوطني الدكتور صالح ارشيدات
يحتفل ابناء الشعب الاردني ومؤسساته الوطنية المختلفة كل عام بعيد الاستقلال ،
وهي المناسبة التي تغمر ذكراها الطيبة ربوع الوطن كله بالفخر والاعتزاز وتملا النفوس بالسرور والبهجة ويعيش الشعب امجاده وذكرياته وتضحيات رجالاته وجيشه العربي هيبة الوطن وعنوان امنه واستقراره، ويستعرض الشعب معها سجل تاريخه الطويل ومراحل جهاده الحافل بالتضحيات والآمال والدروس.
ويتطلع الاردنيون الى مناسبة عيد الاستقلال القريبة من مناسبة احتفالات مائة عام على تأسيس الامارة كمسيرة متصلة بالثوابت الأساسية للدولة الاردنية في الحرية والوحدة والعدالة الاجتماعية واتدماج للمشروع الوطني الاردني بالمشروع الهاشمي التحرري وادى ذلك الى تراكم الانجازات في كل نواحي الحياة الاساسية لخدمة وتطوير الانسان الاردني وخصوصا في محطة تطور العملية التربوية والتعليمية والتي ساهمت في وضع الاردن في خارطة الدول المتقدمة من حيث عدد المتعلمين وخفض نسب الامية الذي يشكل نواة اساسية لأي عملية تنموية في الحاضر والمستقبل لتنمية الموارد البشرية وكذلك في قطاع الصحة والخدمات الاجتماعية.
والاستقلال محطة لتعزيز الثوابت الوطنية المتراكمة وفي مقدمتها كرامة الانسان الاردني التي هي اساس نهضة الامة وتحقيق الحياة الافضل للإنسان الاردني وهو جزء اساسي من فلسفة وارث الحكم لدى الهاشمين انتصارا لمبادئ الحرية والعدالة والاستقلال وتعمق مفاهيم الاعتدال والوسطية في خطاباتنا الحياتية والسياسية التي ورثناها من مبادئ الثورة العربية الكبرى.
و عيد الاستقلال هو محطة تاريخية مضيئة في مسيرة تاريخ الاردن الحديث التي اسسها الملك الراحل حسين لتستمر في عهد الملك عبدالله الثاني مسيرة بناء الدولة الاردنية الحديثة وترسيخ دولة المؤسسات وسيادة القانون والاعتدال والوسطية والوحدة الوطنية والعيش المشترك لتحقيق التقدم والرخاء والانجاز والعدالة الاجتماعية وتحقيق الامن والاستقرار حتى بدا الاردن دولة عصرية حديثة ومزدهرة وتحمل مشروعها النهضوي بالحرية والاستقلال والحياة الفضلى للإنسان.
عزز الملك عبدالله منذ توليه سلطاته الدستورية مسيرة الاستقلال من خلال تطوير وترسيخ مؤسسات الدولة وتحقيق التنمية الشاملة المستدامة، وتعظيم المشاركة السياسية للاردنيين من خلال توزيع مكتسبات التنمية على كل الاردن والانفتاح على العالم من خلال بناء علاقات تقوم على الاحترام المتبادل مستندا الى ارث هاشمي ومحبة شعب ابي كريم
ويتابع الاردن اليوم بناء منظومة اصلاح شاملة تهدف الى بناء الدولة الحديثة دولة المؤسسات والقانون من خلال بناء مؤسسات النزاهة والشفافية والقضاء المستقل وتعظيم المشاركة السياسية والفكرية الحزبية في السياسة والعمل العام وتعزيز مفاهيم المواطنة المتكافئة الفاعلة وتعميق مفهوم الوحدة الوطنية ، وتحسين مستوى حياة المواطنين وتقديم احسن الخدمات الانسانية للمواطنين،
حيث استحدث الاردن خلال السنوات الماضية في عهد الملك عبد الله الثاني، مؤسسات ديموقراطية جديدة لتعزيز سيادة القانون وتطبيق العدالة، مثل المحكمة الدستورية ومؤسسات النزاهة والشفافية واللجنة الملكية لتطوير القضاء، والهيئة المستقلة للانتخاب.
ووفق التوجهات الملكية ولمواجهة تداعيات وباء كورونا القاتل تقوم الحكومة وبسبب توقف الاعمال والانتاج والخدمات لفترة غير محددة، والذي سيؤثر سلبا على وارداتنا المالية التقليدية، في اعادة ترتيب اولوياتها المالية والاقتصادي بهف حماية العاملين في القطاعات المختلفة وتقديم الدعم للقوى المتعطلة عن العمل في القطاع الخاص من خلال تقديم القروض الميسرة لهم وللأسر الفقيرة وتأمين استمرار الدراسة والتعليم من خلال تطوير ادوات التعلم عن بعد
كما باشرت المؤسسات الرسمية والوطنية المدنية بتحفيز الحوار الوطني حول استمرار عملية الاصلاح الشامل وعملية التحول الديموقراطي التي ينادي بها الملك، ويمر بها الاردن، حيث نشر جلالة الملك سبع اوراق نقاشية هدفها تعظيم المشاركة السياسية والثقافية وتفعيل دور المواطن ومؤسساته المدنية والاحزاب السياسية، في الوصول الى الدولة الحديثة والحكومات البرلمانية، من خلال تطوير التشريعات السياسية لتسهيل اجراء الانتخابات البرلمانية واللامركزية والبلديات، وتطوير العملية التربوية وبناء القدرات البشرية باعتبار التعليم جوهر نهضة الامة.
في عهد الاستقلال اكد الملك اهتمامه بالمرأة وتعظيم مشاركتها في القرار السياسي والاقتصادي وبالشباب الذين يشكلون 60% من السكان، ويستحقون فرصة لبناء المستقبل من خلال تفعيل الشراكة بين القطاعين العام والخاص وجذب الاستثمارات الاقتصادية لتوفير فرص عمل، ومن خلال تطوير التعليم النوعي والمناهج المدرسية وتدريب المعلمين وتعميم تقنيات المعلومات والاتصال لجعل الاردن بوابة نحو الاقتصاد المعرفي.
في المجال الانساني فقد عزز استقبال الاف من اللاجئين السوريين انطلاقا من انتمائنا العربي وارث الثورة العربية الكبرى التي يتحمل الاردن مسؤولياتها بشرف، قد حمل الاردن تبعات اقتصادية واجتماعية وديموغرافية هائلة. واليوم وبسبب الوباء القاتل كورونا فان الاردن بعرض تقديم خبراته الهائلة في محاربة الوباء القاتل للعالم كله.
وفي مجال القوات المسلحة فقد اصبحت قواتنا المسلحة والامنية خلال سنوات الاستقلال وفي عهد الملك عبدالله تحديدا في مقدمة جيوش دول الاقليم تجهيزا وتدريبا واستعدادا للدفاع عن الاردن والعرب ومحاربة الارهاب.
في ذكرى الاستقلال الرابع والسبعين فان شعبنا في كل مكان يحق له الاعتزاز بشرعية الانجاز التي حققتها قيادتنا الهاشمية بالإضافة الى الشرعية الدينية والتاريخية والسياسية التي رسخت تاريخ الدولة وحصنت حاضرها وفتحت افاق المستقبل لأجيالها وعلى الاردنيين جميعا واجب العمل على تعظيمها والدفاع عنها امام التحديات كلها، والحفاظ على الثوابت الوطنية الاردنية
وعلى راسها الوقوف خلف القيادة الهاشمية وقواتنا المسلحة، وتأكيد وحدة شعبنا من مختلف المنابت والاصول وتعزيز مفهوم العدالة الاجتماعية والمواطنة الفاعلة المتكافئة و صون حقوق الانسان.