بقلم بديعة الصوان
مما لا شك فيه أنكم سمعتهم عن تطبيق يحمل أسم " تيك توك " ,ومن لم يسمع بذلك التطبيق الذي تسلل لمجتمعاتنا كما الكورونا فأجتاح وتربع على عرش التطبيقات وأصبح بسرعة قياسية من أكثر التطبيقات شعبية ورواجاً بين المستخدمين وعلى وجه الخصوص " المراهقين ".
هذه التطبيق يسمح لمستخدميه تصوير فيديوهات قصيرة لمدة 15 ثانية أو أقل ,ويمنحهم خاصية التعديل وأستخدام الكثير من المؤثرات, وفي النهاية يخرج بفيديو قصير وباستخدامهم للوسم المناسب سيحصدون الكم الهائل من المشاهدات و "اللايكات", هذه الأمر لا يحتاج أفكار مبتكرة وخلاقة يكفي أن تشارك بتحدٍ ما أو أن تعيد تمثيل مشهد سينمائي أو مقطع من اغنية لتكون "شخصية مشهورة" .
كل من يعمل في مجال الإعلام وخاصا الذي يقدم "التقارير التلفزيونية " يعلم تماماً أهمية مدة التقرير لبقاء المُشاهد أطول فتره ممكنة أمام الشاشة , وبحسب bbc"" لا يمكن أن نحافظ على أنتباه المشاهد العربي أكثر من دقيقتين و 45 ثانية للمشاهد الامريكي ,هذه الدراسة تجعلنا نفكر بالأساس والغاية الذي عمل عليها مبرمجو التطبيق من جعل مدة فيديو التطبيق 15 ثانية أو أقل والتي قد تكون سبباً مهماً في تحقيق شهرة وشعبية هذه التطبيق الذي يدخل ضمن مفهموم الإعلام الجديد ,هذه الإعلام الذي أصبح متاحاً لجميع شرائح المجتمع (مع كامل تحفظي على ما يقدم فيه من محتوى ) .
أما فيما يتعلق بالمحتوى الذي ستشاهده على التطبيق فسيجعلك أمام خيارين لا ثالث لهما , فإما ستعجبك الفيديوهات أو ستقوم برمي جهازك من أقرب مكان يترافق معه شعورك بالسخط على ما شاهدته .
في الأردن , هيئة تنظيم قطاع الأتصالات حذرت مواطنيها من أستخدام التطبيق ودعت الأهالي لمراقبة أبنائهم,ذلك بعد أرتفاع أستخدام التطبيق منذُ بداية أزمة كورونا بمقدار 25% بحسب الشركات المزودة لخدمة الأنترنت في الأردن ,وبحسب الأحصائية فقد سجل زيادة أستخدام التطبيق في العالم , وخاصا بين فئة الشباب والمراهقين , ففي العام السابق سجل ما يقارب 1.5 بليون , حيث تقدر مدة الأستخدام نحو 52 دقيقة , ونحو 90% من مستخدمي "التيك توك " يستخدمونه عدة مرات يومياً .
أخيراً لا بد من الأشارة الى إن هذه التطبيق كشف عن حجم الأبداعات الهائلة لدى الشباب التي ينبغي علينا الأنتباه لها وتستحق ان يتم أستثمارها أستغلالها بما يعود عليهم وعلى مجتمعهم بالفائدة بعيداً عن مثل هذه التطبيقات الخطيرة .