انتخابات نواب الأردن 2024 أخبار الأردن اقتصاديات دوليات جامعات برلمانيات وفيات وظائف للأردنيين رياضة أحزاب مقالات مختارة أسرار ومجالس تبليغات قضائية مقالات الموقف شهادة جاهات واعراس مناسبات مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

مكافأة رمضان.. سرقها كورونا من أطفال الأردن

مدار الساعة,أخبار الأردن,اخبار الاردن
مدار الساعة ـ
حجم الخط

مدار الساعة - يعيشون اللحظة من دون أدنى تفكير بما يحدث أو سيحدث، فلا يفكرون بشيء سوى حصولهم على السعادة.

براءة تقترن بمرحلتهم العمرية، فكل ما يشغلهم هو الترفيه والاستمتاع، دون استيعاب لما يمر به العالم أجمع تحت وطأة جائحة فيروس "كورونا".

هذا هو حال أطفال الأردن، في ظل الجائحة التي حرمتهم كما باقي أطفال العالم من صيحات الفرح والضحكات، التي كانت تملأ الحدائق والمدن الترفيهية، قبل ظهور الفيروس، منذ أشهر.

في رمضان من كل عام، ومع ساعات الصيام الطويلة، كان الآباء يقصدون الحدائق والمدن الترفيهية، لقضاء وقت ممتع برفقة أطفالهم حتى ما قبل فترة السحور، باعتبارها مكافأة للأطفال في رمضان، خاصة الصائمين منهم، لكن الفيروس سرقها منهم.

الحدائق العامة والمدن الترفيهية في الأردن انطبقت عليها هي الأخرى إجراءات حكومية مشددة وتدابير احترازية؛ لمواجهة انتشار الفيروس، وباتت خالية من أي مظهر للحياة، وأصبحت ألعابها كتلا متجمدة، مع غياب الأطفال عنها، بحسب جولة لمراسل الأناضول في حدائق عامة ومدن ترفيهية بمحافظة إربد (شمال).

** هل فُتحت الحديقة؟

بكل عفوية، قالت "جنى" (7 سنوات) للأناضول: "بدنا (نريد) نلعب، والله من زمان ما رحنا (ذهبنا) للحديقة".

عمر العلي، أب لطفلين (4 سنوات و3 سنوات)، اعتبر أن "حرمان الأطفال من الاستمتاع بمدن الألعاب والحدائق، قلب كل الموازين بالنسبة لنا، وبات سؤالهم الدائم: هل فُتحت الحديقة؟".

وتابع العلي للأناضول: "نعلم أن الغاية من إغلاق الأماكن الترفيهية هو الحفاظ على الصحة العامة، لكن طول الوقت كان له أثر نفسي واضح على عموم الأطفال وأهاليهم، رمضان شهر المرح لهم، وهم (الأطفال) يعتبرون الذهاب للحديقة مكافأة لصيامهم، وتشجيعا لهم على أداء هذه الفريضة".

الحال لا يختلف بالنسبة لفاطمة الحسين، وهي أم لثلاثة أطفال، أكبرهم في التاسعة من عمره وأصغرهم 4 سنوات، حيث قالت للأناضول: "أبنائي لا يتوقفون عن سؤالي: متى رح توخذينا (سوف تأخذيننا) إلى الحديقة؟.. وكل يوم أقول قريبا إن شاء الله، حتى أن ابنتي الصغيرة كررت القول: أنتِ تضحكينا علينا (تكذبين علينا)".

وزادت بقولها: "نتمنى أن تنتهي هذه الأزمة، وتعود الأمور إلى ما كانت عليه.. قلقون من هذا المرض؛ فمع ظهوره اختلف كل شيء".

** خالية تمامًا

قال قاسم الروسان، مدير الحدائق والمنتزهات في بلدية إربد الكبرى، للأناضول: "تابعة للبلدية 24 حديقة عامة، وهي مغلقة تماما الآن أمام حركة الزوار، التزاما بالتعليمات الحكومية؛ لمواجهة انتشار كورونا".

وأردف: "الحدائق لم تغلق لأية أسباب فنية، وإنما صحية، فهي جاهزة في أي وقت لعودة استقبال الأطفال، لقضاء أوقات ممتعة برفقة ذويهم".

وأضاف: "كانت الحدائق تعج بالأطفال في شهر رمضان، خلال الأعوام السابقة، لكنها كما ترى خالية تماما، ليلًا ونهارًا".

** مدينة أشباح

محمد مازن الأمعري، أحد مالكي المراكز التجارية، قال للأناضول، إن "المدينة الترفيهية لدينا تحولت، منذ أن تقرر وقف استقبال الزوار منتصف مارس (آذار) الماضي، إلى مدينة أشباح".

واستطرد الأمعري: "كانت الحياة هنا تنبض بصيحات الأطفال وضحكاتهم التي تملأ أرجاء المكان، لكنها الآن خاوية من كل شيء".

وتابع: "أما بالنسبة للأثر الاقتصادي، فنحن كمراكز تجارية، ما يعزز الحركة الشرائية فيها هو مدن الألعاب.. التذاكر (بأسعار) رمزية، لكن العملية تكاملية، فعندما يأتي ذوو الأطفال للترفيه عنهم، لن يخرجوا دون شراء أي شيء، وبالتالي ينعكس على المحال الموجودة هنا".

واستدرك: "خسائرنا كبيرة، لكن ليست أهم من الوطن، فالخروج من هذه الأزمة وعودة الحياة إلى طبيعتها هو أكبر المكاسب".

** ضغوط نفسية

فيما قال حسين بني هاني، رئيس بلدية إربد الكبرى، للأناضول: "ندرك تماماً حجم الضغوط النفسية على أبنائنا الأطفال وذويهم من استمرارية إغلاق الحدائق والمدن الترفيهية، لكن ليس لدينا خيار، فالحفاظ على صحتهم هي أولوية لنا".

وتابع: "صحيح أن رمضان هذا العام مختلف بالنسبة لهم (...) لكن الفرج قريب بإذن الله، ونبراسنا في ذلك ما قاله جلالة الملك (عاهل البلاد الملك عبد الله) شدة وبتزول".

وسجل الأردن 586 إصابة بالفيروس، بينها 9 وفيات، و393 حالة شفاء.

وإجمالا، أصاب "كورونا"، حتى صباح الجمعة، أكثر من 4.5 ملايين ألف شخص في العالم، منهم أكثر من 302 ألف وفاة، وتعافى أكثر من مليون و700 ألف، بحسب موقع "Worldometer" المختص بإحصاء ضحايا الفيروس.

الاناضول

مدار الساعة ـ