التفاصيل اليوميّة صارت مملّة وفيها روتين قاتل. على الأقل هكذا أشعر أنا ولا أعلم إن كان غيري كذلك. لا نوم قبل الفجر ولا صحيان قبل الظهر. جولة على الأخبار والمواقع؛ تكاد كل يوم تتشابه حتى إنني أتأكد غالباً من التاريخ . كتابة المقال اليومي الذي أعتبره خلاصة يوميّاتي وإن كان ينحرف أحياناً عن ذلك لضرورة الفكرة التي تجتاحني ليلاً.
يجتاحني أحياناً ملل وقرف يصل إلى درجة عدم الردّ على التلفونات الواردة. عدم فتح الواتس وقراءة الكميّات المهولة من الرسائل الجاهزة. حتى الفيس بوك لا أدخله إلاّ لأضع مقالتي ولا أتابع بعدها من أمره شيئاً.
أقرأ. اترك القراءة من ربعها أو نصفها. أشاهد التلفزيون. أقلب المحطّات بطريقة من ينظر عليّ يشعر حينها بأنني على قلق. أحاول ضبط قرفي ؛ أحاول التفريق بيني وبيني لعلّي أكون على هدوء وهدى.
في المساء؛ وبعد آذان المغرب؛ وبعد محاولة استطعام ذاتي؛ أبقى على ترقبٍ لعقارب الساعة. كي لا يخونني الوقت وأصل إلى محطة a one tv لأقدّم برنامجي اليومي على الهواء مباشرة. و أعود للبيت. الشوارع شبه خالية إلا من سيارات قليلة. لا وجود للحركة وللزحام. أشعر بوحشة رغم الأضوية. أبحث عن الضجيج الذي اعتدته ولا أراه ولا أسمعه.!.
لماذا كل هذا القلق؟ لا أعلم. لماذا يتسرب لي ويلحّ عليّ الخوف من بكرة وعلى بكرة..! لماذا يقف الفقراء كلّهم مرة واحدة أمام عينيّ وأراهم يتساقطون جماعاتٍ جماعاتٍ؟. لماذا كلّ هذا النكد أصنعه بنفسي لنفسي؟!.
ما أنكدني..! ما أضيق زاوية رؤياي. الحياة كلّها مخارج وأبواب؛ لكنّ العلّة بي وحدي لأنني لا أراها...
يتبع...(الدستور)