بقلم الدكتورة شروق أبو حمور
جأت أمه تصرخ وترمي نفسها هنا وهناك، والجميع منشغلٌ بتقديم الإسعافات الأولية للطفل، واجراءات محاولة إنعاش قلبه، والتي تكللت بالفشل، لأن روحه الطاهرة انتقلت إلى السماء، بعد ساعات من وصوله للمشفى ومحاولة اعادة احياء روحه.
انتقلت روحه للسماء لأن أمه وهي ترضعه كانت نائمة، وألقت تعب النهار وعناءه على ضلوع صدره الذي لم يحتمل، لقد أهدته قطرات الحليب الأخيرة من صدرها، وأهداها بدوره روحه ثمناً لها.
ذهب ورحل وليدها ليذيقها حسرةً كلما نظرت لأخيه التؤام استذكرتها، ورحلَ ملقياً اللوم عليها في ثنايا التحقيق من الضابط، والمحقق والجهات المسؤولة، ومن الزوج والعم والعمة والأقارب.
وأنا بدوري وثَّقت، وبلَّغت، واستهجنت، وتعاطفت، ودعمت ، وواجبي وعملي أتممت.
" ومن الحُبِ ما قَتَلْ"