مدار الساعة - عقدت وزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية المجلس العلمي الهاشمي السابع والتسعين، اليوم الجمعة، والثالث لهذا العام، بعنوان "الباقيات الصالحات لا إله إلا الله"، بمشاركة سماحة قاضي القضاة الشيخ عبد الحافظ الربطة.
وتحدث سماحته في الجلسة التي أدارها مساعد أمين عام وزارة الأوقاف لشؤون الدعوة والإرشاد الإسلامي الشيخ إسماعيل فواز الخطبا عن فضل لا اله إلا الله وفضائلها والغاية منها.
وقال سماحته إن لا إله إلا الله هي كلمة التوحيد وأول دعوة الرسل وأول منازل الطريق، فضلا عن أنها أول مقام يقوم فيه السالك إلى الله تعالى، لقوله تعالى: (وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعبدُون).
وأضاف أن النبي صلى الله عليه وسلم قال "من كان آخرُ كلامهِ لا إله إلا اللهُ دخل الجنة" لافتا إلى أن موسى عليه السلام سأل ربه أَن يعلمه ذكرا يخصه به، فأمره أن يقول (لا إله إلا الله).
وحول عظمة ثواب كلمة لا إله إلا الله وأجرها أشار إلى أن تكرارها في اليوم يجعل الإنسان يظفر بأجر عظيم وكأنه أعتق عشر رقاب، وكتبت له مئة حسنة، ومحيت عنه مئة سيئة، لقول النبي صلى الله عليه وسلم من قال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، في يوم مائة مرة، كانت له عَدْلَ عشر رقاب، وكتب له مائة حسنة، ومُحيت عنه مائة سيئة، وكانت له حِرزا من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي، ولم يأت أحدٌ بأفضل مما جاء به، إلا أحدٌ عمل أكثر من ذلك".
وأوضح أن الشهادتين ركن هذا الدين، وأن النبي صلى الله عليه وسلم شبه الإسلام ببناء محكم، وشبه أركانه الخمسة بقواعد ثابتة حاملة لذلك البنيان، فلا يثبت البنيان بدونها، وبقية خصال الإسلام كتتمة البنيان، وأول هذه الأركان: الشهادتان، وهما ركن واحد؛ لكونهما متلازمتين لا تنفك إحداهما عن الأخرى.
وبين قاضي القضاة معنى الشهادتين، أي أن ينطق العبد بهما معترفا بوحدانية الله، وبرسالة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، مصدقا بقلبه بهما، معتقدا لمعناهما، عاملا بمقتضاهما.
ومن فضائل لا إله إلا الله قال: تستجاب بها الدعوات، وينال العبد بها شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم، وتُغفر بها الذنوب، لقول النبي صلى الله عليه وسلم (مَا مِنْ نَفْسٍ تَمُوتُ تَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنِّي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَرْجِعُ ذَلِكَ إِلَى قَلْبِ مُوقِنٍ إِلَّا غَفَرَ اللَّهُ لَهَا)، مؤكدا أن لا إله إلا الله أفضل الحسنات وماحية للسيئات.
وأشار سماحته إلى أن كلمة لا إله إلا الله هي منهج حياة، ومعناها لا معبود ولا مقصود ولا مرهوب ولا مرغوب بحق إلا الله سبحانه وتعالى، مشددا على المسلم أن يصرف عبادته إلى الله سبحانه وتعالى، وأن يتوجه إليه، وأنَ يدعوه رغبة ورهبة، وألا يخاف إلا منه، ولا يتقرب إلى غيره بما يخدش لا إله إلا الله محمد رسول الله.
ولفت إلى أن (لا إله إلا الله) في حياة المسلم أن يكون معتقده، وأخلاقَه، وعبادته وسلوكه، واتجاهاته وآماله كلها لوجه الله عز وجل، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يَكُونَ هَوَاهُ تَبَعًا لِمَا جِئْتُ بِهِ).
وقال سماحته إن لا إله إلا الله سبب لتفريج الكربات وهي دعاء سيدنا يونس في بَطن الحوت، وان الله عز وجل استجاب له وفرج عنه كربته، لافتا إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول عند الكرب: ( لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ العَظِيمُ الحَلِيمُ، لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ رَبُّ العَرْشِ العَظِيمِ، لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ رَبُّ السَّمَوَاتِ وَرَبُّ الأَرْضِ، وَرَبُّ العَرْشِ الكَرِيمِ).
ودعا سماحته بالتوجه إلى الله بالدعاء ونحن اليوم بحاجة في ظل هذا الوباء بالتوجه إليه بكلمة لا إله إلا الله وان تلهج بها ألسنتنا عامرة بها قلوبنا راجينا الله بها أن يرفع عنا البلاء، وموصيا المسلم أن يكون له نصيبا من ووردا من الذكر والدعاء.