انتخابات نواب الأردن 2024 اقتصاديات أخبار الأردن دوليات جامعات برلمانيات وفيات وظائف للأردنيين رياضة أحزاب أسرار ومجالس تبليغات قضائية مقالات مقالات مختارة الموقف شهادة جاهات واعراس مناسبات مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

الزيود يكتب: صلاح أبو زيد.. وجه من زمن رجال الدولة

مدار الساعة,مقالات,المملكة الأردنية الهاشمية
مدار الساعة ـ
حجم الخط

جميل أن نصحو ونستذكر رجلاً بحجم صلاح أبو زيد ، فمن أطلق إشاعة وفاته ليلة أمس كسب حسنة بمن سألوا من الجيل الحالي : من صلاح أبو زيد.

الإعلامي والمثقف العروبي صلاح أبو زيد الذي يقارب على نهاية التسعينات من عمره، هو من الكثيرين من أبطال بلدنا يختارون الصمت بعدما كان صوتهم يملأ الدنيا ضجيجا.

صلاح أبو زيد للجيل الحالي الذين لا يعرفون سيرته، كان من رجال الملك الحسين، ومحل ثقته، إنحاز للأردن عندما إنحاز كثيرون لأحزاب ولدول خارج البلد، إختار أن يقاتل بالكلمة وبصوته عندما تكالبت الدول ضد الأردن، وتكالبت الأنظمة لإنهاء المملكة، فكان صوته سوطا لاذعا ضدهم، وكان ندّا قويا ضد إعلام أحمد سعيد وكذبه.

صلاح أبو زيد كان كتيبة وجيشا لوحده ، إختار الإعلام التعبوي وآمن أن الكلمة والأغنية هي مورد مهم للأردن ، فكان من أوائل المؤسسين للإذاعة الأردنية ، بإمكانيات متواضعة، وهو اول من صدح صوته القوي منها : هنا عمان .. إذاعة المملكة الأردنية الهاشمية.

في نهاية الخمسينات والستينات وما بعدها إستطاع صلاح أبوزيد أن يؤسس مدرسة إعلامية وخطابا مقاتلا مركزيا عن الأردن وعن دوره وعن قضاياه، وهو من أسس للأغنية الأردنية وهو من كتب أغنية "ربع الكفاف الحمر" وإستقطب سميرة توفيق وجميل العاص وسلوى وتوفيق النمري وعبده موسى، كان يؤمن أن الأردن كبير وعميق وأن القصيدة والأغنية هي عنوان الهوية الأردنية الوطنية، وأنها مشروع سياسي يقاتل بهما في بحر سياسي في معركة البقاء ، وبذلك توافق مع وصفي التل وحابس المجالي الذين رأوا الأردن في قصائد البدو وأغاني الفلاحين والقرى ، وغيرهم رأوا الأردن في أحزاب المعارضة وحمل السلاح ضد الدولة.

صلاح أبو زيد هو من زمن رجال الدولة المخلصين والذين قدّموا ما عليهم تجاه بلدنا، وما زال لهم في الوجدان مكانة، وفي الذاكرة والتاريخ الأردني مواقف لا تنسى، وحريّ بوزارة الإعلام والثقافة والإذاعة الأردنية أن تستذكرهم، فهم رموز كان لهم الدور الكبير في تأسيس بلادنا والدفاع عنها، والإقتداء بهم عندما كانوا ينظرون للوطن مشروع حياة وليس مكسبا أو منصبا أو مكسبا سياسيا.

مدار الساعة ـ