بقلم رشا نعيرات
التمثيل مهنة تقمصية يدخل فيها الممثل بكل جوارحه في دور ،ولا يوفر جهداً في إقناعنا بأدائه، وينجح فقط في مسعاه عندما يفقد المشاهد القدرة على الفصل بين شخصيته الحقيقية كممثل ،وشخصيته التي كان يؤديها في العمل الفني .
طالما واجه بعد الممثلين المبدعين مشاكل في التصاق الدور بهم ..نستمر في استخدام اسم الشخصية مقتنعين أيضًا أنه يأكل ويشرب ويتحدث بالطريقة ذاتها التي شاهدناها لساعات على شاشة التلفاز .. كما حصل مع الحج متولي ورأفت الهجان .. وروكي .. وحتى الشخصيات الطريفة كأبو بدر .
اليوم مع كثرة المواهب التي تفرض نفسها علينا ،نستمر في الشكوى والتذمر من الأداء غير المقنع ،ونعزو ذلك للعديد من الأسباب ،وقد نغفل في أنّ ما يمنعنا حقا من تصديق الدور مهما أبدى الممثل من مهارات هو قربنا من الواقع الحقيقي للممثل من خلال السوشال ميديا ،فحياة الفنان أصبحت بتفاصيلها الدقيقة متاحة ،فرؤيتنا للممثل بسيارات فارهة ونمط حياة صاخب قد يمنعنا من تصديقه في دور شيخ الحارة أو دور رجل الصعيد التقليدي .. و قربنا من حياة فنان مغرور ومتعال يجعلنا نرفض من الداخل على تأديته لدور رجل متواضع زاهد ومظلوم. هذه المعلومات التي يقدمها الممثل عن نفسه بكل سخاء جعلت من الصعب فصلها عن واقع العمل الفني .وعلى العكس من ذلك فضل بعض الفنانين الاحتفاظ بخصوصيتهم ولم يقدموا من حياتهم الشخصية سوى القليل مما يخدم مهنتهم الفنية ،كالفنان عمرو دياب ،وعادل إمام ،وغيره الكثيرون .
قد يفشل الممثل في إقناعنا بالدور على الشاشة .. ولكنه في المقابل قد يكون ممثلا بارعا على منصات السوشال ميديا ،وكما قال الفنان ،والناقد والكاتب والمسرحي برناردشو: "لم أفهم بعد لم يرغب الانسان بالتمثيل على خشبة المسرح بينما لديه العالم كله ليمثل فيه".