البروفيسور الملاعبة يكتب عن مسلسل أم هارون وقصة حدثت في البارحة بإربد

كتب: أ.د. أحمد ملاعبة

مسلسل أم هارون أو أم "شارون" .. يثير ضجة إعلامية وإنقساماً عربياً - عربياً. هذا المسلسل يذكرني بقصة "حيومة"،

وحيومة يهودي جاء في بداية القرن العشرين من المستوطنات شمال فلسطين وجاء معه اثنان من اليهود وسكنوا في البارحة باربد (وهم الياهو وشارون؟) وكان حيومة يجوب القرى والبلدات ويبيع مصاغ الذهب وتماثيل النحاس للأهالي وكان نباشاً ويبحث عن الدفائن والعملات القديمة.

ولقد شعر بخطورة حيومة مجموعة من شباب عشيرة العبابنة في بلدة الخريبة لواء بني كنانة في محافظة إربد حيث ثبت انه جاسوس وطماع وجاء لشراء الذمم والأراضي لذلك قرروا التخلص منه .. وفعلا تم ذلك حيث قتلوه شنقا في أرض يقال لها "خلة إبليس" في بلدة الخريبة بعد أن افتعلوا مشكلة.. وبعدها أرسلت جثة حيومة على دابة إلى مستوطنات الكيبوت في شمال فلسطين للعبرة والتحذير.

القصة لم تنتهِ هنا حيث في عام ١٩٦٨ تمت مراقبة مجموعة من شباب العبابنة من أبناء الخريبة والذين كانوا يعيشون في اربد واطلقت عليهم طائرة إسرائيلية .. عدة صواريخ من الجو .. صباح يوم العيد أمام مطعم القدس في مخيم اربد .. وإستشهدوا جميعا وعددهم ٦.

طبعا الأطماع الصهيونية.. ربما تطالب بمنزل حيومة في البارحة.. وربما أيضا ارض الخلة في الخريبة.. طبعا من مبدأ مررت أو جلست هنا .. وهذا هو خطاب التملك بالمرور أو الجلوس على صخرة في العراء.. ومعروفا ان نزيل الفندق مهما مكث لا يتملك بل يغادر .. الرد يكون بإهمال المسلسل وعمل منتج فني أقوى يحاكي الواقع والحقائق .. وإظهار بطولات قرى وبلدات كفرأسد والحمة وسمر وعمرواة والذنيبة وغيرها وهو جزء من تضحيات لا تنتهي.