خصصنا في جماعة عمان لحوارات المستقبل، مدة أربع ساعات من كل يوم من ايام أزمة فيروس كورونا للحوار عن بعد حول قضية من قضايا الوطن، والدروس المستفادة من الازمة وما الذي يمكن أن نساهم فيه كجماعة، لتطويق تداعيات الأزمة على وطننا في مختلف المجالات، خاصة وأن الجماعة تضم في عضويتها خبراء في تخصصات متنوعة.
ولأننا جماعة تهتم بالمستقبل والتخطيط له، فقد خصصنا جزءا كبيرا من حواراتنا للإجابة على أسئلة مابعد كورونا، وقد لفت نظرنا غياب الاهتمام بشكل عام بالطفل والطفولة وتداعيات هذه الأزمة وآثارها عليهما، ومن ثم كيفية التعامل والاهتمام بهما ورعايتهما في هذا الازمة، كنموذج لتعاملنا مع الأزمات بصورة عامة، خاصةً من قبل وسائل الإعلام والاتصال.
ان عدم الاهتمام بالطفل والطفولة، يعني أننا من المجتمعات التي لا تفكر الا باللحظة التي تعيشها ،ولا تسعى إلى استشراف مستقبلها، وهذا سبب من اسباب عدم اهتمامنا بالطفولة، فاطفال اليوم هم آباء وأمهات المستقبل، بل المستقبل كله!
اسئله كتيرة تطرحها قضية الطفولة في ظل هذة الأزمة،اولها هل ينتبه الكبار لتصرفاتهم أمام أطفالهم ،متذكرين أن التربية بالقدوة هي أشد وسائل التربية تاثيرا ، ومن ثم هل نتصرف امام أطفالنا بهدؤ وطمأنينة؟هل نحسن إستثمار الوقت بما هو مفيد لنعلمهم أن الوقت هو الحياة ،وأنه راس مالنا الحقيقي الذي لابد من حسن إدارته واستثماره بما يفيد، كالقراءة أو الكتابة التي من الممكن أن ندربهم عليها لننمي مواهبهم من خلال تنمية ثقافتهم ؟
هل نتحاور مع أطفالنا في هذة الأوقات لنعطيهم المعلومات الدقيقة عن كل مايجري حولهم، خاصة عن تميز وطنهم في إدارة هذة الأزمة الكونية، مما يزرع فيهم الانتماء لوطنهم، ويشعرهم بالفخر، ويدفعهم للعطاء، هل دربناهم على الحوار وثقافته لتصبح ثقافة مجتمعية،ام نتركهم نهبا لفوضى المعلومات وللاشاعات؟
هل استثمرنا فرصة وجودنا في بيوتنا مع أسرنا، لنتعرف على أطفالنا ومواهبهم لننميها ،وننمي معها كل القيم الايجابية، وأولها قيم الانضباط والالتزام واحترام القانون وسيادته، وقيم التضامن والتكافل واحترام الكبير للصغير، ومساعدة كبار السن ،وأصحاب الحاجات الخاصة وكل صاحب حاجة؟
هل حاولنا في هذة الأزمة أن ندرب أطفالنا على تحمل المسؤولية نحو أنفسهم، ونحو وطنهم، بأن ننمي وعيهم على ثقافة العطاء والتكافل،والايثار والتعاون؟
هل استثمرنا فرصة انشغال العالم بفيروس كورونا،لننمي الثقافة الصحية لدى أطفالنا، ولننمي روح البحث العلمي والمعرفة لديهم،لأن المعرفة والعلم هما مستقبل البشرية، مثلما أن أطفالنا هم مستقبل الأردن فاهتموا بهم لتضمنوا مستقبلكم. الرأي
Bilal.tall@yahoo.com