مدار الساعة - لا يكل ولا يمل الطبيب محمد المحيسن وفريقه الطبي العامل في التقصي الوبائي لفيروس كورونا المستجد بمدينة العقبة في الأردن من التجول في الأسواق التجارية، فتارة تجده في مخبز، وأخرى تجده في سوق تجاري، وهناك يزور سوق السمك والمطاعم العاملة.
يمتد العمل في يومه الطبي من ساعات الصباح الباكر وحتى إعلان حظر التجول في السادسة مساء، وينقسم إلى دورين رئيسيين توعوي وطبي، يرافقه في ذلك أربعة من الكوادر الطبية العاملة في فرق التقصي الوبائي بمدينة العقبة.
وشكلت مديرية الصحة في محافظة العقبة 24 فرقة طبية للتقصي الوبائي في مختلف مناطق المحافظة وداخل المدينة الساحلية، تعمل على أخذ عينات فحص عشوائية للسكان.
عمل مهم
"فرق التقصي الوبائي تقوم بعمل مهم في ملاحقة أي ظهور لفيروس كورونا"، يقول المحيسن مسؤول ملف كورونا في العقبة للجزيرة نت، موضحا "نأخذ عينات من العاملين في المؤسسات التجارية المختلفة وسائقي الشاحنات".
وتابع "نقوم بدور طبي من خلال أخذ عينات عشوائية من السكان، أو أي شخص يتم الاشتباه في إصابته، ونجري 40 إلى 50 عينة فحص يوميا، إضافة إلى توعية المتسوقين والباعة في المؤسسات التجارية بضرورة التباعد الاجتماعي ومنع الاكتظاظ والتجمهر، وأهمية لبس الكمامات والقفازات وعدم المصافحة".
وشكلت مديرية الصحة في العقبة فرق التقصي الوبائي لمراقبة أي انتشار لفيروس كورونا منتصف يناير/كانون الثاني الماضي، وذلك بحكم موقع العقبة الساحلي على البحر الأحمر واستقبالها للسفن المحملة بالبضائع والسياح.
وتواجدت فرق التقصي الوبائي على معابر العقبة الحدودية الاثني عشر، البرية منها والبحرية والجوية، وعلى 23 رصيفا في ميناء العقبة، وفق المحيسن.
حجر صحي فارغ
آخر سبع حالات خضعت للحجر الصحي في أحد فنادق جنوب العقبة خرجت من الحجر يوم الأربعاء الماضي، بعدما خضعت لإجراءات صحية خاصة فرضتها السلطات الأردنية على القادمين إلى مدينة العقبة ضمن خططها لمواجهة فيروس كورونا.
وقال مدير الصحة في العقبة إبراهيم المعايعة للجزيرة نت "شكلنا 24 فريقا للتقصي الوبائي في محافظة العقبة على مدار اليوم، وتوزعت هذه الفرق بين 12 فريقا على مداخل العقبة القادمة من المحافظات الأخرى عند مركز جمارك وادي عربة ووادي اليتم، ومهمتها فحص السيارات وركابها والشاحنات وسائقيها".
ويضيف المعايعة أن "هناك 4 فرق لمراقبة الأسواق وسير العمل والتباعد الاجتماعي، ويحملون صفة الضابطة العدلية، و6 فرق متخصصة بسحب العينات العشوائية من المواطنين المقيمين من عمال ومتسوقين".
ويشير إلى أن أي شاحنة تدخل العقبة لا بد أن تمر عبر جهاز خاص لتعقيمها بالمواد الطبية، كما يتم تنفيذ فحوصات الكورونا اللازمة لسائقي الشاحنات وخاصة قياس درجات الحرارة وأخذ عينة المسح الطبي.
وفي العقبة أيضا ساحة خاصة في منطقة الاتحاد، يتم فيها تجميع السائقين الداخلين إلى المحافظة من خارج المملكة، وتقوم الفرق الطبية بأخذ عينات منهم ومسحات مخبرية، خاصة القادمين من الدول التي تشهد انتشارا كثيفا للفيروس.
تعاون شعبي
تجد فرق التقصي الوبائي قبولا وتعاونا من قبل السكان والمقيمين في المدينة وفق المحيسن، وهناك حالة انضباط من قبلهم وشعور بالمسؤولية في حماية المجتمع من نقل أي عدوى.
العشريني مصعب الرياطي العامل بأحد المخابز تجاوب مع الفريق الطبي الزائر لمخبزه، ولم يرفض خضوعه للفحص الطبي، ويقول للجزيرة نت إن فرق الأطباء يزورون مخبزه بشكل دائم، ويحذرون الزبائن من التقارب فيما بينهم، ويعملون على فحص العمال وبعض الزبائن.
وكان 260 شخصا قد خضعوا للحجر الصحي في مدينة العقبة منذ بداية أزمة كورونا وفق المعايير الصحة والسلامة العامة وتحت إشراف طبي متخصص، وتم إخلاؤهم على دفعات، وإرشادهم حول كيفية التعامل مع محيطهم، وضرورة إجراء الفحوص الطبية الدورية للتأكد من خلوهم تماما من المرض.
وخففت الحكومة الأردنية على محافظات الجنوب (العقبة والكرك والطفيلة ومعان) إجراءات حظر التجول، وذلك بعدما خلت من تسجيل أي إصابة بفيروس كورونا، إذ سمحت للمواطنين بالتنقل بالسيارات الخاصة وسيارات الأجرة، وعودة عمل المؤسسات الحكومية، واستئناف عمل المنشآت والمحلات التجارية والمطاعم ضمن التوقيت المحدد من العاشرة صباحا وحتى السادسة مساء.
الجزيرة
