انتخابات نواب الأردن 2024 اقتصاديات أخبار الأردن جامعات دوليات وفيات برلمانيات وظائف للأردنيين أحزاب رياضة مقالات مختارة مقالات مناسبات شهادة جاهات واعراس الموقف مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة

الخلايلة يكتب: رَمَضَان يُذكِّرنا بالغائبين «والدي»

مدار الساعة,مقالات
مدار الساعة ـ نشر في 2020/04/24 الساعة 22:50
حجم الخط

بقلم سلطان عبد الكريم الخلايلة

يأتي شهر رمضان حاملاً بذور الخير وتفاصيل الخير الممتدة التي رحلت عنّا، حاملاً ذكريات الوالد (رحمه الله)، حيث صوته وتلك "السواليف" الممتدة قبل الإفطار،التي كنا نحسبها لحظات تَمُرّ للتسلية وباتت اليوم في صدورنا هي الدروس حيث "المجالس والمدارس والرجال".

يأتي رمضان، ونفتقد صوته الحنون الطيب، وأوامرهُ وطلباته التي كنا نستثقلها أحياناً، وباتت اليوم هي أمنيات نسعى لتحقيقها بعد غيابه بصلة الرحم والتواصل مع كل مُحبٍ وجارٍ وقريب، وسنبقى مُخلصين لكل هذه الوصايا التي تزداد ذكراها مع الشهر الفضيل.

أتذكر رمضان الأخير، وكنا حواليك في المدينة الطبية، ونواصل الأيام بالإفطار إلى جانبك أنا وأخي ماجد، وكنت تُصرّ على بقائنا وأن لا يأتي الآخرون من أخوتي ليبقوا في منازلهم وإلى جانب أُسَرِهم "خلوا العزابية عندي"، كنت تقول.

نَفتَقِدك اليوم ونفتقد الخير والرضا، وعزاؤنا اليوم هو العمل بكل وصاياك إلينا والإرث الذي حَمَّلتنا إياه محبة وأصالة وقيماً ممتدة.

ولكَ نقول: "ستفتقدك كل الأماكن وكل المواقف، سيفتقدك منزل بَنَيتَهُ بالحُبِّ والسهر على راحتنا، سيفتقدك "حُوش الدار" الذي كان عامراً بصوتك ونداءك علينا وعلى الأحفاد، ومجالسك التي جَمَّعَت الُمحبين والأصدقاء، وحكايات وعبر لطالما رَوَيتها على مسامعنا في كُلِّ مُفردةٍ مِنها حكمة، ولكل موقف فيها كان لك الخير غاية، ستفتقدك الأرض وستُنَاجي أغصان الزيتون التي تُكلّلُها يداك بركة الله بالتسبيح والدعاء لك.

هذه اللحظات خلالها تُعْرَف قيمة الذكريات والمحبين ومعنى فقدان العزيزين، ونبتهل بالدُعاء إلى الله إيماناً أن يجمعنا بهم وبرفيقة درب والدي العزيزة "أمي" رحمها الله.

كثيرةٌ هي المواعظ بهذه المواقف، والسيرة بالخير تطول، وتمتد بالعمل بوصايا الطيبين أمثال أبي، فقد كان رحمه الله من خير العالمين، ما فينا من شومة خير إلا منه.

وعلى عهدنا إليه، ذلك عهد ونِذرٌ أن نوفيه حقه ونبقى الحريصين على كُلِّ ما بَذَل، رَحِمَكَ الله يا أبا أَنْوَر، وستبقى في قُلُوبِنا نبضاً ومَحَبَّة.

مدار الساعة ـ نشر في 2020/04/24 الساعة 22:50