نحن أبناء ثقافة علمتنا أن في ثنايا كل محنة منحة،وهذة حقيقة تبدو واضحة كعين الشمس ونحن نجتاز محنة فيروس كورونا ،فقد منحتنا هذه الجائحة منحة الكشف عن مقومات قوة ذاتيه وحقيقة، تملكها دولتنا وتفتقر إليها دولة تصنف بأنها عظمى، لكن قياداتها لم تستطع أن ترقى إلى مستوى قيادتنا،كما لم تستطع أن تقوم جيوشها وأجهزتها الأمنية بما قام به جيشنا وأجهزتنا الأمنية، الذين صاروا الحضن الدافئ الذي اتسع لكل الوطن والذي حمانا من أعداء الداخل والخارج ،ومن الأعداء المنظورين ومن أعداء لانراهم بالعين المجردة،بل حمونا من أنفسنا في كثير من الأحيان، كل ذلك لأن قائدنا وعسكرنا منا وإلينا، وليسوا ممثلي مصالح وكرتالات اقتصادية وغير اقتصادية، وهذه أول منح الكشف من محنة كورونا،
منحة الكشف الثانية من هذا المحنة ،هي أنها ذكرت الجاحد من مواطنيها أننا أبناء دولة مؤسسات، تتألق في الأزمات لتحمينا وتحفظ كرامتنا ،وتتناسى حتى إساءات الجاحدين من مواطنيها ،كيف لا وعلى رأس هذا الدولة سليل العترة الطاهرة، التي بعث جدها ليتمم مكارم الأخلاق.
مثل فرصة اكتشافنا لذواتنا، فإن محنة كورونا تمنحنا منحة اكتشاف بيوتنا، والتعرف على أبنائنا،لنستعيد معنى العائلة ودفء الأسرة، وحلاوة السهرات العائلية ،و العودة إلى حوار الأجيال، بين أفراد الأسرة، ولنكتشف اهتمامتنا المشتركة، لأنها الطريق إلى المزيد من التلاحم والتكافل والحب والدفء، الذي افتقدناه عندما انشغلنا عن بيوتنا بشاشات التواصل الاجتماعي، التي أبعدت القريب وقربت البعيد، فجاءت هذه المحنة فرصة لنعيد الأمور إلى نصابها فحولوها إلى منحة لتنتصروا على المحنة.