أخبار الأردن اقتصاديات خليجيات دوليات مغاربيات برلمانيات جامعات وفيات أحزاب وظائف للأردنيين رياضة مقالات مقالات مختارة أسرار ومجالس تبليغات قضائية جاهات واعراس الموقف شهادة مناسبات مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

الحنيفات يكتب: غزليات في زمن كورونا.. سعد جابر في عيد ميلاده

مدار الساعة,مقالات,كورونا,مواقع التواصل الاجتماعي
مدار الساعة ـ
حجم الخط

كتب: الدكتور عمار الحنيفات

.. سأكونُ مُضطراً اليوم للحديث عنك، رغم أنني في مقالاتي السابقة لم أتحدّثُ عنك، وكنتُ قد تركتك مع وزير الإعلام (ابن الكرك الشامخة) والحكومة الكريمة لمقالٍ أخيرٍ أعبّر لك بهِ عما يجولُ بخاطري، لكن لم أستطع صبرا.

معاليكُم: في كل يوم نستمعُ لتصريحاتكم، ونُشاهدُ نظرتي الأمل والتفاؤل، ونعلمُ بأنّك تألّمت كثيراً لما شاهدتهُ من قيام بعض الأشخاص الذين يضربون بالقانون والأنظمة عرض الحائط، وصدقني لن يخيب ظنك فالجميع لهُم بالمرصاد، وجميع الأجهزة بما فيها السُلطة القضائية لن تتوانى عن مُحاسبة أيّ شخص مُستهترٍ بحياة الناس، فالسلطة القضائية وهي الجُندي المجهول الذي يعملُ بصمتٍ لن تتوانى عن مُحاسبة المُخالفين، وهذه السلطة كما عهدها الجميع سُلطةً مُستقلة ليست مُنعزلة عن باقي السلطات، هذه السلطة التي تُصدر أحكامها باسم جلالة الملك، والتي تعمل برئاسة عطوفة القاضي محمد بيك الغزو هذا الرجل الذي منذ تولّيه الجهاز القضائي عمل بصمتٍ وقدّم إنجازاتٍ قلّما قدّمها نظيرٌ له.

نعم معاليكم: شاهدنا خلال الأزمة حالة استهتار من العديد من الأشخاص، دون أن أفسرها بمرحلة استقواء على قرارات الدولة، لكن المسألة مسألة ثقافة، فبعض الأشخاص لا يتقدمون مهما حاولت الارتقاء بهم. وأرى أن نُركّز منطقنا الاجتماعي والثقافي على القيام بالواجب في هذه المرحلة، أكثر من تركيزنا على الرغبة في نيل الحقوق، لأنّ كُل فردٍ بطبيعته تواقٌ إلى نيل الحق، ونفورٌ من القيام بالواجب، فعلينا توجيه الهمم نحو الواجب. فخطابُ جلالة الملك للأردنيين كان عبارة عن رسالة بأننا في الأردن حضارة بعاداتنا وتقاليدنا وأخلاقنا ويجب أن لا نتغير أمام هول هذا المرض الذي نمُرُّ به، فحضارة مصر الفرعونية، تلك الحضارة التي تعرضت لغزواتٍ مستمرة لكنها مع ذلك لم تؤثر على طباع شعبها وعاداتهم وتقاليدهم، بل كانت في إبداعٍ دائم في شتى المجالات. فلنكن مُبدعين بتصرفاتنا والتزامنا. وأقول بأنّه لا تنقصنا الامكانيات، بل العزيمة عزيمة شعب _، فالطاولة لها أربع أرجل ولكنها عاجزةً عن السير! فعلى كل من يفشل في تحقيق مبادئه فعليه تغيير أساليبه لا مبادئه فالأشجار تُغير جذورها لا أوراقها - لذا كشعب علينا تغيير أسلوبنا حتى نتعايش مع الوضع القائم. وأتساءل هنا: ماذا تفعل الدولة فوق ذلك لإثارة النخوة والمخاوف من مرضٍ مصيرهُ مجهول؟ لقد حشدت الدولة كل طاقاتها وإعلامها وبرامجها ماذا بعد كل ذلك!!

ولكن معاليكم رغم كل ذلك وفي عيد ميلادك نقول لكم:... اعتدنا عليكَ بإرسالِ النَظَرات الممزوجةِ بالابتسامات الناعمة والرقيقة؛ حيث تُضيفُ ابتسامتك الكثيرَ من السحر للنَظرات. وهل تعلم بحسب دراساتٍ حديثة بأنّ النظرَ طويلاً في العين يُعطي شعوراً بالنشوة يُشبه تأثير المُخدّر" ونحنُ أطلنا النظر بعينيك". وهل تعلم بأنّ لنظرةِ العين تأثيراً نفسياً، وأنّ العِلم الحديث برّر هذه الظاهرة بأنّ النظرَ في العينِ لفترةٍ طويلة، يُفقد الإنسان "الارتباط بالواقع". وهل تعلم بأنّ حدقة العين تكشفُ عن السعادة والحُب، إذ تتسعُ بشكلٍ ملحوظ وتلمعُ بشكلٍ واضحٍ، ولكنها تضيقُ في مواقف الغضب والحُزن. وهل تعلم بأنّ جمالَ وجهك هو بابتسامتهِ البريئة وأنّ ابتسامة الأمل أقوى من جميع العقبات.

هل تعلم معاليك بأنّ في عينيكَ حكاياتٌ وأسرار، وفي نظراتِ عينيك أمانُ كُلّ خائف، عينٌ بها جنّة، وعينٌ بها أحلام، وهل تعلم بأنّ هُناك العديد من الغزليات بعينيك قد قيلت : ....في جمالِ عينيك أعذرني إنْ أطلت النظر.....جمالُ الصباح يُشبه عينيك الجميلة..... أنا أريد ألّا تكون عيناك جميلة إلّا بعيوني..... جمالُ عينيك يُجبرني أن أغتنم وقتي في تأمّل صورك......

معاليكم......العينُ مرآةُ المشاعرِ والعواطفِ الإنسانيّة، وهي الجُزء الحيّ الذي تفضحه نظراته، فنظرةٌ واحدةٌ من العينِ تُبيّنُ حالةَ الشّخصِ، فهي مفتاحُ الحُبّ والكراهية، ومفتاحُ الراحة والتعب، ومقياسٌ لمعرفةِ درجةِ المللِ أو الاندهاش وكلّ شيء (هل تعلم بأننا قرأنا ما يجول بخاطرك من نظرة عينيك). ولا يتوقّف دورُ العَيْن ونظراتِها عند هذا الحد، وإنّما تُحدِّدُ طريقةَ النظرة واتّجاهها الكثيرَ من الأمور، وكما يُقال: " إنّ نَظَراتِ العيونِ أبلغُ من كلِّ الكلماتِ وأكثرُ عُمقاً وتأثيراً في النّفوس". لذا نرجو معاليك فعيناكَ حكايتنا.

معاليكُم:...أودّ أن أعبّر لك عمّا يجولُ بخاطر الشعب الأردني، لقد أصبحت حديث الجميع، تعوّدنا على ابتسامتك، سلبت قلوب الجميع (رجالاً ونساءً)، هل تعلم بأنّه بسلبك لعقول الأردنيين سؤلنا بأنّه هل يُمكن مُلاحقة سعد جابر بجرم إفساد الرابطة الزوجية؟ هل تعلم لماذا؟ لأنك سلبتَ القلوب قبل العقول. معاليك... لا تخف من ذلك سنُدافع عنك في مواقع التواصل الاجتماعي وإذا لزِم الأمر أمام القضاء " نتيجة عشق الأردنيين لك"، وسنُخاطب المحاكم بلُغةِ القانون بأنك أيضاً سلبت قلوب الرجال قبل النساء.

لكن هل تعلم ما أغضبنا: هو أن تخرج معاليكُم على الشعب الأردني في الأيام الماضية بوجهٍ عابس, هذا ما لا نرضاه, _ ولا ألومك نتيجة تصرفات بعض الأشخاص _البعض اعتقد بأنه انتصر لأنّه لم تعُد نظرتك تعجبهم....، لكن صدقني "حصل ما لا يُحمد عُقباه " فالأمور خرجت عن السيطرة، لأنّ الجميع أصبح يتغزل بنظرتك الحادة، هل تعلم بأنّ هناك بعض الكتابات عنك بخصوص ( هذه النظرة الحادة)....، صدقني احترنا معاك بكلتا نظرتيك، " هيك عاجب، وهيك عاجب". أليس عندك حلولٌ وسط. (مع ذلك سنبقى نُدافع عنك، وأقول أعان الله زوجتك على غزلنا بك).

لكن القُرّاء الكرام هل تعلمون بأنّ " سعد جابر" بعد النظرة الحادة والوجه العابس التي أطلّ بها علينا ظهر مُدافعاً عن نفسه ومُجيباً عن التُهم قائلاً: أنا صحيح سلبت العقول والقلوب، ولكن لدوام العيش للجميع، أنا من سأحرك شكوى ضدكم بسبب إفساد علاقتي مع زوجتي، لا بل سأقاضيكم جميعاً لأنكم لم تفهموا نظرات عيوني، وخطورة الأمر، لو فهمتم نظرات عيوني لفهمتم ما معنى ( خليكُم بالبيت التي أصبحت يتم ترديدها على مآذن المساجد). هل تعلمون؟ لم تعرفوني على حقيقتي، فبدائلي كثيرة، أرجوكم دعوني أُظهر لكم هذه البدائل بالوقت المناسب، وأنا لم أيأس وسأبقى مُناضلاً حتى النهاية. وأخاطبكم إذا كنتم تفهمون نظرات عيني فأقول لكم: لا معنى للحياة بدون تفاؤلٍ وأمل، لكن التزموا حتى لا تكون حياتنا جحيمٌ وعذاب، فما أجمل الحياة بكُم..... صدقوني نحنُ جميعاً نعمل ليل نهار لكي نرسمَ ابتسامةً على وجوهكم، ونمسحُ دمعةً ونُخفّف ألماً، والغدُ ينتظرنا فدعوني أتواعد معكم مع أفق الفجر الجديد..... أنظروا للحياة بجانبٍ مُشرقٍ وسعيد....وثقوا بالله وبنا وبقيادتنا الحكيمة.

معاليكم.... تحدّثتُ معك بلُغة غزل العيون وحدقها .... ولكنك إذا لم تخرُج علينا بإطلالةٍ جديدةٍ سأخرج عليك بلُغة العشاق، وهل تعلم بأن الاختلاف بين العُشاق لا يُفسد للحُب قضية، كما الاختلاف في وجهة النظر.

معاليكم .... لا تيأس إذا تعثرت الأمور قليلاً.....إنّ الله مع الصابرين..... إبتسم ودع كل من حولك يبتسم لأجلك، إبتسم فإنّ في الابتسامة راحةً وصحة، ابتسم ودع الحياة تُشرق بألوانها الزاهية، إبتسم ودع الفرح ينعش روحك وروحنا، إبتسم وتوكل على الله وتفاءل، ابتسم وتذكر إنّ بعد العُسر يُسرا.

معاليك لن نغضب وسنلتزم حتى لو أصدرتم أمر دفاع بحظر تجوالٍ شامل، يُلزم الجميع بالبقاء في بيوتهم. ولكن لا تحرمنا من الأمل والتفاؤل. فالأملُ كالزهرة التي تبثُّ إلينا حلاوة ريحها، وتسحرنا برونق منظرها، فارضةً علينا الانجذاب إليها مُحاولين بكُل جُهدٍ الحفاظ عليها، بالأمل والقوة نستطيع أن نُسيّر قارب حياتنا كيفما نشاء وأينما نُريد مُبتعدين عن الغرق والموت البطيء. أمّا الإحساس بالتفاؤل، فهو النور الذي يقود الإنسان ويدفعه للنجاح والتقدم، ولقد أكد الدين الإسلامي على التفاؤل, يقول الله عز وجل في كتابه العزيز ” فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا، إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا”، ومن الأمثلة أيضًا التي تؤكد على روح التفاؤل ثقة سيدنا يعقوب عليه السلام بأنّه سوف يجد إبنه حتى على الرغم من أنه فقده لسنواتٍ كثيرة، وجاء ذلك في قوله عز وجل في كتابه العزيز” يَا بَنِيَّ اذْهَبُواْ فَتَحَسَّسُواْ مِن يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلاَ تَيْأَسُواْ مِن رَّوْحِ اللّهِ....”.

معاليكم: أذكركم بأنّ هناك نظرتان بالعين، فهل تعلم بأننا جلسنا نتكهن نظرتي عينيك هل هي نظرة من يخافَ شيءٍ ويخافَ منه، أم نظرةً حائرةً قلقة إلى شيءٍ لا نعلم كُنهه.... لكن مع ذلك هل من بديلٍ ثالث، أقول لكم:" البديلُ الأول" يكون في أيّ صراعٍ في "رؤيتي"، ويتمثل "البديل الثاني" في "رؤيتك"، والصراعُ يقومُ على أيّ الرؤيتين أفضل. والحلول التي تُعطى بهذه الحالة هي حلولٌ وسط وهي توافقٌ على مستوى منخفضٍ يوقفُ التشاحُن ولكنه لا يؤدي إلى حلولٍ جديدةٍ رائعة. وعليه نلجأ للبديل الثالث والذي يكسب به الجميع، وهو أكثر من مجرد هُدنة بيننا وبينك بل بما يتضمن الوصول لواقعٍ جديدٍ وأفضل.

أعلمُ معاليكم بأنّ جسم الإنسان – مثل مُعظم الأشياء في الطبيعة – يُعلّمنا قانون الحصاد، أيْ أنّ المرء يجني ما يزرعه. وأعلم بأنّه مهما كانت درجة قوة الإرادة التي بداخلك والعزيمة فإنّك سوف تكون عُرضة لبعض التأثيرات (وهذا ما تُظهرهُ علامات وجهك نظراً لما تعرّضت لهُ من إرهاقٍ وتعب، وعدم مُبالاة من بعض الأشخاص)، ولكن القاعدة تقول: "إنه إذا لم يكُن بداخلنا قوة، فليس لنا أن نتوقع أن ننجح خارج إطار أنفسنا". ونحنُ على يقينٍ بأنْ تنجح ولكن " ابتسم كثيراً".

حماكُم الله، وحمى قيادتنا الهاشمية والحكومة وأبناء الوطن، وحمى جميع أبناء أجهزتنا الأمنية.

مدار الساعة ـ