انتخابات نواب الأردن 2024 أخبار الأردن اقتصاديات جامعات دوليات وفيات برلمانيات رياضة وظائف للأردنيين أحزاب مقالات مقالات مختارة مناسبات شهادة جاهات واعراس الموقف مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة

الفلكي مجاهد يكتب: فايروس كورونا وعلاقته بالتغيرات المناخية والاقتصادية وحياة البشر في المستقبل

مدار الساعة,مقالات
مدار الساعة ـ نشر في 2020/04/15 الساعة 12:09
حجم الخط

كتب: الفلكي عماد مجاهد

قبل حوالي شهرين ومع ظهور فايروس كورونا (كوفيد-19) Covid-19 في يوهان الصينية وانتشاره في معظم دول العالم، وأغلقت الحدود بين دول العالم وتوقفت المصانع عن العمل والسيارات عن الحركة وبقيت الطائرات قابعة على ارض المطارات، فقد تراجعت كثيرا نسبة غازات الدفيئة (ثاني أوكسيد الكربون) في الغلاف الجوي وخاصة في الصين والولايات المتحدة الامريكية التي تعتبر أكثر الدول المنتجة لهذه الغازات السامة في الغلاف الغازي للأرض.

وكشفت الصور التي التقطتها الأقمار الصناعية المختلفة، تراجعا مريحا لانبعاث نسبة الكربون في الغلاف الغازي، حيث تراجعت نسبة ثاني أوكسيد الكربون المنبعث في الصين في الفترة الواقعة ما بين 3/2/2020 وحتى 1/3/2020 بنسبة 23% علما ان الصين تنتج حوالي 30% من نسبة الكربون في الجو الأرضي وهي بذلك الدولة الأولى المنتجة للغازات السامة على وجه الأرض.

هذه النتائج دفعت علماء المناخ والبيئة للاعتقاد بأن عدد الوفيات الناتجة عن فيروس كورونا في العالم سوف يزداد، ولكن رغم ذلك فإن نسبة الوفيات الناتجة عن فايروس كورونا تبقى اقل من الوفيات الناتجة عن تلوث الغلاف الغازي والتغيرات المناخية، ومن خلال الاحصائيات التي أجرتها الصين، منذ ظهور فايروس كورونا وحتى الآن، فقد بلغ عدد الوفيات الناتجة عن تلوث الهواء خلال هذه الفترة في الصين الى حوالي 50.000 بينما وصل عدد الوفيات في الصين الناتجة عن فايروس كورونا في نفس الفترة الى حوالي 3.241 وفاة فقط، وهي نسبة غاية في الأهمية، حيث تشير إلى أن أولئك الذين يتعرضون لمستويات عالية من تلوث الهواء هم أكثر عرضة للوفاة بسبب الفيروس.

ومن المعروف أن الهواء الملوث بثاني أوكسيد الكربون وغيرها من الغازات السامة يتسبب في تلف الرئة والقلب وهو مسؤول عن 8 ملايين حالة وفاة مبكرة في العالم سنويًا. هذه الاضرار الصحية الأساسية تعني أن التهابات الجهاز التنفسي، الناتجة عن الفيروسات مثل كورونا، قد يكون لها تأثير أكثر خطورة على سكان المدن ومن يتعرضون لأبخرة سامة أكثر من غيرها.

وحذر باحثون من أن فايروس كورونا قد يضعف الإجراءات التي وضعت لمواجهة تغير المناخ ويضر كذلك باستثمارات الطاقة النظيفة مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، ولكن في الوقت الذي يبدو فيه من المرجح حدوث ركود اقتصادي عالمي ناجم عن كورونا، تحذر وكالة الطاقة الدولية من أن استثمارات الطاقة النظيفة وخفض الانبعاثات يمكن أن تنخفض إلى مستويات متدنية.

أما بخصوص التأثير الاقتصادي بسبب كورونا، فقد أثارت مخاوف من حدوث ركود اقتصادي عالمي وهو ينتشر في جميع أنحاء العالم. وفي حين أدت الأزمة إلى انخفاض مؤقت في انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في كافة انحاء الأرض يحذر الخبراء من أنها تشكل تهديدًا خطيرًا للعمل على المدى الطويل بشأن تغير المناخ من خلال المساومة بالاستثمارات العالمية في الطاقة النظيفة وإضعاف الأهداف البيئية للصناعة للحد من الانبعاثات.

ويمكن للفيروس التاجي أن يعيق عملية مكافحة تغير المناخ على الصعيد الدولي، ففي الوقت الذي كان من المقرر أن يكون هذا العام عامًا رئيسيًا للدول التي تزيد من التزاماتها بخفض انبعاث الكربون وتعزيز إجراءات الاستدامة، مثل عقد الاجتماعات والمؤتمرات والمنصات اللازمة لإجراء محادثات رفيعة المستوى حول هذه المسألة وتم تأجيلها، من المحتمل أيضًا أن يدفع البلدان لإعادة توجيه اهتمامها وأموالها إلى مكان آخر.

"قد يبدو إلغاء الاجتماعات مملًا، ولكن من المحتمل أن يؤدي ذلك إلى عرقلة المحادثات المناخية تمامًا في وقت دقيق تتطلب فيه الخطط المناخية الجريئة إنفاق رأس المال السياسي، ومن المرجح أن يرغب قادة العالم في استخدام قوتهم السياسية لتعزيز قوة الاقتصاد استجابة لفايروس كورونا.

كما جمد فايروس كورونا الرحلات الجوية بشكل واسع، وقد تكون نتائجه وخيمة مثل تغيير نظام الطيران في المستقبل، فمع انخفاض أعداد الركاب إلى ما يقرب من الصفر، يمكن أن تفلس معظم شركات الطيران العالمية بحلول نهاية شهر أيار/مايو القادم، وهي فترة وظروف مناسبة لإعادة النظر في اعتمادنا على الطيران.

وقد تكون شهية السفر رغبة إنسانية قديمة، لكن فرط الحركة والسفر لا يتجاوز عمره عقدين من الزمن، وقد تكون الإجراءات المتعلقة بتغير المناخ قد قيدت الطيران، وقد تؤدي الأسعار المرتفعة للتذاكر والشحن الجوي إلى تراجع المنافسة والخسائر الكبيرة الناتجة عنها.

الحقيقة ان العالم قد يبدو مقبلا على تغيرات جذرية في أسلوب الحياة من جميع النواحي، سواء الاقتصادية والبيئية والمناخية وغيرها، وعلى البشرية أن تستعد لتغير مهم في أسلوب حياتها!!

مدار الساعة ـ نشر في 2020/04/15 الساعة 12:09