انتخابات نواب الأردن 2024 أخبار الأردن اقتصاديات دوليات جامعات وفيات برلمانيات أحزاب رياضة وظائف للأردنيين مقالات مقالات مختارة مناسبات شهادة جاهات واعراس الموقف مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة

القضاة يكتب: فيروس كورونا والرقم الحرج في الاْردن

مدار الساعة,مقالات,مستشفى الملك المؤسس
مدار الساعة ـ نشر في 2020/04/15 الساعة 11:38
حجم الخط

* بقلم الدكتور مهند القضاة

اعتقد أن الأرقام التي صرح فيها وزير الصحة في الأمس ؛ هي أهم من تلك التي اعتدنا سماعها يومياً عن عدد الحالات المسجلة والمتعافية ، حيث أشار أن الاْردن يمتلك ١٥٠٠ جهاز تنفس صناعي يشغل المرضى منها حالياً الف جهاز لأمراض مختلفة وعليه يكون العدد المتاح من هذه الأجهزة ٥٠٠ جهاز .

لم يُشير الوزير اذا كان هذا العدد يشمل فقط الأجهزة المتوفرة في وحدات العناية الحثيثة ام أن الرقم يشمل أيضاً الأجهزة المتوفرة في غرف العمليات والتي تشابه في تعدادها في معظم المستشفيات تلك المتوفرة في وحدات العناية المتخصصة.

وعلى الغالب أن الرقم لم يشمل اجهزة التنفس الصناعي الموجودة في غرف العمليات والتي تُعد اكثر كفاءةً من تلك الموجودة في وحدات العناية الحثيثة. وحيث أن معظم العمل الطبي الروتيني اليومي متوقف في هذه الأيام ، وتقتصر العمليات الجراحية على الحالات الطارئة والمستعجلة ؛ فأن نصف هذه الأجهزة يُمكن الاستغناء عنه وتحويله الى وحدات عناية مركزة طارئة اذا ما تم الحاجة لهذا العدد الاضافي من الأسرة ويُمكن الاستفادة من أخصائيي التخدير وفنيي التمريض و تخدير العمليات للإشراف على هذه الأسرة أذا ما تطلبت الحاجة زيادة عدد أسرة الوحدات المتخصصة.

بعد اكثر من ستة أسابيع من تسجيل اول حالة لفيروس كورونا في الاْردن والمتتبع لعدد الحالات اليومية نجد ان منحنى الحالات متذبذب بين يوم وأخر الا ان النمط العام بعيد عن النمط ( الأسي )المخيف المُسجل في بعض المدن في الولايات المتحدة الامريكية و إيطاليا وإيران ، كما ان عدد الحالات التي أُدخلت الى وحدات العناية المركزة في الاْردن لا يُقارن بمثيلاتها من المدن في البلدان المذكورة سابقاً .

لقد أصبح واضحاً أن معظم المصابين بفيروس كورونا يظهر عليهم أعراض خفيفة فيما يحتاج فئة قليلة لا تتجاوز (١٠٪؜) من المصابين لرعاية صحية دقيقة تتطلب الدخول الى وحدات العناية الحثيثة، وعليه فأننا في الاْردن سنصل الى الوقت الحرج عندما نُسجل لا سمح الله الحالة رقم ٥ آلاف من هذا الوباء .

الاجراءآت الحكومية لمحاربة هذا الفيروس الفاشي كانت عظيمة ودقيقة وقابلها التزام ووعي كبير من غالبية المواطنين استطاعت كبح جماح سرعة انتشار الفيروس للآن وتبقى المرحلة القادمة هي الأصعب في أيجاد فريق طبي- أقتصادي قادر على أيجاد توازنات بين الحالة الصحية ومتطلبات دفع عجلة الاقتصاد وعودة بعض القطاعات الإنتاجية للعمل .

لنتفاءل ولكن بحظر ؛ ولنتذكر اننا في قارب واحد ؛ نلتزم معاً..... لننجوا معاً فالمحبة اليوم عنوانها التباعد .

* استشاري الأنف والأذن والحنجرة في جامعة العلوم والتكنواوجيا ومستشفى الملك المؤسس

مدار الساعة ـ نشر في 2020/04/15 الساعة 11:38