مدار الساعة- اتفق وزيرا خارجية قطر محمد بن عبد الرحمن آل ثاني وروسيا سيرغي لافروف على إجراء تحقيق دقيق وموضوعي بشأن الهجوم الكيميائي في خان شيخون بريف إدلب، وأكدا سعيهما لتجاوز الخلافات بشأن الأزمة السورية وإيجاد حل سلمي لها وفق المرجعيات الدولية.
وأكد وزير الخارجية القطري على ضرورة محاسبة المسؤولين عن الهجوم الكيماوي على خان شيخون، الذي أوقع أكثر من مئة قتيل ونحو 500 مصاب.
وقال آل ثاني، خلال مؤتمر صحفي عقده مع نظيره الروسي سيرغي لافروف السبت: "نطالب بتحقيق دقيق وموضوعي بشأن ما حدث في خان شيخون. لقد بحثنا قضية الهجوم المفجع، واتفقنا على ضرورة إجراء تحقيق مستقل وموضوعي"، مشيراً إلى أن "حل الأزمة السورية ينبغي أن يستند إلى القرارات الدولية ذات الصلة".
وأضاف: "مستعدون لدعم جهود لجنة التحقيق فيما حدث في خان شيخون، لكن إذا كانت مخرجات هذه اللجنة غير قابلة للتفعيل فإن الأمر سيكون مجرد وضع عراقيل، وهنا يأتي دور المحاسبة"، وتابع القول: "يجب أن نؤكد على ضرورة التزام كافة الدولة لنتائج التحقيق، ولتكون هناك محاسبة لمرتكبي الجرائم، لأن تكرار الجرائم هو بسبب الإفلات من العقاب، لذلك غياب الردع عن مثل هذه الجرائم سبب رئيسي لتكرارها".
وفيما يتعلق باتفاقية المدن الأربع في سوريا الذي تم بوساطة قطرية؛ قال آل ثاني: "إن التغيير الديمغرافي لسوريا لم ولن يكون في أي اتفاق تشارك فيه قطر"، وأضاف: "دولة قطر لن تساهم في أي تغيير ديمغرافي في سوريا، وقطر لن تكون مساهماً في إتلاف النسيج الاجتماعي السوري"، حسب تأكيده.
وحث وزير الخارجية القطري روسيا على دعم حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، وقال: "بالنسبة للقضية الفلسطينية فنحن نؤكد دعمنا لحل الدولتين".
أما عن الملف الليبي فأوضح أن قطر تدعم وحدة الأراضي الليبية ومخرجات اتفاق الصخيرات.
من جهة أخرى؛ قال الوزير القطري إنه بحث خلال زيارته إلى موسكو آفاق التعاون في مختلف المجالات بين البلدين، ومن ضمنها الدفاع والطاقة والرياضة.
من جانبه؛ قال وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، إنه لا بد من الوصول إلى حلول سياسية للأزمات في الشرق الأوسط، مشيراً إلى أنه "يجب الوصول إلى وقف إطلاق نار ومواصلة الحوار السياسي على أساس القرارات الدولية في سوريا".
وأضاف لافروف: "كشفنا للجانب القطري نتائج محادثاتنا مع وزراء الخارجية الأمريكي والسوري والإيراني"، وفيما يتعلق بهجوم خان شيخون قال: "نصر على إجراء تحقيق دقيق وموضوعي بشأن ما حدث".
وعن العلاقات الروسية القطرية؛ قال وزير الخارجية الروسي إن حجم التبادل التجاري بين روسيا وقطر تضاعف مرتين، واتفقنا على دراسة خطوات إضافية لزيادة التعاون الاقتصادي مع قطر.
وأضاف: "هناك تعاون بشأن استضافة كأس العالم في روسيا 2018 وقطر 2022"، وتابع: "تباحثنا بشأن سوريا واليمن وفلسطين وعدة قضايا أخرى، ولدينا موقف مشترك مع الدوحة لحل كافة الأزمات بالطرق الدبلوماسية ومحاربة الإرهاب".
وتستضيف الدوحة الاجتماع السابع لنقاط الاتصال الوطنية المعنية بمبدأ مسؤولية الحماية، المقرر يومي 24 و25 من أبريل/ نيسان الجاري.
ومن المقرر أن يلقي الاجتماع الضوء على عدم فعالية النظام العالمي الراهن نتيجة الفشل في حل النزاع السوري. كما أنه سيركز على الشبكة العالمية لنقاط الاتصال الحكوميين المعنيين بالمسؤولية عن الحماية.
وكانت السفيرة القطرية أوضحت أن من الأهداف الرئيسية للاجتماع السابع، التفكير في سبل التعاون الاستراتيجي في مجال منع الجرائم الجماعية، وتعزيز الآليات الوقائية، والاستجابة بشكل أفضل للأزمات الإقليمية.
ومطلع العام الجاري، شكّلت الأمم المتحدة لجنة لبحث ارتكاب النظام السوري جرائم حرب، بناءً على طلب قطري.