لقد شهدتُ كيف تمكن الرجل من شق طريقه بصعوبة بين جموع الناس الذين جاءوا للترحيب به في مدينة اربد، التي ذهب إليها لإلقاء محاضرة، وقد كان وقتها خارج المناصب الرسمية، مما يدل على أن الناس يحبونه لذاته ولا يرتبطون به لمنصبه، ويحترمونه لسلوكه معهم والذي يتصف بالتواضع والاحترام، على خلاف الكثيرين ممن إذا شغل أحدهم منصباً اقل بكثير من المناصب التي شغلها الفايز، ابتعد عن الناس وبنى بينه وبينهم جدار وحواجز، من السكرتاريه والحجاب، لذلك فمن الطبيعي أن ينفض الناس عنهم خاصة عندما يغادر هؤلاء مواقعهم الرسمية، دون أن يتعلموا الدرس " لودامت لغيرك لما وصلت إليك" وهو الدرس الذي استوعبه فيصل استيعابا كاملاً، فلم يزغ بصره يومياً عندما تولى أعلى المناصب، بل ظل معلقا بالناس حريصا على التواصل معهم وخدمتهم، والوصل إليهم في كل مواقعهم في المدن والقرى والبوادي والأرياف، فصار له فيها كلها أصدقاء ومحبين.
ما أحوجنا اليها
مدار الساعة ـ
حجم الخط