مدار الساعة - اتسمت حركة تسوق المواطنين في محال السوبر ماركت وبيع المواد الغذائية القائمة بالمولات، بالسلاسة والتنظيم والالتزام الواضح من إدارتها والمواطنين بشروط الصحة والسلامة.
ورصدت وكالة الأنباء الأردنية (بترا)، خلال جولة شملت عدة محال بالعاصمة عمان، حركة تسوق طبيعية ومنضبطة، وسط توفر مخزون كبير من مختلف أصناف المواد الغذائية والأساسية وبأسعار تناسب مختلف الشرائح.
ولمست (بترا)، خلال جولتها استعداداً واضحاً من المحال لتوفير مختلف مستلزمات السلامة والصحة وتنظيم عمليات الدخول والخروج والاصطفاف التزاماً بما جرى إقراره رسمياً من شروط للسماح بعودة حركة التسوق مباشرة بعد أن كانت مقتصرة سابقاً على خدمات التوصيل.
وفتحت محال السوبر ماركت وبيع المواد الغذائية القائمة بالمولات في جميع المحافظات صباح اليوم الاثنين، أبوابها أمام المواطنين للتسوق مباشرة وابتياع ما يحتاجونه من المواد الغذائية والأساسية، مع استمرار عملية التوصيل.
وكانت الحكومة قررت أمس السماح بفتح محال السوبر ماركت وبيع المواد التموينيّة في المولات اعتباراً من صباح اليوم، من الساعة العاشرة صباحاً وحتى السادسة مساءً، ويتم الوصول إليها سيراً على الأقدام.
وجاء القرار بهدف تمكين المواطنين من شراء احتياجاتهم من المواد الغذائية والتسهيل عليهم وتقليل الازدحامات بالمحال التي تعمل حالياً، وكذلك في إطار الاستعدادات لشهر رمضان المبارك، الذي يشهد عادة ارتفاعا في الطلب على مختلف المواد الغذائية.
وعبر مدراء العديد من الأسواق التجارية المختصة ببيع المواد الغذائية القائمة داخل المولات، عن ارتياحهم لقرار فتح المحال أمام حركة التسوق المباشرة من المواطنين، مؤكدين أن حركة الشراء تسير بكل سهولة ويسر ودون أية معيقات وسط توفر مختلف أصناف السلع وبأسعار مستقرة.
وقال مدير عام "سامح مول" الدكتور ليث أبو هلال إن قرار فتح المحال التموينية في المولات يأتي لمصلحة المواطن بالدرجة الأولى، إذ توفر هذه المحال مساحة أكبر من البقالات الصغيرة، ما يعني سلامة ووقاية وتباعدا أكبر.
وأضاف أن مكان تسوق واحد يوفر مختلف الاحتياجات للمواطنين، هو أفضل من أن يضطر المواطن للتسوق وشراء احتياجاته من أكثر من مكان، مشيراً إلى أن بعض البقالات الصغيرة ليست مهيأة لتوفير مواد طازجة كالدجاج واللحوم الحمراء.
وأكد ابو هلال أن محال السوبر ماركت القائمة في المولات منتشرة بمختلف مناطق المملكة وتشغل عشرات الآلاف من الأيدي العاملة والموظفين وبالتالي تعيل الآلاف من الأسر، وتشغل العجلة الإنتاجية والموردين.
ولفت إلى أن الحركة الشرائية في حدها الطبيعي، بفعل وعي المواطن بضرورة عدم التهافت، ما يسهم في تقليل عدد الموظفين العاملين خلال ساعات الدوام المسموح بها، وهو ما رفع من درجة السلامة والأمان الصحي، مؤكدا أن السلع والمواد الغذائية متوفرة وبكميات.
ووصف مدير عام "كريم هايبر ماركت" إرشيد الربابعة القرار بالإيجابي على جميع الأطراف على الرغم من أنه تأخر، فهو ينشط الحركة الشرائية في الأسواق التجارية الكبيرة، مشيراً إلى أنها أقدر على خدمة المستهلك وتوفير ما يحتاجه بمستويات عالية من الاشتراطات الصحية والوقائية التي عممتها وزارة الصناعة والتجارة و التموين.
وأكد الربابعة أن المواد والمنتجات من المواد الغذائية التي يحتاجها المواطن متوفرة بكميات وتنوع بالأصناف أكبر مما هو في البقالات، وبأسعار أقل، لافتا إلى أن عمليات البيع تسير بيسر وسهولة، والإقبال اعتيادي ولا يوجد أي تزاحم او تهافت.
ولفت إلى أن كوادر الموظفين العاملين لديه ملتزمون بالتباعد فيما بينهم، مع الأخذ بعين الاعتبار العمل بأقل عدد ممكن منهم.
ورغم حاجتهم للتسوق وشراء المواد الغذائية، تحفظ مواطنون على القرار، تخوفا من أن يؤدي خروج المواطنين للتسوق إلى حدوث تهافت وازدحام.
وأكدت الخمسينية ماجدة درويش أنها متحفظة على القرار، مبررة ذلك بخوفها من خروج العائلات بشكل جماعي رغبة في الترفيه عن أنفسهم.
وقالت إنه وعلى الرغم من الإجراءات الوقائية إلا أن أعداد المتسوقين ستكون كبيرة وهو ما يزيد من فرص التزاحم، مشيرة إلى أن ذلك قد يصعب حصر الإصابات في حال حدوثها لا قدر الله.
ورأى المواطن عمر فريحات أن فتح محال السوبر ماركت في المولات يعني زيادة أعداد المتسوقين المحصورين في مكان واحد، وهذا يعني صعوبة حصر الإصابات، وزيادة عددها في حال حدثت.
وقالت لميس بلعاوي إن القرار سيدفع بالبعض للتهافت على المولات وهو ما سيشكل تحديا أمام إجراءات الوقاية من العدوى، مشيرة إلى أنه لا يمكن أن نعول على وعي المواطنين بصورة مطلقة، فقد تحدث بعض الخروقات.
وكان رئيس النقابة العامة لتجار المواد الغذائية خليل الحاج توفيق، وصف قرار السماح لهذه المحال بالعودة لممارسة أعمالها بعد فترة الإغلاق التي جاءت ضمن إجراءات الدولة الأردنية لمواجهة فيروس كورونا المستجد، بأنه يصب في مصلحة كل الأطراف، المستهلك والمنتج سواء كان صناعيا أو زراعيا إلى جانب المستوردين.
وأوضح أن فتح أبواب هذه المحال، التي يصل عددها لما يقارب 500 محل، تتركز غالبيتها بالعاصمة، سيسهم في تسهيل عملية التسوق أمام المواطنين للتزود بالمواد الغذائية والأساسية بكل سهولة ومن غير ازدحام خاصة مع قرب حلول شهر رمضان الفضيل حيث يتضاعف الطلب أكثر من الأيام العادية.
وأشار الحاج توفيق إلى أن المواد الغذائية والأساسية متوفرة بهذه المحال وبمخزون كبير وتلبي احتياجات المواطنين، إلى جانب استطاعتها على التزود باستمرار من هذه السلع خاصة المواد الطازجة من خضار وفواكه ولحوم طازجة ودواجن، لافتا إلى أن النقابة تشجع المواطنين على الشراء عبر خدمات التوصيل المنزلي بما يخفف من إمكانية تنقل المواطنين وذهابهم إلى أماكن التسوق حفاظا على سلامتهم.