مدار الساعة – لقمان إسكندر – امرأتي السياسية جدا غاضبة من أمر الدفاع رقم 6.
أن يكون اسلامي مثلي شريك عمر لناشطة في حقوق الانسان أمر مقلق. هي غالبا من تقول الحق. لكن ليس كل الحق دائما ما يقال.
- لِمَ لا؟ آه .. وماذا عن الناس.. آه ؟ احكي لي.. ماذا عن الناس؟ آه؟
شريكتي تبكي على كل قصة. على مطلقة ضيّعها فايروس كورونا. على عامل مياومة عزيز النفس. على شابة تحولت فجأة إلى رب المنزل بوجود والديها، تبحث لهم عن "طرد غذائي" .
- حبيبي بليز ممكن تساعدني بهاي العيلة؟
"وبساعد أبوها كمان". لم أقل لها ذلك حياء. على العموم. كثير من الأردنيين يملكون ملاحظات على أمر الدفاع رقم 6. هذا طبيعي ولا يقلق الحكومة. لكن هناك ما يقلق البعض.
"الحكومة بدأت تشرّع". قال لي أحد المحامين. منذ بداية الأزمة، ونحن نصفق لأداء الحكومة. وما زلنا. لكن ما نريده من الحكومة نتائج. نتائج سريعة.
أداؤنا الصحي ممتاز. أداؤنا الأمني كالعادة، يدعو للفخر. سياسيا الامر حتى اللحظة جيد. نوعا ما جيد. لكن الناس بدأت بالتململ اقتصاديا.
حضنت وسادتها، وهي تقول: الامر مقلق.
لم أعلّق. فأنا اعتقد أن الدور الذي يجب أن نلعبه اليوم يدفعنا إلى التكاتف. المعركة تبدو طويلة.
- صحيح، لكن الناس بدأت تجوع.
- ما الحل؟
- يجب ان يبدأ القوم بالتفكير خارج الصندوق. لِمَ على الحكومة أن تقوم بجميع الادوار وحدها؟ أين شراكتها مع النقابات المهنية والاحزاب والقطاع الخاص؟
استندتُ في جلستي، كأني عثرت على المخلص. حقا لم لا تشرك الحكومة الجميع في مهمتها الصعبة.. المتصدقون والمتبرعون والنقابات المهنية والعمالية والاحزاب.. والقطاع الخاص. الجميع الجميع من دون استثناء. أما من يظهر على الأرض فهم من تحددهم إدارة الازمات. لم لا؟
- طيب اسكت بدأ ايجاز الثامنة.
قاطعتني زوجتي الناشطة في حقوق الانسان. فهمستُ لنفسي: يا الهي.. كأني أعاني من انتهاك لحقوقي؟ لكني على أية حال سكت. أما هي فقذفت الوسادة بعيدا عني وتوسدتني أنا.
