انتخابات نواب الأردن 2024 اقتصاديات أخبار الأردن جامعات دوليات وفيات برلمانيات رياضة وظائف للأردنيين أحزاب مقالات مقالات مختارة مناسبات شهادة جاهات واعراس الموقف مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة

أبناء الذوات.. وأبناء الحراثين

مدار الساعة,مقالات,الضمان الاجتماعي,المؤسسة العامة للضمان الاجتماعي
مدار الساعة ـ نشر في 2017/04/15 الساعة 11:38
حجم الخط

محمد عربيات

ستمر تعيينات ابناء الذوات بمجلس ادارة مؤسسة الضمان الاجتماعي كما مرت غيرها من تعيينات، تمت في مواقع اخرى بالرغم من ما يثار حولها من تعليقات وكتابات بوسائل الاعلام المختلفة، او ما يثيره نواب ربما يجري استرضاؤهم لاحقا، هذه التعيينات تقتصر على ابناء الذوات دون غيرهم، واصبح التوريث في مواقع معينة داخل الدولة قانونا وعرفـا ملزمـا (...).

من الملاحظ في جميع الحالات ان هناك دوائر ووزارات ربما يتم التعيين بها بطرق لا يعرفها الا الراسخون بالعلم يقتصر وجود اشخاص من عائلات معينة وربما نزيد اكثر لا يكون للعائلة بشكل عام ربما يكون لفرع من هذه العائلة او احد افخادها فقط كما هو معروف بالوسط العشائري او اشخاص لهم صلة نسب او صلات اخرى، وربما والله اعلم يجري ايضا تزكيتهم من قبل اشخاص بعينهم.

ومن المؤسف ان الحكومة تخرج علينا بتصريحات لتبرير هذه التعيينات تستغفل بها عقولنا، وتقول ان ما سيحصل عليه هؤلاء فقط (500 دينار) بدل عضوية وهو التبرير الاحدث للتعيينات التي تمت مؤخرا بمجلس ادارة مؤسسة الضمان الاجتماعي، متناسية ان هؤلاء سيكونون ممثلين للمؤسسة في مجالس ادارات الشركات التي تساهم بها المؤسسة، ومن هذه العضويات سيحصلون على بدلات اخرى متفاوتة ومختلفة من شركة لاخرى عدا بدلات السفر وبدلات اخرى يجري توزيعها سنويا عند اعلان التقارير السنوية المتضمنة انجازات وارباح الشركات، ونامل من المؤسسة العامة للضمان الاجتماعي ان توضح لنا هل هذه البدلات التي يحصل عليها ممثلو المؤسسة من الشركات الاخرى حق لهم وهل يتم ردها للمؤسسة، فكم من الكلام قيل حول هذا الامر حتى انه طال عطوفة السيدة ناديا الروابدة المدير العام للمؤسسة حول راتبها الذي تتقاضاه حتى ان عطوفتها صرحت اكثر من مرة حول قيمة راتبها ردا على هذا الكلام.

ابناء الذوات لا نراهم الا بمكاتب مكندشة وسيارات فارهة على حساب الشعب، مساكين ابناء الذوات بما يلحقهم من ظلم نتيجة التعليقات من هنا وهناك فهل هم بحاجة الى مثل هذه المزايا عدا عن ميزتهم بانهم ابناء ذوات ربما لاتكفيهم هذه الميزه ليضعوها في سيرتهم الذاتية فهم بحاجة الى الكثير من المزايا فلا تحرموهم منها، هل نرى ابناء الذوات يقفون على ثغور الوطن وبخنادقه الامامية؟ هل نراهم على ابواب الدوائر والمؤسسات الرسمية؟ هل نراهم مع العمال في المصانع والشوارع ومع المزارعين ؟ لا ادري الله اعلم.

ولا ندري ان نرى ذات يوم ابناء الحراثين الذين يحملون مؤهلات وقادرين على القيام بمسؤولياتهم تجاه وطنهم نراهم في مجالس ادارة الشركات ونراهم في مجالس ادارة الجامعات، بعد ان باع ابائهم الكثير لتدريسهم وحصولهم على مؤهلات علمية متقدمة، ابناء الحراثين مكانهم معروف وهم من تسيل دماؤهم دفاعا عن الوطن وحماية ابناء الذوات مما قد يتعرضون له من اذى، وهم ايضا من يبنون الوطن بسواعدهم السمراء وبعرق جبينهم، وهم المزارعون الذين ينتظرون الموسم على احر من الجمر لتسديد ديونهم.

مساكين ابناء الحراثين وهنيئا لابناء الذوات فسيبقون ذواتا الى ان يرث الله الارض وما عليها اما ابناء الحراثين لا ندري ما سيكون عليه حالهم هل سيبقون ابناء حراثين كما هو الوصف المتداول ام سيطلق عليهم لقب اخر اترفع عن ذكره في هذا المقال ودمتم.

مدار الساعة ـ نشر في 2017/04/15 الساعة 11:38