مدار الساعة - قال الدكتور خليف الخوالدة في تغريدة عبر حسابه على تويتر:
أعظم درس تعلمته وتتعلمه مختلف دول العالم من تعاملها مع أزمة فيروس كورونا أن عنصر النجاح في إدارة الأزمة لا يكمن في الموارد ولا في الإمكانيات.. وإنما في القيادة والإدارة..
قيادة الأزمة على مستوى الدولة.. وإدارة الأزمة بمشاركة مختلف المؤسسات من عسكرية وأمنية وحكومية وقطاع خاص واعلام ومجتمع مدني. ويرافق هذا وحدة الهدف والتناغم الوطني والدعم المجتمعي الهادف والبناء..
كل عناصر النجاح تمثلت في الحالة الأردنية ولله الحمد.. ومن أبرز ملامحها:
أولا: قيادة هاشمية حكيمة وسباقة في توجيهاتها ومتابعتها المستمرة لأدق التفاصيل وقيادتها للمشهد الوطني بكل شجاعة وحنكة واقتدار..
ثانيا: قوات مسلحة وأجهزة أمنية تعمل بهمة ومعنوية عالية وبعيدا عن ضجيج الأضواء ولا يهمها إلا أمن الوطن والمواطن ولا يشغلها شاغل عن أداء الواجب والإنجاز. وقد أدارت الأزمة وخلية عملها بمنتهى المهنية والهدوء.
ثالثا: عمل متخصص محترف في المجال الصحي والطبي.. بالإضافة إلى التكاملية والتنسيق بين مكونات هذا القطاع..
رابعا: إعلام دولة شفاف صاحب رسالة ومسؤول بشقيه الرسمي والخاص..
خامسا: ادراك تام للمخاطر وحس جمعي بالمسؤولية لدى المواطنين والتزام كبير بمتطلبات الوقاية والسلامة.. بالإضافة إلى مظاهر رفع معنويات القوى العاملة في الميدان..
سادسا: مؤسسات عامة ساهمت كل واحدة منها في العمل الوطني حسب الاختصاص.
سابعا: قطاع خاص داعم شارك بالمسؤولية وسخر طاقاته وإمكاناته لخدمة الصالح العام.
ثامنا: الثقة والتكامل والتناغم بين مختلف هذه الأطراف..
لهذا حقق ويحقق الأردن بعون الله نجاحًا في إدارة أزمة فيروس كورونا التي نسأل الله أن تنتهي على كل خير..
باختصار، هي حالة متميزة غير مسبوقة أثبتت أن القيادة والإدارة تصنع ما تعجز عنه الإمكانيات الهائلة.. كما تمثل حالة وطنية شمولية تجلى فيها الإنجاز في كل أبعادها ومحطاتها والتسابق إلى عمل الخير.. فكان ثمار كل ذلك النجاح وسيستمر بعون الله..
والسؤال الأهم الآن إلى متى يبقى الاقتصاد متوقفًا أو غير فاعلًا؟.. ومتى تعود مصادر الأرزاق؟..ليكن التميز والسبق نهج عملنا وحياتنا وفي كل شيء.. فلا مستحيل مع العزم والإرادة.. علينا أن نتابع المسيرة للخروج من الأزمة ومعالجة ما نتج وينتج عنها من آثار..
لنحقق نجاحا أيضا في إدارة الاقتصاد ودفع عجلة الإنتاج.. فكما تميزنا في الجانب الأمني والصحي والسلوك الوطني الوقائي المنضبط، علينا أن نتميز في بث الحياة في جميع مفاصل ونواحي الاقتصاد.. لتحريك عجلة الاقتصاد في جميع القطاعات وتذليل المشكلات والعقبات التي تواجهها.. حتى تعود الحياة الاقتصادية إلى طبيعتها ودعمها في البدايات مع الأخذ بالاحتياطات والمتطلبات الصحية..
ولا ننسى أننا لسنا أشد حرصًا على صحة الإنسان منه.. والمواطن الأردني مدرك تماما لخطورة المرض وقد أبدى سلوكًا حضاريًا مسؤولًا نعول بشدة عليه في المراحل القادمة..
لنقبل التحدي بإطلاق العنان للاقتصاد بأسرع وقت.. ولتكريس الجهود الحكومية لدعمه ورعايته وأخذ كافة الإجراءات الوقائية والتدابير الصحية ومتابعة الالتزام التام من قبل الكافة بها..
لنتحول من دور الحماية إلى دور الوقاية.. فكما نجحنا فيما مضى، لننجح في الجمع بين الهدفين: اقتصاد يعمل بكل طاقته وشروط سلامة معيارية مطبقة وملتزم بها تماما.. وفي التزامنا بمتطلبات السلامة، لنتخيل أننا كمن يعمل في مفاعل نووي أو مختبر أو غرفة عمليات أو في الفضاء أو غير ذلك.. أو كما تعمل خلية الأزمة..
ليكن شعار المرحلة المقبلة "اقتصاد يعمل بأقصى طاقة.. وضمن ثقافة عمل وحياة حذرة وحساسة جدًا لمتطلبات السلامة الصحية..
ليجري كل شيء كالمعتاد ضمن ثقافة سلامة وصحة مجتمعية جديدة وغير اعتيادية.. لنعول على وعي وإدراك الجميع.. إلى أن تنقشع الغمة بإذن الله، لنتعامل معها كاختبار لنا كيف نعمل وننتج رغم خطورة الظروف وقساوتها.. لتحويل النظرة إلى الأزمة إلى فرصة اقتصادية وتسويقية خارجية نبني خلالها الثقة ونتوسع في الأسواق.. بمعناها الإيجابي لا باستغلال مصائب الآخرين.. لنعمل كالمعتاد مع التقيد التام بمتطلبات السلامة والصحة.. فلا شيء يتقدم على الأرواح..