كتب: ارشيد العايد
الامر ليس بالنزهة فردية ، ولا خلوة مع النفس، او هربا مبررا من ايقاع الحياة اليومي بكل تفاصيله، العملية والاجتماعية، وحسبة ارقام موازنة المنزل الشهرية، وترحيل ما يلزم الى ما هو اكثر اهمية في اللزوم، اوالتواصل الرقمي مع الاصدقاء في صباحا مشمس بصحبة فنجان قهوة، انه في غاية الجدية والاهمية والخطورة، يحتاج الى تركيز عال في ادراة وقت الازمة.
بمثل هذا التوصيف يمكن شرح حالة المشرفين الذين يعتكفون 14 يوما متواصلا في دور الايواء التابعة لوزارة التنمية الاجتماعية، فالمسؤولية ضخمة وغاية في الاهمية، باهمية الحفاظ على حياة الانسان.
ما ان غلقت الابواب واعتكف العاملون في دور الايواء مع المنتفعين، اعلانا بمنع الدخول والخروج، بدأت سلاسل من الافكار المتتالية في كيفية ادارة الوقت في ظل هذه الظروف الراهنة الاستثائية مع جائحة كورونا، كيف لي ان ابتكر اساليب جديدة مختلفة عن برنامج الجدول اليومي المنهجي واللامنهجي لتعويض اؤلائك المنتفعين عن فترة غياب التواصل المباشر مع الاهل، مع الاسرة، الحاضنة الاولى للانسان، هذا ما كان عنوانا للتفكير بصوت عال مع فريق الطوارئ بقيادة مدريها واشراف وتوجيه ادراة شؤون الاحداث والامن المجتمعي.
ليس من الانصاف تقديم الخدمة للمنتفعين في حالات استثائية، وكان الامر طبيعي والحياة تسير باوضاعها الطبيعية، من هنا كان الاختلاف في العمل واستثمار الوقت، بل وصل الى حد تكيثف استثمار الوقت بما هو نافع ومجدي للحصول على نتائج ايجابية، حتى لوكانت بالحد الادني، المهم هي المحاولة، فالخروج من المألوف وتقديم ما هو خارج عنه في الظرف الاستثنائي هو المطلوب، وهذا ما تم ترجمته على ارض الواقع.
دار تربية احداث الرصيفة عملت على اسثمار هذا الوقت وادارة ازمته بشكل مكثف ونافع تجاوز في حدوده الامر المألوف او الطبيعي، الشراكة الحقيقية ما بين المشرفين والاحداث مع فترة الاقامة المتواصلة، قادت الى نجاح الكثير من الفعاليات التي تم التخطيط لها بشكل يومي متواصل، فعندما تشغل الوقت بما هو نافع وتقدم سيناريوهات في الحرص على الصحة بمشاركة حقيقية بين الاحداث والمشرفين، انت تثَبت معلومة صحية هامة غائبة عن ذهن الحدث نفسه، وعندما تتشارك في عرض موطني بمناسبة عزيزة على قلوب الاردنيين جميعا هي يوم الكرامة على ايقاع موطني، فأننا ننمي الحس الوطني لديهم، فالامر لم يعد بالنسبة لهم ذلك المتفرج او المتلقي لعرض مدته دقيقة او خمس دقائق، الامر وصل الى حد المشاركة لحفر مثل هذه البطولات التي سطرها الجيش العربي في يوم الكرامة في ذاكرة الاحداث.
الـ 14 يوما تتولا بين المشرفين في فريق الطوارئ، كل يعمل باقصى طاقته، لحين تجاوز هذه الظروف الاستثنائية، ان تجتهد وتطلق مبادرة للتبرع باجرة يوم عمل، تنسحب على باقي الموظفين، شعور منك بالواجب الوطني، ان توفر اتصال مرئي للمنتفعين مع ذويهم بعد تقطع سبل الزيارات بسبب هذه الجائحة، هذا ابتكار وظف التكنولوجيا باتجاه نفعي، ان تؤدي فروض الصلاوات وتحث المنتفعين على ذلك، تلك من اعظم الانجازات، ان تستثمر المناسبة الدينية "الاسراء والمعراج" وتبسط شرحها للمنتفعين، ذلك من صيب الامر، وغيرها وغيرها، كل ذلك في عمل فريق الطوارئ يشعرك بالانجاز، ويحقق رضا النفس.