صكوكُ الشّفاءِ من الوباء !!

يتعرض المواطن إلى ضخ يومي كثيف من منصات التواصل الاجتماعي حول فيروس كورونا، تشمل مواد إعلامية متناقضة مع بروتوكولات منظمة الصحة العالمية ومع تعليمات وزارة الصحة.

فيض من الأشرطة والتسجيلات تزعم العثور على حجر الفلاسفة. وعلى سر الحياة. وعلى مصباح علاء الدين.

أواصل الشك في تلك المواد، فلو كانت صحيحة، لاعتمدتها منظمة الصحة العالمية، وشركات صناعة الأدوية، ولحصل أصحابها على جائزة نوبل في الطب.

تلك المواد المزيفة تلخم المواطن وتشوشه، وبعد هذا «البكش»، نطالبه بعدم تصديق ما وصله من مزاعم.

وهنا عينة مما يتم تداوله وتناوله كالحشيش:

فلاديمير زيلينكو طبيب أمريكي قال انه استطاع معالجة 699 مريضا مصابا بفيروس كورونا بنسبة 100 ٪ مستخدما

هيدروكسيكلوروكوين والزنك والأزيثروميسين.

البروفيسور الألماني هندريك شتريك عالم الفيروسات له رأي مناقض لبروتوكولات منظمة الصحة العالمية، التي حذرتنا أمس «من تخفيف إجراءات العزل» !!

يقول هندريك لقناة زد الألمانية ان فيروس كوفيد 19:

لا يعيش فوق الأسطح.

لا يلصق بمقابض الأبواب.

لا ينتقل باللمس والمصافحة.

لا فائدة من إجراءات حجر عامة الناس في بيوتها، والصحيح هو عزل المصاب فقط.

ونسمع الكثير من المزاعم حول عدم أهمية الكمامة. وأن العزل ليس ضروريا. وأن الاختلاط ليس ضارا. وأن أجهزة التنفس الاصطناعي ليست مهمة. وأن الحل موجود في الحبة السوداء والخل والفول والملوخية وبول الإبل ونبات القريص والثوم والبصل.

وأن الشفاء موجود في طبخة «الشلولو» حسب هرطقات الدكتور مجدي ياسين اخصائي التغذية المصري.

لم يبقَ إلا أن نسمع عن دور ضراب السخن في الشفاء من الكورونا !

وكما انه يوجد أناس سُذّجٌ غُفُلٌ، يوزعون «صكوك الشفاء»، يوجد أناس من طينتهم يصدقونهم.

لا مجال للكذب والمزاعم المضللة، فقد توفي يوم امس 780 في نيويورك وحدها و757 في اسبانيا.

هذه مذبحة كونية، تنتشر و لا تنحسر. تستدعي من حكومتنا أقصى درجات المنع والردع. فكما إنّ للشيطانِ طيفاً، فإنّ للسلطانِ سيفاً.

نحن نصدق ما تعتمده منظمة الصحة العالمية. وإدارة الغذاء والدواء الأمريكية USFDA. والمؤسسة العامة للغذاء والدواء الأردنية JFDA.

الدستور