مدار الساعة - سيرينا صوالحة / كلية الإعلام جامعة البترا - خطّت لنفسها نهجها الفني والإنساني فأثرت ثوابتها الحياتية بعمل الخير ورسمت البسمة باعمالها وإنجازاتها، كما واكبت تقدمها في مسيرتها الأدبية جنباً إلى جنب مع بسمة الأمل التي ارتسمت على وجوه الأطفال وكبار السن .
عاماً بعد عام ومبادرة "لونها بالأمل" ترسم الأمل وتشعل الشموع وتساعد الاطفال وتعين كبير السن ليكبر بعد ذلك الطموح فتتحوّل إلى جمعية "لوّنها بالأمل" فزادت النشاطات واصبحت ذات صفة أهليّة وتحت مظلة مرخصة .
أجرينا مع رئيسة هذه الجمعية غدير حدادين مقابلة عن بُعد عبر الهاتف فأجابت عن فكرة المبادرة :
جاءت فكرة مبادرة "لوّنها بالأمل" لتعنى بالطفل المصاب بمرض السرطان وذوي الإعاقة ومن جديد كبار السن عن طريق اللون، إذ هدفت المبادرة لتلوين حياة هلا الفئات ومدّهم بالطاقة الإيجابية والأمل، واستمرت المبادرة أربع سنوات لتتوسع بعملها إلى المحافظات والأماكن الأقل حظاً، وأيضاً إلى خارج الأردن، قبل أن تتحول إلى جمعية لها هيئة إدارية وتصبح أكثر انتشاراً.
المبادرة ركزت على المعارض (ورشات الرسم)، فلا أجمل من أن يقوم الطفل الذي يعيش بالمناطق الأقل حظاً بالرسم، ومنهم زيارته إلى عمّان هي الأولى فيقف بجانب لوحته ويشرح للحضور عنها مما في ذلك مِن دعم نفسي كبير للطفل، وأيضاً لمرضى السرطان وذوي الإعاقة من خلال أنشطة مناسبة لهم يقومون بها بأيديهم كما تقول الشاعرة حدادين التي تصف قلّة اهتمام المجتمع بهذه الفئات وقدراتها على النجاح والابداع .
وبخصوص العلاقة بينها وبين مفهوم "الأمل" قالت : الإنسان في حياته فيه من الخير ولو بذرة، لكن منا من يقوم بسقايتها، ومنا لا يهتم فيها، فقبل أن أكون رئيسة جمعية، كان لدي فكرة وهي ضرورة عمل الخير دائماً في حياتنا، حتى في القصائد التي نكتبها عن الوطن وعن الحب، يسألونني : لماذا تكتبين كثيراً عن الحب ويكون جوابي لأنه ينقصنا في الحياة وأيضاً ينقصنا أن يكون الأمل هو طريقنا.
لذلك هي شاعرة وفنانة تشكيلية ولاعبة كاراتيه وتسير في حياتها وفقاً لما قاله جبران خليل جبران "في كل عمل من أعمالك ستترك نسمة من روحك"، وتتحدث عن المزج بين الفن والأمل فتقول : "أي شخص مبدع قادر على تجميل البشاعة أو إضاءة النور في العتمة وتجميل الصورة وهذا يحتاجه الاطفال وكبار السن والمرضى وعلينا أن نقدمه لهم لأنهم لا يستطيعون أن يقدموه لأنفسهم .
كان للفيس بوك تحديداً دورٌ في ترويج مبادرة "لوّنها بالأمل"، وتعميم فكرتها وإضاءة القصص الناجحة ونشر الألوان والرسم بأن يكون الأمل عن طريق اللون. أما بخصوص الدعم فقد أجابت :
"لا أنكر أنني تلقيت الكثير من الدعم، وهذا الدعم ليس مادياً بقدر ما هو معنوي، وتشير إلى دعم الشباب وتطوعهم وترسيخ فكرة العمل الاجتماعي الذي يُساند فئات الاطفال وكبار السن، وهذا التطوع والعمل الاجتماعي كما تضيف لا بُد وأن يسير معه الاعلام جنباً إلى جنب لتشجيع الناس على المشاركة والتفاعل.
وعن الصعوبات تتحدث : عادةً ما كنّا نسمع " إنتوا ليش جايين مسافة طويلة عشان ألوان" فنجيبهم : الأطفال كالنبتة الصغيرة تحتاج إلى الماء والشمس، والإنسان بطبيعته بحاجة إلى الفن ليتخلّص من مناكفات الحياة اليومية ".